«الجيش الحر» يهدد بضرب «حزب اللـه» في لبنان
هدد رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر، اللواء سليم إدريس، أمس، باستهداف «حزب الله» داخل الأراضي اللبنانية ما لم يوقف الحزب «حرب الإبادة» التي يخوضها في سورية لدعم قوات نظام الرئيس، بشار الأسد، في مواجهة المعارضة المسلحة. في حين قرر وزراء الخارجية الأوروبيون مساء أول من أمس، في بروكسل رفع الحظر المفروض على الأسلحة للمقاتلين السوريين المعارضين، مع استمرار تطبيق بقية العقوبات التي فرضت منذ عامين على نظام الأسد. وفيما اعتبرت المعارضة السورية أنه «غير كاف» و«جاء متأخراً جداً»، قالت روسيا إن القرار «سيضر مباشرة» بفرص عقد مؤتمر «جنيف 2» حول الازمة السورية، وشددت على ان الصواريخ الروسية المتطورة المقرر تسليمها الى سورية تمثل رادعاً لأي تدخل خارجي. في وقت قتل 15 سجيناً على الأقل في سجن حلب المركزي في شمال سورية، الذي يحاصره مقاتلو المعارضة منذ ايام ويشتبكون مع القوات النظامية في محيطه.
وحذر اللواء سليم إدريس، أمس، بأنه إذا لم يوقف عناصر «حزب الله» اللبناني هجومهم في سورية، حيث يقاتلون الى جانب القوات النظامية، فإن المعارضة المسلحة ستتخذ «جميع الإجراءات» ضد الحزب.
وقال في تصريح لقناة «العربية» مخاطباً الرئيس اللبناني، ميشال سليمان، والأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، والأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون «أضعهم أمام مسؤولياتهم، خلال 24 ساعة إذا لم يتوقف هجوم حزب الله على الأراضي السورية، فإننا سنتخذ جميع الإجراءات وسنلاحق حزب الله حتى في جهنم».
وأضاف «إذا لم يُتخذ قرار ويُنفذ بوقف الهجوم على الأراضي السورية، فأنا في حِلّ من أي التزام معهم، لا أستطيع أن أضبط المقاتلين أكثر من ذلك».
وقال «نحن نتعرض لحرب إبادة من حزب الله، الرجاء من الجميع أن يعذروا الجيش الحر».
ويثير تدخل «حزب الله» في النزاع السوري جدلاً واسعاً في لبنان، حيث ينتقد معارضوه المناهضون للنظام السوري هذا التدخل، معتبرين انه يجرّ لبنان إلى النزاع السوري الدامي.
إلى ذلك، قتل 15 سجيناً على الأقل في سجن حلب المركزي في شمال سورية.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، أمس، «أكدت مصادر متطابقة في اتصالات هاتفية من داخل سجن حلب المركزي استشهاد ما لا يقل عن 15 سجيناً، في قصف على السجن الذي تحاصره الكتائب المقاتلة، والذي يشهد محيطه اشتباكات عنيفة ومستمرة منذ أيام».
سياسياً، أعلن وزير الخارجية البريطانية وليام هيغ عن رفع الاتحاد الأوروبي الحظر على الأسلحة للمعارضة السورية.
ورحب هيغ، على هامش اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، بقرار رفع الاتحاد الأوروبي الحظر على الأسلحة للمعارضة السورية، معتبراً ان هذا كان القرار الصائب. ولفت إلى أن الاتحاد الأوروبي رفع الحظر على الأسلحة للمعارضة السورية، «وإنما لم يتخذ أي قرار فوري بشأن إرسال أسلحة إليها».
وأضاف «تلك هي النتيجة التي كانت تأمل بها بريطانيا»، واعتبر «أنه القرار السليم» لأنه «يوجه رسالة بالغة القوة من اوروبا الى نظام الأسد».
لكن هيغ اكد في المقابل، ان بلاده لا تنوي إرسال اسلحة الى المعارضين «على الفور»، موضحاً ان رفع الحظر «يتيح لنا امكان القيام بذلك في حال تدهور الوضع».
وأوضح ان بقية العقوبات الأوروبية مازالت سارية.
ومارست بريطانيا وفرنسا ضغوطاً على شركائهما في الاتحاد الأوروبي لادخال تعديلات في الحظر بشكل يمكّن من تزويد الجماعات التابعة للائتلاف الوطني السوري بالأسلحة. وكانت دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي، ولا سيما النمسا والتشيك وفنلندا وهولندا والسويد، عارضت الجهود البريطانية والفرنسية الداعية إلى تخفيف حظر الأسلحة خوفاً من انتقالها إلى الجماعات الاسلامية المتطرفة.
واتخذ القرار الأوروبي بعد اجتماع استمر 12 ساعة واستغرق وقتا اطول بكثير مما كان مقررا بسبب «المشاورات الصعبة» بين الوزراء، وفق دبلوماسيين. وأكدت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون، ان تقديم السلاح «يهدف الى حماية المدنيين» ويخضع لعدد من الشروط، خصوصاً لجهة مراقبة الجهات التي سيسلم لها السلاح بهدف تجنب وصوله الى مجموعات متطرفة.
وسيقوم الاتحاد الاوروبي «بتقييم موقفه قبل الاول من أغسطس المقبل»، خصوصاً في ضوء نتائج مؤتمر «جنيف-2» الذي بادرت الولايات المتحدة وروسيا الى اقتراح تنظيمه. وأوضحت آشتون أنه تم تمديد بقية العقوبات بحق النظام السوري لـ 12 شهراً، علماً بأنها تستهدف شخصيات وكيانات في النظام وتلحظ ايضاً سلسلة تدابير تجارية ومالية.
من جهتها، قالت روسيا إن القرار الأوروبي برفع الحظر عن الاسلحة للمعارضة السورية «سيضر مباشرة» بفرص عقد مؤتمر سلام حول الازمة السورية.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف «إن هذا الامر يضر مباشرة باتفاق عقد مؤتمر دولي» مرتقب في يونيو المقبل بمبادرة روسية-أميركية ويعرف بمؤتمر «جنيف 2»، مؤكداً أن روسيا «تشعر بالخيبة» إزاء قرار الاتحاد الاوروبي.
وأضاف «نشعر بالخيبة لأن القرارات التي يتم التوصل اليها لا تفشل فقط في تعزيز حل سياسي، بل تعارض سياسات الاتحاد الاوروبي نفسه».
وأشار إلى أن «الاتحاد الاوروبي بشكل رئيس يصب الزيت على نار الصراع ويقلل من فرص اجراء مؤتمر حول سورية».
لكن في تعليقات من الاكثر وضوحاً حتى الآن بشأن صواريخ «إس-300» التي تعتزم موسكو تسليمها للنظام السوري قال ريابكوف ان العقد المثير للجدل يشكل «عامل استقرار» في الشرق الاوسط. وقال للصحافيين «نعتبر عملية التسليم هذه عامل استقرار، ونرى ان اجراءات كهذه تردع الى حد كبير بعض العقول المحتدة من التفكير بسيناريوهات يتخذ فيها النزاع منحى دولياً بمشاركة قوات اجنبية». وأضاف ريابكوف ان شحنة الصواريخ تأتي في اطار عقد تم التوقيع عليه قبل سنوات مع النظام السوري. وأكد ريابكوف ان عدم تمكن المعارضة المقسمة من التوصل لقيادة موحدة تمثلها في المؤتمر المرتقب هو اكبر عقبة امام السلام.
وأثارت تصريحات ريابكوف على الفور ردود فعل من إسرائيل التي قالت انها «تعرف ما ستفعله» إذا سلمت روسيا انظمة الصواريخ، في تلميح على ما يبدو الى ضربة جوية جديدة لسورية. وقال وزير الحرب الاسرائيلي موشيه يعلون ان «الشحن (الأسلحة) لم يتم وآمل ألا يتم. لكن اذا وصلت (صواريخ إس-300) الى سورية، فسنعرف ما علينا أن نفعله».
وقالت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان يعلون يلمح بذلك الى غارات جوية جديدة يمكن ان تشنها اسرائيل، كما فعلت مطلع الشهر الجاري قرب دمشق. وقال مسؤولون اسرائيليون إن القصف هدف الى منع عمليات نقل اسلحة الى «حزب الله».
سياسياً ايضاً، قام مسؤول فرنسي كبير بزيارة خاطفة الى طهران لمناقشة «حلول» تهدف الى انهاء النزاع في سورية، كما ذكرت، أمس، مصادر دبلوماسية. والتقى مدير افريقيا والشرق الأوسط في وزارة الخارجية الفرنسية جان-فرنسوا جيرو، أول من أمس، نائب وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان، كما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية عباس عراقجي.
وأضاف «أبدينا صراحة آراءنا حول سورية والحل الذي يمكن ان يساعد في انهاء الأزمة».
وقال «نأمل ان تتبنى البلدان الاوروبية وفرنسا مقاربة تتسم بمزيد من الواقعية (للوضع) وألا تتورط في الطريق الخطأ».
بدورها رأت المعارضة السورية ان القرار الأوروبي «غير كافٍ» و«جاء متأخراً جداً».
وقال المتحدث باسم الائتلاف السوري المعارض المجتمع في اسطنبول، أمس، إن قرار الاتحاد الاوروبي «بالتأكيد خطوة ايجابية لكننا نخشى ان يكون غير كاف وجاء متاخراً جداً».
من جانبه، قال المتحدث باسم قيادة الجيش السوري الحر اهم قوى الائتلاف المعارض العقيد قاسم سعدالدين «نأمل ان يكون قراراً فعلياً وليس مجرد كلام»، مؤكدا أن «الشعب السوري خاب أمله. كان يعتقد ان الديمقراطيين يهتمون بمن يرغبون في الديمقراطية».
وأضاف «نحن بحاجة الى اسلحة لحماية المدنيين والشعب السوري. الاسلحة هي احد العوامل لكننا نريد ايضاً من الاتحاد الاوروبي ان يتخذ موقفاً اكثر جدية وأكثر حزماً».