إسرائيل تستبدل غاز التخدير المرسل إلى مرضى غزة بآخر سام
كاد المواطن الفلسطيني منار الحداد (39 عاماً) من مدينة غزة، أن يفقد حياته بعد أن توقف قلبه ودخل في غيبوبة، نتيجة تخديره بغاز ثاني أكسيد الكربون أثناء إجراء عملية جراحية له داخل مستشفى الشفاء بمدينة غزة، حيث اكتشف الأطباء أن غاز «النيتروز» الذي يستخدم في عمليات التخدير، استبدل بغاز ثاني أكسيد الكربون. فيما تعرض ثلاثة مواطنين آخرين لحالات تسمم شبيهة لما حدث مع الحداد، وذلك أثناء إجراء عمليات جراحية لهم داخل مستشفى الشفاء، ومنهم الشابان أحمد حلس وعماد عبداللطيف من سكان مدينة غزة.
وتستورد وزارة الصحة في غزة إسطوانات غاز «النيتروز» عبر الخط الأخضر من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بموجب اتفاقية باريس الاقتصادية عام 1994 بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، حيث يتم نقلها إلى غزة بوساطة شركة محلية فلسطينية. كانت «الإمارات اليوم» في غرفة المريض منار الحداد، حيث يتلقى العلاج في مستشفى الشفاء، ومازال يعاني مضاعفات وآثار حالة التسمم التي تعرض إليها، حيث يعاني ضيقاً في التنفس وآلاماً حادة في الصدر.
ويقول الحداد بصوت خافت «دخلت أول من أمس إلى غرفة العمليات لإجراء عملية جراحية في غضروف الرقبة، وتم حقني بمخدر موضعي، وبعد ذلك وضع لي ماسك التخدير، وفجأة دخلت في غيبوبة، ولم أتمكن من تحريك عينيّ وأطرافي، وكنت أرى من حولي، لكن لا أستطيع الحديث، وتحول لون جسدي إلى الأزرق، وبعد ذلك توقف قلبي، وكدت أفارق الحياة لولا قيام الأطباء بمحاولات عديدة لاستخدام الكهرباء وإجراء عملية إنعاش للقلب». ويضيف «على الفور أوقف الأطباء العملية الجراحية، وأجروا لي الفحوص، وتبين لهم أن ما حدث لي ليس خطأ نتيجة جرعات المخدر، واكتشفوا أن الغاز الذي خدروني به هو ثاني أكسيد الكربون». وللحديث عن هذه القضية، يقول وزير الصحة بغزة، مفيد المخللاتي، إن أربع حالات بمستشفى الشفاء بغزة تعرضت للتسمم جراء تخديرها بغاز ثاني أكسيد الكربون، مبيناً أنّ أنابيب «النيتروز» يتم استيرادها من داخل إسرائيل ولا تتم تعبئتها محلياً، وتابع أن الطواقم الطبية اكتشفت وجود أنبوبة من غاز ثاني أكسيد الكربون بين أنابيب عدة استوردتها، أخيراً، من إسرائيل، حيث كادت هذه الحادثة الغريبة أن تودي بحياة العديد من المرضى في القطاع لأن هذا الغاز يعد ساماً في هذه الحالة. ويشير المخللاتي إلى أن الوزارة اضطرت إلى إيقاف العمليات الجراحية بشكل كامل، واستأنفتها، أمس، بعد أن أخطرت مستشفيات القطاع بعدم استخدام غاز «النيتروز» لقيامها بعملية فحص لجميع الأنابيب الموجودة.