القوات النظامية تستكمل سيطرتها على معاقل المعارضة في منطقة القصير
استعادت القوات النظامية السورية، أمس، مدعومة بمقاتلي «حزب الله» اللبناني، قرية البويضة الشرقية، آخر معقل لمقاتلي المعارضة في ريف القصير، مكملة بذلك سيطرتها على هذه المنطقة الاستراتيجية بوسط البلاد، غداة دعوة مجلس الأمن الدولي السلطات السورية إلى السماح لفرق الإغاثة بدخول مدينة القصير. في حين قصفت مروحيات سورية على منطقة عرسال اللبنانية، القريبة من الحدود، خلال مطاردة مقاتلي المعارضة الذين يفرون من بلدة القصير القريبة.
وأفاد التلفزيون الرسمي السوري، صباح أمس، بأن «قواتنا المسلحة الباسلة اعادت الأمن والأمان الى البويضة الشرقية» التي لجأ اليها مسلحو المعارضة بعد استعادة القوات السورية مدينة القصير التي بقيت تحت سيطرة المقاتلين لأكثر من عام
وقال مراسل التلفزيون من البويضة الشرقية إن «الانتصارات تتوالى»، في حين يبدو من حوله دمار كبير. كما اشار المراسل الى انفاق وتحصينات قال إن المقاتلين المعارضين كانوا يستخدمونها في قتالهم ضد القوات النظامية.
وقالت قوات الأمن ونشطاء إن عشرات من مقاتلي المعارضة الذين فروا من القصير اعتقلوا في الهجوم الذي منح قوات الحكومة السيطرة الكاملة على المنطقة القريبة من الحدود اللبنانية، التي ينظر إليها على أنها طريق مهم للأسلحة والإمدادات.
وعرض التلفزيون السوري لقطات لشوارع القرية الخالية تظهر فيها مبانٍ متهدمة ذكر التلفزيون ان المعارضة كانت تحتمي بها. وغطت الأنقاض شوارع القرية الواقعة على بعد 13 كيلومتراً شمال شرقي القصير.
وبسيطرة القوات النظامية على البويضة الشرقية، بعد ثلاثة ايام من سيطرتها مدعومة بـ«حزب الله» الشيعي اللبناني على مدينة القصير، يكون نظام الرئيس بشار الأسد قد استعاد كامل منطقة القصير الاستراتيجية وسط البلاد، التي تربط دمشق بالساحل السوري.
من جهتها، عرضت قناة «المنار» التابعة لـ«حزب الله» صوراً مباشرة من البلدة نفسها. وقال مراسل القناة ان «البويضة الشرقية آخر معاقل المسلحين في منطقة القصير سقطت»، واضاف أنه «مع سقوط البويضة الشرقية، انتهى ريف القصير»، وأضاف أن «مرحلة جديدة قد بدأت» بعد السيطرة على البويضة الشرقية.
من جهته، أعرب المرصد السوري لحقوق الإنسان عن قلقه على مصير مقاتلي المعارضة والمدنيين الموجودين في البويضة الشرقية الواقعة شمال القصير.
وسأل مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، في اتصال هاتفي «أين هم مئات المدنيين والجرحى الذين فروا من القصير ليلجأوا الى البويضة الشرقية؟ ليس لدينا اي اخبار عنهم»، مؤكداً أن أي اتصال بالناشطين كان متعذراً أمس.
في السياق، أفاد مصدر أمني لبناني لـ«فرانس برس» بأن مروحيات تابعة للجيش السوري النظامي نفذت غارة الليلة قبل الماضية على منطقة عرسال القريبة من الحدود اللبنانية السورية في البقاع بشرق لبنان.
وقال إن «مروحيات سورية ألقت ستة صواريخ على منطقة وادي حميد القريبة من بلدة عرسال، من دون تسجيل وقوع اصابات».
وذكرت الشرطة اللبنانية أن مقاتلات سورية استهدفت مناطق في شرق لبنان للمرة الثانية في أقل من أسبوع، وأضافت ان الطائرات اطلقت ستة صواريخ على الأقل على وادي حميد، القريب من بلدة عرسال على الحدود اللبنانية، خلال مطاردة مقاتلي المعارضة الذين يفرون من بلدة القصير السورية القريبة».
وسبق ان تعرضت عرسال، البلدة ذات الأغلبية السنية المؤيدة للمعارضة السورية، التي لها حدود طويلة مع سورية، لقصف من مروحية للجيش السوري.
وأدت مشاركة «حزب الله» في المعارك الى جانب النظام السوري، لا سيما في القصير، الى تصعيد الخطاب السياسي في لبنان المنقسم بين موالين للنظام السوري ومعارضين له. وقال نائب رئيس بلدية عرسال، أحمد الحجيري، لـ«فرانس برس» في اتصال هاتفي، إن نحو 30 عائلة وصلت، أمس، من منطقة القصير.
وأضاف أن حالة العائلات «سيئة جداً، وصلوا منهكين ولا يملكون شيئاً»، مشيراً الى ان بعضهم «وصل سيراً على الأقدام» إلى عرسال التي تفصلها عن سورية مناطق جردية وعرة. وأوضح الحجيري أن بعض العائلات ستبقى في عرسال، في حين ستنتقل اخرى الى شمال لبنان. وقال «نحن قادرون فقط على توفير المساعدات الأساسية لهم، على الوكالات الدولية ان تتحرك». وكان مجلس الأمن الدولي طالب امس، بإجماع اعضائه الـ15 ومنهم روسيا حليفة دمشق، السلطات السورية بالسماح للمنظمات الإنسانية بالدخول بحرية الى مدينة القصير السورية. واعربت البلدان عن «قلقها العميق» للوضع الإنساني في القصير، و«طلبت من جميع الأطراف في سورية القيام بكل ما في وسعها لحماية المدنيين وتجنب الخسائر المدنية، مذكرة بالمسؤولية الأولى للحكومة السورية في هذا الإطار».
إلى ذلك، أفاد المرصد السوري بانفجار سيارة مفخخة «في المنطقة الواقعة بين النزهة والعدوية وكرم اللوز في مدينة حمص»، متحدثاً بحسب معلومات اولية عن «مصرع سبعة اشخاص».