طهران تدعو إلى «حل سلمي».. ودمشق تقترح عليه المغادرة إلى الدوحة

أردوغان: لست ديكتاتوراً ولن أطلب تصريحاً من بضعة لصوص

متظاهر تركي يحمل طفله الذي ارتدى قناع «بانديتا». أ.ب

اتهم رئيس الوزراء التركي، طيب أردوغان، حزب الشعب الجمهوري، حزب المعارضة الرئيس، بإذكاء موجة من الاحتجاجات المناهضة للحكومة، ونقلت وسائل إعلام تركية عن اردوغان قوله «عندما يطلقون على شخص هو خادم للشعب أنه ديكتاتور، فليس لدي ما أقوله». وأشار إلى المسجد المقرر بناؤه قائلاً «بالطبع لن أطلب تصريحاً للقيام بذلك من رئيس حزب الشعب الجمهوري أو من بضعة لصوص»، في الوقت الذي احتشد عشرات الآلاف مجدداً في اسطنبول وأنقرة بعد فترة هدوء، وتفجرت الاضطرابات من جديد في العاصمة، وفيما أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس عراقجي، أن الأحداث الأخيرة في تركيا «شأن داخلي»، وأعرب عن أمله أن يتمكن القادة الأتراك من حل الأوضاع الراهنة بهدوء وبصورة سلمية، دعت السلطات السورية أردوغان إلى الرحيل إلى العاصمة القطرية الدوحة، واحترام إرادة شعبه.

وتفصيلاً، ألقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على المحتجين في أنقرة غير أن الاشتباكات كانت محدودة نسبياً مقارنة بأعمال العنف التي شهدتها أكبر مدينتين في تركيا على مدى اليومين الماضيين.

ووصف اردوغان المحتجين بأنهم «بضعة لصوص»، وقال إنه سيمضي قدماً في مشروع إعادة تطوير ميدان تقسيم في اسطنبول الذي أشعل شرارة احتجاجات تحولت إلى تظاهرة أوسع نطاقاً ضد حزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية.

وانتقد اردوغان بصورة خاصة حزب الشعب الجمهوري، الذي أسسه مصطفى كمال أتاتورك (مؤسس الدولة التركية الحديثة) بسبب خلاف وصفه بالفكري. وقال عبر التلفزيون التركي «نعتقد أن حزب المعارضة الرئيس الذي يطلق دعوات للمقاومة في كل الشوارع يثير هذه الاحتجاجات».

واندلعت الاحتجاجات المناوئة للحكومة والأعنف في تركيا منذ سنوات عندما تم قطع أشجار في متنزه بميدان تقسيم في إطار خطط حكومية رامية إلى بناء مسجد جديد وإعادة بناء ثكنة عثمانية.

وقال أردوغان الذي أثارت رؤيته المحافظة للبلاد غضب الأتراك الليبراليين «لم يعد رد الفعل هذا يتعلق بقطع ‬12 شجرة بل يحركه (الخلاف) الأيديولوجي».

وخاطب، أمس، المعارضين الذين وصفوه بأنه «ديكتاتور». وقال «إننا نقلنا تركيا إلى عهد جديد، وإذا كانوا يصفون شخصا خادما لبلده (بذلك) فليس لدي ما أقوله لهم».

وتجمع عشرات الآلاف، أمس، بعد ليلة أكثر هدوءاً في ميدان تقسيم الذي شهد اشتباكات استمرت يومين بين المحتجين وشرطة مكافحة الشغب المدعومة بمركبات مدرعة وطائرات هليكوبتر.

وغلبت الأجواء الاحتفالية على المكان وهتف البعض بشعارات تنادي باستقالة اردوغان، بينما قام آخرون بالغناء والرقص. ولم يكن هناك انتشار واضح للشرطة.

ويبدو أن الأمطار أسهمت، أمس، في إبعاد المحتجين عن ميدان تقسيم في بادئ الأمر، لكنها لم تطفئ حماسة المتظاهرين الذين زادت أعدادهم في وقت لاحق.

وقال أكين الذي يعمل في تجارة السيارات وهو موجود في تقسيم منذ أربعة أيام «سنبقى حتى النهاية».

وأضاف «لن نرحل، الحل الوحيد هو سقوط هذه الحكومة، ضقنا ذرعاً بهذه الحكومة القمعية التي تواصل الضغط علينا».

وقال مسؤولون إنه كان هناك أكثر من ‬90 مظاهرة منفصلة في أنحاء البلاد يومي الجمعة والسبت. ويقول مسعفون إن أكثر من ‬1000 شخص أصيبوا في اسطنبول وأصيب مئات في أنقرة، بينما تم اعتقال أكثر من ‬1700 شخص، حيث تم الإفراج عن القسم الأكبر منهم.

وصدمت ضراوة رد فعل الشرطة في اسطنبول الأتراك، بالاضافة إلى السائحين الذين فوجئوا بالاضطرابات في واحدة من أكثر المناطق التي يزورها سائحون في العالم. وقوبل ذلك بانتقاد من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وجماعات حقوقية دولية.

وأطلقت طائرات هليكوبتر عبوات الغاز المسيل للدموع في أحياء سكنية، واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع في محاولة لإجبار محتجين على الخروج من بعض المباني. وأظهرت صورة على يوتيوب شاحنة شرطة مدرعة تصدم محتجاً لدى اقتحامها حاجزاً.

تويتر