الأمم المتحدة تدرس تغيير تفويض بعثتها في الجولان
أعلن السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة، مارك ليال غرانت، أن المنظمة الدولية لاتزال تدعو الدول القادرة على تأمين قوات للانضمام الى بعثتها في هضبة الجولان بعد الانسحاب النمساوي منها، وتدرس تغيير التفويض المعطى لهذه البعثة.
وقال إن المسؤولين عن عمليات حفظ السلام «أبدوا ثقة» بإمكان إيجاد بلدان جديدة تسهم في قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك في الجولان وبإقناع الدولتين المشاركتين فيها حالياً، الهند والفلبين، بزيادة كتيبتيهما حتى بلوغ العديد المسموح به (أي 1250 عنصراً لمجمل القوة).
وكان السفير البريطاني يتحدث إثر مشاورات مغلقة في مجلس الأمن.
ووحدها فيجي أعلنت التزاماً واضحاً قبل أسابيع عدة بالإسهام في قوة فض الاشتباك إثر انسحاب كندا واليابان وكرواتيا.
وأوضح غرانت أن الأمم المتحدة تسعى أيضاً الى إقناع فيينا بـ«تأخير مغادرة» جنودها الـ377، لافتاً الى انه ينبغي في مرحلة تالية مناقشة «تعزيز، تغيير او تعديل التفويض للتكيف مع الظروف الراهنة» مع استمرار النزاع في سورية. وحول العرض الروسي بالحلول محل الكتيبة النمساوية، شدد على انه «ليس احتمالاً على المدى القصير». وكانت الأمم المتحدة رفضت العرض الروسي لأسباب شكلية تتمثل في استبعاد مشاركة قوات من الدول دائمة العضوية في هذه المهمة. وأوضح المتحدث باسم الأمم المتحدة، مارتن نيسركي، أن اتفاق فك الاشتباك بين سورية وإسرائيل لا يسمح للأعضاء الدائمين في مجلس الأمن بالمشاركة بقوات في قوة مراقبة فك الاشتباك في الجولان. وفي موسكو، انتقد نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، رفض الأمم المتحدة العرض الروسي بإرسال جنود روس ليحلوا محل البعثة النمساوية لحفظ السلام في الجولان. وكتب على حسابه في «تويتر» إن «الحفاظ على السلام والاستقرار يتطلب تفكيراً سياسياً مختلفاً» ، ووصف سياسة الأمم المتحدة في هذا الشأن بأنها «تقادمت»، وقال إنه «ليس هناك ضرورة للتمسك بمحاذير عمرها 40 عاماً». وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تقدم، أول من أمس، باقتراح نشر قوات روسية لحفظ السلام في الجولان بعد أن تنسحب البعثة النمساوية. في السياق، بحث بوتين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في اتصال هاتفي، الوضع في سورية ومحيطها، والمسائل الملحة في العلاقات الروسية ـ الإسرائيلية.
من جهتها دعت الولايات المتحدة كل الأطراف إلى تفادي القيام بأي تصرف يهدد وقف إطلاق النار طويل الأمد في مرتفعات الجولان. وأعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، جين بساكي، خلال مؤتمر صحافي، دعم أميركا للجهود التي يبذلها أمين عام الأمم المتحدة، بان كي مون، وعمليات حفظ السلام التي تقوم بها بعثة المراقبة الدولية في الجولان (الأندوف)، لضمان قدرة هذه البعثة على القيام بمهامها.