اتفاق عربي على إصدار قرار دولي بوقف النار.. ومقتل 100 من عناصر «حزب الله» في المعارك
الخطيب: مبادرة لتسليم السلطة ومغادرة الأسد
اتفقت اللجنة العربية الوزارية المعنية بالأزمة السورية، على إصدار قرار دولي بوقف إطلاق النار، فيما اطلق أطلق الرئيس المستقيل للائتلاف المعارض، معاذ الخطيب، مبادرة من 16 نقطة للخروج من الأزمة، تنص على تسليم الرئيس بشار الأسد صلاحياته كاملة خلال 20 يوماً، وأن يغادر سورية، بالتزامن مع اجتماع الائتلاف في اسطنبول للبحث في مؤتمر «جنيف 2» الهادف الى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية. ميدانياً أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل اكثر من 100 عنصر من «حزب الله» خلال مشاركتهم الى جانب قوات النظام السوري في المعارك خلال فترة تقارب الثمانية أشهر.
وفي التفاصيل، اتفقت اللجنة العربية الوزارية المعنية بالأزمة، أمس، على الذهاب إلى مجلس الأمن للتوافق معه بشأن إصدار بيان يتضمن وقف إطلاق النار في سورية. واختتمت اللجنة أعمال اجتماعها الطارئ برئاسة رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، حمد بن جاسم، من دون بيان يعبر عما تم التوصل اليه من توصيات، وذلك بعد انعقادها لمدة ساعة. يأتي ذلك بعدما اكد اجتماع عمان الوزاري حول سورية، بمشاركة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، ما جاء في الاجتماعات السابقة في روما واسطنبول، التي تؤيد حلاً سياسياً على أساس مخرجات اجتماع جنيف في 30 يونيو 2012. وحدد المجتمعون الأساس في الحل السياسي ليقوم على تشكيل حكومة انتقالية خلال إطار زمني يتم الاتفاق عليه لتتسلم مهامها وسلطاتها الكاملة، بما في ذلك السلطات الرئاسية، إضافة إلى السيطرة على جميع القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والمخابرات.
من جهته، أطلق الرئيس السابق للائتلاف المعارض، أحمد معاذ الخطيب، أمس، مبادرة للخروج من الأزمة في سورية، تنص على تسليم الرئيس، بشار الأسد، صلاحيته كاملة خلال 20 يوماً، وأن يغادر ومعه 500 شخص يختارهم إلى أي بلد يرغب في استضافتهم.
وتنص المبادرة التي أطلقها الخطيب في اجتماع الهيئة العامة للائتلاف في اسطنبول، التي تتضمن 16 بنداً على أن «يعلن رئيس الجمهورية الحالي، خلال 20 يوماً من تاريخ صدور المبادرة قبوله لانتقال سلمي للسلطة، وتسليم صلاحياته كاملة إلى نائبه فاروق الشرع، أو رئيس الوزراء الحالي، وائل الحلقي».
وينص البند الثاني من المبادرة على أن يحلّ رئيس الجمهورية الحالي مجلس الشعب، وتُنقل صلاحياته التشريعية إلى الشخص المكلف صلاحيات رئيس الجمهورية.
وتدعو المبادرة إلى أن يُعطى رئيس الجمهورية الحالي، بعد قبوله الانتقال السلمي للسلطة، مدة شهر لإنهاء عملية تسليم كامل صلاحياته، وأن تستمر الحكومة الحالية في عملها بصفة مؤقتة (100 يوم) من تاريخ تسلُّم الشخص المكلف صلاحيات رئيس الجمهورية الحالي.
وتنص أيضاً على أن يُعطى الشخص المكلف كامل الصلاحيات التنفيذية لإدارة سورية، ويُستبعَد من المسؤوليات كل من تشمله لائحة العقوبات الدولية، وعلى أن تقوم الحكومة بصفتها المؤقتة وخلال (الـ100 يوم) بإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية والعسكرية. وفي البند السادس تدعو المبادرة إلى إطلاق جميع المعتقلين السياسيين من جميع السجون والمعتقلات فور قبول المبادرة، وتحت إشراف دولي، وبأن تُتخذ كل الإجراءات لعودة المهجّرين.
وتنص المبادرة على أن يغادر الرئيس الحالي البلاد، ومعه 500 شخص ممن يختارهم مع عائلاتهم وأطفالهم إلى أي بلد يرغب في استضافتهم، على ألا تقدم أي ضمانات قانونية للمغادرين لاختصاص الأمر بمجلس نواب شرعي متفَق عليه بين السوريين.
ومن المرجح ان يرفض الأسد او يتجاهل هذه المبادرة المكونة من 16 نقطة، خصوصاً بعد المكاسب العسكرية التي حققتها قوات الحكومة السورية في مواجهة مقاتلي المعارضة. لكن مبادرة الخطيب تظهر استعداداً للعمل مع اشخاص ارتبطوا بالأسد خلال الانتفاضة، وستعد يداً ممدودة لأعضاء في الحكومة.
ورأت العضو في تيار بناء الدولة السورية المعارض، ريم تركماني، أن مبادرة الخطيب لا تعالج جذور الأزمة، وتعاني عيوباً عدة، ومن ثغرة كبيرة في بندها الذي يدعو إلى أن تتولى حكومة انتقالية مهام التحضير والتأسيس لسورية الجديدة.
ويناقش اجتماع هيئة الائتلاف الذي ينعقد لثلاثة أيام في اسطنبول، عدداً من القضايا والملفات، يأتي في مقدمتها انتخاب رئيس جديد للائتلاف عقب استقالة الخطيب، حيث تبرز أسماء عدد من الشخصيات، منهم حسب الأوساط المتابعة جورج صبرا (الرئيس الحالي بالإنابة)، ولؤي صافي وأحمد طعمة، فضلاً عن توقعات بترشح الخطيب مجدداً لرئاسة الائتلاف.
وتتعرض المعارضة السورية لضغط من حلفائها الغربيين للجلوس الى طاولة المفاوضات مع ممثلين عن النظام السوري، الا انها مترددة في هذا الشأن.
ميدانياً، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، مقتل اكثر من 100 عنصر من «حزب الله» خلال مشاركتهم الى جانب قوات النظام السوري في معارك ضد المجموعات المسلحة المعارضة خلال فترة تقارب الثمانية اشهر. وقال المرصد في بريد إلكتروني «قتل 104 عناصر من (حزب الله) اللبناني خلال الأشهر الماضية في ريفي دمشق وحمص»، وأضاف أن هؤلاء يتوزعون بين 46 قتلوا خلال الأيام الخمسة الماضية في مدينة القصير، و20 آخرين سقطوا خلال اشتباكات الشهر الجاري في ريف القصير، و38 قتلوا منذ خريف العام الماضي في ريف القصير في محافظة حمص ومنطقة السيدة زينب في ريف دمشق».
وأفاد المرصد بأن مناطق في مدن دوما وحرستا وزملكا والزبداني بمحافظة ريف دمشق تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية، وأوضح المرصد أن الطيران الحربي شن غارات جوية على مناطق في بلدة عقرب بريف حماه الجنوبي.
واعتبرت الاستخبارات الخارجية الألمانية أن قوات الرئيس السوري بشار الأسد قادرة على التصدي لمسلحي المعارضة واستعادة قسم من الأراضي التي خسرتها خلافاً لتحليل سابق كان يراهن على انتصار المعارضة بحسب ما اوردت، أمس، مجلة «دير شبيغل» على موقعها الإلكتروني.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news