حشود بوذية تهاجم منازل مسلمين لليوم الثاني في ميانمار

أحرقت حشود من البوذيين، يحملون العصي والمناجل منازل مسلمين، أمس، لليوم الثاني في مدينة لاشيو شمال ميانمار، بما يتناقض مع تأكيد الحكومة أن الجيش والشرطة تمكنا من إعادة الهدوء. ورأى مراسل لـ«رويترز» عشرات من الشبان والصبية يركبون دراجات نارية ومترجلين، يثيرون الشغب في أنحاء المدينة التي يسكنها ‬130 ألف نسمة بمنطقة جبلية على بعد نحو ‬700 كيلومتر من العاصمة التجارية يانجون.

وبحلول مساء أمس، ظلت النيران تشتعل في متاجر المسلمين ومنازلهم، بأحد الاحياء ما يبرز الصعوبة التي يواجهها الرئيس ثين سين في احتواء العنف الديني المتصاعد في عهد يشهد إصلاحات تاريخية، منذ ان أنهى الجيش الحكم العسكري في مارس ‬2011.

وقال كياو سوي وين، وهو من السكان البوذيين بحي يسكنه مزيج عرقي حيث شوهدت دراجات نارية، وممتلكات لبعض الأسر محترقة في الشوارع «لا أعلم أين هم المسلمون، لقد لاذ جميعهم بالفرار». وفي مكان مجاور كان هناك رجل يحمل سيفا وعصى يتفقد ما تبقى من متجر محترق. وقال التلفزيون الحكومي إن نيرانا أشعلها بوذيون دمرت مسجدا ومدرسة دينية إسلامية وعددا من المتاجر، أول من أمس، بعد ورود أنباء عن أن رجلا مسلما أشعل النار في بوذية، ما ألحق بها إصابات بالغة. وقالت وسائل إعلام حكومية إن الهدوء عاد صباح أمس. وتواجه ميانمار اضطرابات دينية منذ يونيو العام الماضي، عندما اندلع قتال بين بوذيين من الراخين ومسلمي الروهينغا في ولاية راخين غرب البلاد.

وأعقبت ذلك هجمات منظمة من الراخين على الروهينغا في اكتوبر، وصفتها منظمة هيومن رايتس ووتش بأنها تصل إلى حد التطهير العرقي. وتعتبر حكومة ميانمار الروهينغا مهاجرين بشكل غير مشروع من بنغلادش المجاورة.

وقال السائح البريطاني ستيفن باركر (‬46 عاما)، لـ«رويترز»، إنه رأى مجموعة من نحو ‬100 من الشبان، يحملون المناجل والعصي يحاصرون فندقه، منهم أربعة او خمسة رهبان. وأبعدتهم قوات من الجيش والشرطة وألقت القبض على نحو خمسة أشخاص.

وأضاف «أشعل لي أحدهم سيجارتي، وطلب مني قتل كل البنغال، بينما كان يلوح بالسيف الذي كان يحمله وطوله ‬18 بوصة». وفر المسلمون في ما يبدو من حي يسكنه مزيج عرقي في مدينة لاشيو، ويعرف باسم الحي رقم ‬17. وكان سبب اضطرابات، أول من امس، مشادة بين اثنين، قالت وسائل إعلام حكومية إنهما امرأة بوذية اسمها آي آي وين (‬24 عاما)، التي كانت تبيع البنزين ورجل مسلم اسمه ني وين (‬48 عاما).

وقال تلفزيون «إم.آر.تي.في» إن ني وين سكب البنزين على آي آي وين وأشعل بها النار. وأضاف التلفزيون أنها نقلت للمستشفى. وذكر سكان أنه بعد أن احتجزت الشرطة ني وين، طوق بوذيون مركز الشرطة وطالبوا بتسليمه. وعندما رفضت الشرطة بدأت هذه الحشود في إثارة الشغب وهاجمت مسجد ميوما قرب سوق لاشيو.

تويتر