«الائتلاف» يطالب «الحر» بإرسال تعزيزات إلى القصير
طالب الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية، أمس، جميع كتائب الثورة والجيش السوري الحر بإرسال المقاتلين والسلاح إلى القصير «حالاً»، ودعا العالم للتحرك لمواجهة ما قال إنه غزو سورية من قبل إيران و«حزب الله». فيما عقدت مجموعة «أصدقاء الشعب السوري» اجتماعاً في عمان في محاولة للدفع باتجاه سعي واشنطن وموسكو الى عقد مؤتمر دولي لحل الازمة اصطلح على تسميته «مؤتمر جنيف 2» المقرر عقده الشهر المقبل. بينما شن السفير السوري في عمان بهجت سليمان، هجوماً على ما سماه مجموعة «أعداء سورية»، مؤكداً أن الرئيس السوري بشار الأسد مصرّ على الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة في بلاده عام 2014.
وقال رئيس الائتلاف الوطني السوري بالإنابة رئيس المجلس الوطني السوري، جورج صبرا، في بيان إنه «منذ أشهر، وفي هذه اللحظات أيضاً، تتدفق نحو سورية قوات غازية، قوامها خبراء القتل الإيرانيون، وميليشيا حزب الله اللبناني، ترفع شعارات طائفية بغيضة، تؤسس لصراع طائفي ممتد وعابر للحدود».
وناشد جميع «كتائب الثورة والجيش السوري الحر» أن يهبوا «لنجدة القصير وحمص»، عبر إرسال قوات وسلاح وذخيرة إلى القصير وحمص.
وطالب مجلس الأمن بعقد اجتماع طارئ وبأن يقف موقفاً «على مستوى خطورة الحدث، وهو احتلال بلد الحضارة الأولى، وقمع الشعب الذي يقاتل من أجل الحرية والديمقراطية». كما طالب «المجتمع الدولي بفتح ممر إنساني لإنقاذ الجرحى وإدخال الدواء والغوِث إلى 50 ألف محاصر، وأن يعمل على سحب القوات الإيرانية الغازية المعتدية وعملائها من الأراضي السورية». وناشد الدول العربية والأمانة العامة للجامعة بأن تقف الوقفة التي تليق بالحدث الجلل، معتبراً أن ما يفعله «الغزاة» سيؤدي إلى «إشعال حريق طائفي، يخرب العلاقات بين دول المنطقة وشعوبها لن يكون المستفيد منها غير إسرائيل».
وتوجّه صبرا إلى اللبنانيين بالقول إن «النظام السوري وحزب الله ونظام الملالي في إيران يكذبون حين يقولون إنهم يدافعون عن إخوتنا الشيعة السوريين، وإن مقام السيدة زينب معرّض للخطر»، مشيراً إلى أن «هذا المقام موجود في سورية منذ أكثر من 1300 عام، يرعاه السوريون، كل السوريين، بحدقات عيونهم». واتهم النظام وإيران و«حزب الله» بأنهم يخدعون اللبنانيين «حين يقولون إن حرية السوريين خطر عليكم، فالسوريون ثاروا لأجل كرامتهم وحقوقهم الآدمية، ولم يثوروا لأجل تغيير موازين القوى السياسية الداخلية اللبنانية ولا الإيرانية».
وأكد أن «سلاح حزب الله تحول إلى سلاح ميليشياوي، وصارت بنادقه طائفية مأجورة لقتل النساء والأطفال»، وسأل اللبنانيين «هل تقبلون أن يوظّف اللبناني لقتل السوري ومن أجل ماذا؟». وأهاب بالدولة اللبنانية ومؤسساتها السياسية والدفاعية والأمنية أن «تعمل على احترام سيادة الدولة السورية وحرمة حدودها».
سياسياً، ربط وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، أمس، في عمان، قبيل ساعات من بدء اجتماع مجموعة «أصدقاء الشعب السوري» أي حل للنزاع الدموي الدائر في سورية برحيل الأسد.
وقال هيغ في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاردني ناصر جودة إن «موقف المملكة المتحدة منذ امد بعيد ان الاسد يجب ان يرحل، وانه ليس بأمكاننا رؤية اي حل ينطوي على بقائه». وأضاف «إذا كان النظام (السوري) يعتقد ان بامكانه تحقيق انتصار عسكري والعودة إلى الوضع السابق، فانا أعتقد أنه يرتكب خطأً فادحاً، خطأ كارثياً»، مشيراً الى انه «ينبغي أن يكون هناك حل سياسي، بغض النظر عن الوضع على الارض».
وأوضح هيغ أن «مؤتمر جنيف 1، يتحدث عن تشكيل حكومة انتقالية مع سلطات تنفيذية كاملة، تتشكل على أساس الموافقة المتبادلة».
وقال: «في النهاية، فإن العامل الحاسم هو مدى استعداد النظام للتفاوض، حيث تريد روسيا بوضوح (مشاركة كل الاطراف المنخرطة بالنزاع) في عملية التفاوض، ثم يأتي السؤال حول مدى جدية (النظام) ورغبته في هذا التفاوض».
من جهته، أكد جودة أن «جهد اليوم ليس لملء فراغ دبلوماسي او سياسي، بل هو لاستكمال مسعى يسعى الى الدخول في مسار سياسي يضمن انهاء حالة العنف التي نراها، ويضمن وقف مسلسل سيل الدماء، ويضمن عودة الاستقرار».
وقال إن بلاده لم تغلق حدودها بوجه اللاجئين السوريين، بعدما اعلنت الامم المتحدة عن تراجع ملحوظ لعدد السوريين الذين يهربون الى الاردن منذ ايام.
وأضاف ان «التناقص في اعداد اللاجئين السوريين أخيرا هو انعكاس لظروف في داخل سورية، منها العمليات العسكرية»، مشيرا الى ان «عدد اللاجئين السوريين في الاردن بلغ نحو 540 الفاً، وكانت الايام الماضية تشهد دخول ما معدله 2000 سوري يومياً».
بدوره، دعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأسد إلى الالتزام بالسلام.
وقال كيري في مؤتمر صحافي مشترك مع جودة «ندعو الرئيس الأسد إلى إظهار الالتزام نفسه من أجل احلال السلام في بلاده». وأضاف ان الحرب في سورية «في الحقيقة طعنة في ضمير العالم، لذلك نحن ملتزمون بمحاولة العمل هذا المساء من أجل إيجاد نهج محدد لتنفيذ مؤتمر جنيف 1»، مشيراً الى ان ذلك «من شأنه أن يسمح للشعب السوري باختيار مستقبل سورية».
وأشار إلى أنه في حال لم يوافق الأسد على التفاوض «فإننا سوف نتحدث أيضاً عن استمرار دعمنا للمعارضة لتمكينها من مواصلة الكفاح من أجل بلدها».
وأوضح كيري ان «هذه رهانات كبيرة، ونحن ندرك مدى صعوبة العثور على مسار للمضي قدماً إلى الأمام»، مؤكداً أن «الهدف هو وضع حد لسفك الدماء الذي راح ضحيته عشرات الآلاف من الأشخاص».
وقال «أود أن أطلب من أي شخص ذي احساس سليم، هل بإمكان اي شخص زعم أنه استخدم الغاز ضد شعبه، وقتل ما يزيد على 70 ألف شخص، واستخدم الدبابات والقذائف ضد النساء والأطفال، هل يمكن ان نحكم على هذا الشخص بأن لديه شرعية لقيادة هذا البلد مستقبلاً؟».
وأضاف «هذا هو صميم المشكلة، وهذا هو السبب الذي يجعل مناقشاتنا ليست سهلة».
وشارك في اجتماع مجموعة «أصدقاء الشعب السوري» وزراء خارجية 11 دولة، تمثل المجموعة الاساسية لـ «أصدقاء الشعب السوري»، وهي الاردن والسعودية والامارات وقطر ومصر والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وتركيا وألمانيا وإيطاليا، بحضور ممثلين عن المعارضة السورية.
وتبدو مواقف الدول الكبرى على تعارض في ما يتعلق بالازمة السورية، اذ تطالب واشنطن وباريس ولندن برحيل رأس النظام في سورية، في حين تشدد موسكو ابرز الداعمين الدوليين للرئيس الاسد، على بقائه في منصبه، مع استمرارها في تزويد قواته النظامية بالسلاح.
ويهدف مؤتمر «جنيف 2» إلى التوصل الى تشكيل حكومة انتقالية «برضا متبادل» تتمتع بـ«كامل الصلاحيات»، ما يستبعد، كما تقول المعارضة وداعموها، اي دور للأسد.
وبعد ان ذكر اعضاء في الائتلاف السوري انه لم يتلقَ الدعوة للمشاركة في الاجتماع، قال مسؤولون اردنيون إن المعارضة لن تحضر المؤتمر، فقد شارك جورج صبرا في مؤتمر «أصدقاء الشعب السوري».
من جهته، شن السفير السوري في عمان بهجت سليمان، أمس، هجوماً على ما سماه مجموعة «أعداء سورية».
وقال سليمان في مؤتمر صحافي عقده في مبنى السفارة السورية في عمان إن «ما تواجهه سورية هي حرب كونية عدوانية إرهابية، يقودها من سمّوا أنفسهم بأصدقاء سورية ضد الدولة السورية بشعبها وجيشها وقيادتها، وهذا ما دفع بالدولة السورية للدفاع عن نفسها، وخوض حرب دفاعية مقدسة في ظل حملات إعلامية ظالمة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً».
ووصف السفير السوري مؤتمر مجموعة «أصدقاء سورية» بأنه «مؤتمر أصدقاء إسرائيل ومؤتمر أعداء سورية».
وأضاف مخاطباً المجموعة «إن من يريد إنهاء المأساة في سورية يحتاج أول ما يحتاج الى التوقف عن تسليح وتدريب العصابات الارهابية المسلحة في سورية، ويحتاج الى التعاون مع الدولة السورية الوطنية الشرعية، كما فعل ويفعل أصدقاء سورية الحقيقيون، ويحتاج الى التوقف عن اتهام ما يسمونه النظام السوري بالتسبب في تدمير سورية وذبح الشعب». وأعلن سليمان، أن الأسد مصرّ على الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة في بلاده عام 2014، وهاجم تركيا ودول الخليج العربي.