مواجهات مع قوات الاحتلال في «مسيرات القدس» العالمية
إسرائيل تقر خطة لشق طريق يربط القدس بــ «معاليه أدوميم»
صادقت بلدية القدس على خطة لبناء طريق جديد يربط بين القدس الشرقية المحتلة ومستوطنة «معاليه أدوميم» بالضفة الغربية. فيما أصيب عشرات الفلسطينيين بحالات اختناق، بعدما تدخلت القوات الإسرائيلية لتفريق مسيرات «القدس العالمية»، التي خرجت في الضفة الغربية، فيما شهدت المنطقة الحدودية في بيت حانون مسيرة حاشدة بهذه المناسبة.
وقال بيبي الالو من المعارضة اليسارية، إن لجنة التخطيط في بلدية القدس صادقت على خطة لبناء طريق جديد يربط بين القدس الشرقية المحتلة ومستوطنة معاليه ادوميم «لكنها لاتزال تنتظر الحصول على الموافقة على مستوى المحافظة». وأكد بذلك معلومات أوردتها صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية.
وأوضح الالو أن الطريق الجديد يقع في المنطقة المثيرة للجدل المعروفة بمنطقة «اي-1» شرق القدس، حيث تسعى إسرائيل لإقامة اتصال جغرافي بين الأحياء الاستيطانية في القدس الشرقية ومستوطنة معاليه أدوميم.
وأكدت حاغيت اوفران من منظمة «السلام الآن» الإسرائيلية المناهضة للاستيطان، تفاصيل الخطة. وقالت ان الجزء الجديد من الطريق يراوح طوله بين 100و200 متر فقط، لكن سيكون له تأثير سياسي، إذ سيربط المستوطنات اليهودية في القدس الشرقية بمعاليه ادوميم.
وأضافت «في الوقت نفسه سيسمح للفلسطينيين بعبور المنطقة (اي-1) بطريقة تسمح لإسرائيل بالقول انه ليس هناك مشكلة».
وكانت معلومات عن بناء الطريق الجديد بدأت تظهر قبل أسبوع من زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الاميركي جون كيري إلى المنطقة، هي الخامسة من نوعها منذ فبراير الماضي سعياً لإعادة الطرفين لطاولة المفاوضات المباشرة.
ونددت الاسرة الدولية بمشروع «اي-1» الذي سيقسم الضفة الغربية الى جزأين، ويمنع إقامة دولة فلسطينية مترابطة. فيما وصفت القيادة الفلسطينية المشروع في ديسمبر الماضي بأنه «الاخطر في تاريخ الاستيطان».
وأعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو تحريك الاستيطان بما في ذلك المشروع «إي-1» المجمد منذ 2005 بضغط أميركي، لمعاقبة الفلسطينيين على حصولهم على وضع الدولة المراقبة غير العضو في الامم المتحدة في 29 نوفمبر الماضي.
من ناحية أخرى، أصيب عشرات الفلسطينيين بحالات اختناق، بعدما تدخلت القوات الإسرائيلية لتفريق مسيرات «القدس العالمية»، التي خرجت في الضفة الغربية. وقال مصدر طبي فلسطيني، إن عشرات المواطنين الفلسطينيين أصيبوا بحالات اختناق بعدما أطلقت القوات الإسرائيلية القنابل المسيلة للدموع تجاه المشاركين في المسيرة الأسبوعية بقرية نعلين، التي خرجت تحت شعار «نحو القدس»، وسرعان ما اندلعت مواجهات في المنطقة.
وتكرر المشهد نفسه في قرية كفر قدوم شمال قلقيلية، حيث اندلعت مواجهات بين القوات الإسرائيلية والشبان الفلسطينيين الذين حملوا شعارات تنادي بتحرير القدس. كما شهدت مدينة القدس تظاهرات عقب صلاة الجمعة تركزت قرب باب العامود، بالتزامن مع تظاهرات في نحو 50 دولة في العالم.
وفي قطاع غزة، شارك آلاف الفلسطينيين في مسيرة القدس العالمية التي انطلقت من مساجد غزة، وتوجهت نحو بيت حانون، وسط هتافات «الشعب يريد تحرير القدس»، تخللها كلمات لقادة من حركتي المقاومة الإسلامية (حماس)، و«الجهاد الإسلامي»، أكدت التمسك بخيار المقاومة والقدس عاصمة للدولة الفلسطينية. وشارك في المسيرة 35 متضامناً من دول عربية وأوروبية قدموا إلى غزة من أجل المشاركة في الفعالية.
وقال الناطق الرسمي باسم المسيرة زاهر البيراوي، إن رسالة مسيرة القدس العالمية في مناطق انطلاقها بالعالم هي أن «القدس خط أحمر، وأنه لا يمكن استمرار حالة السكوت والتنديد فقط بما يجري من تطهير عرقي إسرائيلي بحق أهلها، ومن انتهاكات لمقدساتها ومصادرة لأراضيها». واعتبر أن الرسالة الأهم أنه «إذا كانت حكومات العالم قد عجزت حتى الآن عن حماية القدس ووقف تهويدها، فإن شعوب العالم لن تبقى صامتة، وستحاول بخطوات عملية أن تشكل حالة ضغط حقيقي على الاحتلال، لكي يعرف أن تلك الشعوب قادرة على التحرك، ومن ثم فإن إرادتها يجب أن تحترم». وشدد على أنه «لابد من خطوات عملية لحماية القدس والمقدسات»، مبيناً أن الشعار الأساسي الذي يرفع في أكثر من 40 ساحة تظاهر بالعالم هو «شعوب العالم تريد تحرير القدس وكنس الاحتلال».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news