تظاهرة في القاهرة احتجاجاً على توقيف معارضين
تظاهر عدد من المصريين، أمس، أمام مبنى دار القضاء العالي وسط القاهرة، احتجاجاً على قرارات صدرت بتوقيف نشطاء معارضين، وحول أزمة سد النهضة، وفي وقت قال فيه وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، إن الحوار مع اثيوبيا كفيل بتحقيق اهدافها التنموية ومصالح دولتي مصب نهر النيل، حذرت الجامعة العربية من خطورة إسرائيل على الأمن المائي.
وتفصيلاً، تجمَّع عشرات من المعارضين، بمحيط دار القضاء العالي حيث مكتب النائب العام، احتجاجاً على قرارات أصدرها النائب العام بتوقيف عدد من المعارضين، وباستمرار حبس دومة. وردَّد المعارضون هتافات تطالب بإسقاط النظام، ووجهوا انتقادات وشتائم لوزارة الداخلية منددين بسياساتها، واصفين إيّاها بـ«البلطجية»، فيما فرضت عناصر الشرطة أطواقاً أمنية حول دار القضاء العالي وداخل ردهاته.
وتظاهرة الأمس هي الثانية على التوالي اعتراضاً على أوامر أصدرها النائب العام المصري المستشار طلعت عبدالله الأربعاء، بضبط وإحضار 12 من نشطاء المعارضة البارزين، وإحالتهم إلى المحاكمة الجنائية بتهمة مهاجمة مقار جماعة الإخوان المسلمين، واحتجاجاً على حبس الناشط أحمد دومة ستة أشهر بتهمة إهانة رئيس الجمهورية المنتمي للجماعة وإذاعة أخبار كاذبة.
إلى ذلك قال وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، ان الحوار مع اثيوبيا حول سد النهضة الذي تعتزم انشاءه على النيل الازرق كفيل بتحقيق اهدافها التنموية ومصالح دولتي مصب نهر النيل وهما مصر والسودان.
وأكد عمرو في تصريحات للصحافيين، أن علاقات الأخوة والاحترام المتبادل وحسن الجوار بين دول حوض النيل الشرقى الثلاث (اثيوبيا ومصر والسودان) كفيلة وكافية لإجراء حوار بناء يتناول الشواغل المصرية بوضوح، بما من شأنه الوصول إلى نتائج تحقق الأهداف التنموية للدول الثلاث وتحفظ المصالح المائية لدولتي المصب.
وأضاف ان حالة القلق التي شهدها المجتمع المصري خلال الأيام الماضية والحوار المجتمعي الراهن الذي تشارك فيه طوائفه كافة بشأن تداعيات قرار إثيوبيا تحويل مسار النيل الأزرق لبدء الأعمال التنفيذية لمشروع سد النهضة، هما رد فعل طبيعي ومشروع لأمة قامت حضارتها وتعيش حاضرها وتبني مستقبلها على نهر النيل شريان الحياة.
إلا أنه أوضح أنه ما بين ذلك القلق وبين نتائج وتوصيات تقرير اللجنة الفنية الثلاثية بشأن المواصفات الفنية للسد المقترح وآثاره المائية والبيئية والاجتماعية المحتملة، هناك مساحة كبيرة للحوار والنقاش بين كل من مصر وإثيوبيا والسودان من أجل التوصل إلى الشكل الأمثل للمشروع، وبما يضمن الحفاظ على مصالح مصر المائية وتحقيق الأهداف التنموية للدول الثلاث، وتجنب أية آثار سلبية قد تضر بمصالح دول المصب.
من جهته، حذَّر الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، أمس، من المخاطر التي تمثلها إسرائيل على الأمن القومي العربي، خصوصا على الأمن المائي العربي.
وقال العربي، في كلمة ألقاها في افتتاح الدورة الخامسة للمجلس الوزاري العربي للمياه، إن أكبر المخاطر على الأمن القومي العربي وعلى الأمن المائي العربي خصوصا تأتي من إسرائيل، تتمثل بالأطماع الإسرائيلية في المياه العربية.
وأضاف أن مشكلة المياه بالمنطقة العربية تأخذ أبعاداً سياسية وقانونية واقتصادية وأمنية، لا تنفصل عن طبيعة الصراع العربي ـ الإسرائيلي الذي لم ينته بعد.
من جهتها، دعت واشنطن كلاً من مصر وإثيوبيا إلى مواصلة التعاون والتنسيق بينهما لحل مشكلة سد النهضة بعيداً عن الخطاب الذي يمكن أن يؤثر في هذا التعاون. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين ساكي، أن الولايات المتحدة تشجع مصر وإثيوبيا على مواصلة تعاونهما وجهودهما لحل مشكلة السد.