26 قتيلاً بصاروخ أرض - أرض على بلدة كفر حمرة بريف حلب.. والطيران الحربي يقصف القصير
الهيئة العامة للثورة السورية تنسحب من «الائتلاف»
أعلنت «الهيئة العامة للثورة السورية» التي تمثل شريحة واسعة من الناشطين المعارضين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، انسحابها من الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية، موجهة إليه انتقادات حادة بـ«العجز» والخضوع لتأثيرات خارجية والفساد المالي. في حين قتل 26 شخصاً الليلة قبل الماضية في سقوط صاروخ أرض - أرض على بلدة كفر حمرة في محافظة حلب شمال سورية، بينما قصف الطيران الحربي السوري، أمس، مدينة القصير (وسط)، حيث دخل القتال بين القوات النظامية و«حزب الله» من جهة ومقاتلي المعارضة من جهة أخرى أسبوعه الثالث.
وقالت «الهيئة العامة للثورة السورية» في بيان على صفحتها على «فيس بوك»، «تعلن الهيئة العامة للثورة السورية انسحابها من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة»، مشددة على أن دعمها له «مرتبط بمدى مساهمة الحراك الثوري بشكل حقيقي وفعال في أداء دوره، وفق مصلحة الثورة، وضرورة إبعاد المتسلقين والمتنفذين» عن الائتلاف.
وأشارت الى ان قرارها نابع من «حرصنا على مصالح الثورة التي خرجنا من أجلها» ضد الرئيس الأسد منتصف مارس 2011، والالتزام «بتطلعات شعبنا السوري العظيم». وتشكل الهيئة إطاراً تمثيلياً واسعاً للعديد من الناشطين الميدانيين، وهي على ارتباط وثيق بمقاتلي المعارضة، وتؤدي دورا إعلاميا بارزا في تغطية الاحداث الميدانية بشكل يومي. وانتقدت الهيئة التوسعة الاخيرة للائتلاف، مشيرة الى ان الاتفاق كان «على أن يكون للثوار في الداخل من يمثلهم من خلال منحهم ثلث مقاعد الائتلاف، وهذا لم يحدث حتى بعد توسعته في اجتماع اسطنبول الأخير».
وكان «الائتلاف» أقر مساء الخميس الماضي في ختام ثمانية أيام من الاجتماعات الشاقة في اسطنبول، توسعة صفوفه بحيث ضم اليها 51 عضوا جديدا، ليرتفع عدد اعضائه الاجمالي الى 114 عضواً. كما انتقدت الهيئة «تلاعب الدول بهذا الائتلاف وتسييره وفق مصالحها والدوس على دماء شعبنا، وانقسام كتله لتعمل ضد بعضها بعضاً ووفق أجندات خارجية».
وبحسب مشاركين في اجتماع «الائتلاف»، فقد شكل الصراع على النفوذ بين قطر والسعودية احد الأسباب الرئيسة للصعوبات التي واجهها الائتلاف في الاتفاق على بنود اجتماعه، لاسيما لجهة التوسعة او اختيار رئيس جديد، وهو ما أرجئ حتى 12 يونيو.
وانتقدت الهيئة «عجز الائتلاف عن مواكبة الثورة في الداخل السوري وتمثيلها تمثيلاً حقيقياً، والابتعاد عن مطالب الثورة الحقيقية بل وتمييعها أحياناً بمبادرات لا ترقى لمستوى ما قدمه الشعب الثائر من تضحيات».
واعتبرت ان بعض أعضائه يهتمون «بالظهور الاعلامي على حساب العمل السياسي»، محملة عدداً منهم مسؤولية «ضياع الأموال التي سخرها بعض اعضاء الائتلاف لمصالحهم وأهوائهم الشخصية، في الوقت الذي يعاني أهلنا في الداخل والخارج مرارة التشرد واللجوء والنقص في أبسط مقومات الحياة المعيشية».
على الصعيد الميداني، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن «26 شهيداً قضوا إثر قصف بصاروخ أرض - أرض استهدف بلدة كفر حمرة في ريف حلب عند منتصف الاحد الاثنين»، موضحاً ان بين الضحايا ثمانية أطفال دون الـ18، وست نساء.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن في اتصال مع «فرانس برس»، إن الصاروخ أحدث «انفجارا ضخما» في البلدة الواقعة على المدخل الشمالي الغربي لمدينة حلب، والتي تحاول القوات النظامية «السيطرة عليها بالكامل» بعدما استعادت في الفترة الماضية البساتين المحيطة بها.
وأشار الى أن القوات النظامية تحاول التقدم في ريف حلب الشمالي «لفك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء» اللتين تقطنهما غالبية شيعية، ويحاصرهما منذ مدة مقاتلون معارضون لنظام الأسد.
إلى ذلك قصف الطيران الحربي السوري، أمس، مدينة القصير، حيث دخل القتال بين القوات النظامية و«حزب الله» من جهة ومقاتلي المعارضة من جهة أخرى اسبوعه الثالث. وقال المرصد، إن الطيران الحربي نفذ، أمس، غارات عدة على مناطق في مدينة القصير، بعد ليلة من المعارك العنيفة عند أطرافها الشمالية، وفي قرية الضبعة الواقعة الى شمالها والتي لايزال مسلحو المعارضة يسيطرون على اجزاء منها ويدافعون عنها بضراوة. ودخلت قوات النظام و«حزب الله» المدينة من الجهات الغربية والجنوبية والشرقية في 19 مايو الماضي، ولم يعرف بالتحديد المساحة التي سيطرت عليها، ثم ما لبثت ان احكمت الطوق على المدينة من الجهة الشمالية.
وفي ريف حماة الشمالي (وسط)، ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) أن وحدات الجيش أعادت، أمس، «الامن والاستقرار الى 13 قرية وبلدة، بعد أن قضت على آخر أوكار وتجمعات ارهابيي جبهة النصرة فيها وصادرت أسلحتهم وذخيرتهم».
وأكد المرصد السوري انسحاب مقاتلي المعارضة من هذه القرى التي استولوا عليها قبل اشهر، وهي في معظمها علوية، في حين أن بعضها مختلط بين السنة والعلويين. والى الشمال، تدور معارك في محيط قريتي نبل والزهراء الشيعيتين في ريف حلب الشمالي، والمحاصرتين منذ أشهر من المعارضين، بحسب المرصد. على خط مواز، تستمر الانقسامات الدولية حول سورية، اذ أفاد دبلوماسيون في الأمم المتحدة، أول من أمس، أن روسيا عرقلت صدور بيان عن مجلس الامن قدمته بريطانيا بشأن الوضع في القصير. وكان مشروع البيان يعبر عن «القلق الشديد» على مصير المدنيين المحاصرين، ويطالب «الحكومة السورية بالسماح على الفور وبشكل كامل ومن دون عوائق» للمنظمات الانسانية بدخول مدينة القصير لمساعدة المدنيين. وطالبت روسيا بإجراء «نقاش سياسي أوسع» بهذا الخصوص، بحسب ما نقل احد الدبلوماسيين الذي اعتبر أن «البيان قد دفن».
في السياق، نقلت وكالة الاعلام الروسية عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف قوله، أمس، إن الولايات المتحدة لا تمارس ضغوطاً كافية على المعارضة السورية حتى تشارك في مؤتمر السلام الذي تحاول موسكو وواشنطن تنظيمه، وأن تتخلى عن شرط رحيل الاسد.
وأضاف ريابكوف «من وجهة نظرنا، الولايات المتحدة لا تبذل بالتأكيد جهدا كافيا في ما يتعلق بالضغط على المعارضة السورية حتى تحضر المؤتمر الدولي».
وأوضح أن الولايات المتحدة «يجب الا تسمح للمعارضة بأن تحدد مهلاً وتفرض شروطاً، وأهم هذه الشروط مطلب رحيل الرئيس السوري بشار الاسد».
وفي لبنان، قتل اربعة أشخاص وأصيب 26 آخرون بجروح في اشتباكات تجددت الليلة قبل الماضية بين سنة وعلويين على خلفية النزاع السوري في طرابلس (شمال) واستمرت أمس، بتقطع، بحسب ما ذكر مصدر أمني لـ«فرانس برس».
وكانت الاشتباكات هدأت منذ أسبوع بعد جولة من العنف اوقعت 31 قتيلاً وأكثر من 200 جريح، وسط اتهامات متبادلة حول بدء المعركة التي تدور في شكل رئيس بين الحزب العربي الديمقراطي الذي يمثل غالبية العلويين في لبنان والمتعاطف مع النظام السوري، ومجموعات سنية مسلحة صغيرة معظمها إسلامية متطرفة متعاطفة مع المعارضة السورية. وفي جنوب لبنان، تعرض رجل الدين السني المتعاطف مع «حزب الله» ماهر حمود لإطلاق نار، صباح أمس، من دون أن يصاب، بينما تعرضت سيارة رجل دين سني آخر في الموقع نفسه لإطلاق نار في شرق البلاد.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news