البرلمان يدعو الليبيين إلى تغليب لغة الحوار
مقتل 31 إثر اشتباكات مسلحة في بنغازي
قتل 31 شخصاً وأصيب أكثر من 100 بجروح، في اشتباكات مسلحة بين متظاهرين وعناصر كتيبة تابعة لرئاسة أركان الجيش الليبي بمدينة بنغازي الليبية، فيما دعا البرلمان الليبيين إلى تغليب لغة الحوار ومصالح الوطن، واستشعار خطورة الموقف بعد الأحداث الدامية.
وتفصيلاً، قال رئيس الوزراء الليبي علي زيدان، إن تحقيقاً فتح للوقوف على ملابسات الاشتباك الذي وقع في بنغازي بين محتجين ومسلحي لواء درع ليبيا، وخلف حسب آخر حصيلة 31 قتيلاً وأكثر من 100 جريح.
وأوضح زيدان، في كلمة عبر التلفزيون الليبي، أن أعضاء قوة درع ليبيا كافة غادروا مقرهم في بنغازي، وأن وحدات من الجيش النظامي سيطرت عليه، ووضعت يدها على الأسلحة الثقيلة الموجودة داخله.
وكان عدد من سكان طرابلس، بينهم مسلحون، قد هاجموا مقر قوة درع ليبيا التي تتبع وزارة الدفاع، مطالبين بنزع أسلحة الميليشيات التي تواصل احتفاظها بأسلحتها بعد عامين من الثورة الليبية، التي أسقطت نظام العقيد معمر القذافي.
وتضم كتيبة درع ليبيا ثواراً سابقين قاتلوا نظام معمر القذافي في 2011، وتتبع رسمياً لوزارة الدفاع، وتلجأ السلطات الليبية التي تجد صعوبة في تشكيل جيش وشرطة محترفين، باستمرار الى هؤلاء الثوار السابقين لتأمين حدودها او الفصل في نزاعات قبلية.
وقال المتحدث باسم كتيبة درع ليبيا عادل الترهوني، ان خسائر هذه الكتيبة خلال هذه المواجهة كانت قتيلا وسبعة جرحى. ودافع الترهوني عن شرعية هذه الكتيبة، مؤكدا انها مرتبطة رسمياً بوزارة الدفاع.
من جهته، قال المتحدث باسم قيادة الاركان علي الشيخي، ان «درع ليبيا» هي قوة احتياط للجيش الليبي ومهاجمتها تعني الاعتداء على قوة شرعية.
ووصف العقيـد الشيخي، بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء الليبية، الهجوم على كتيبة درع ليبيا بأنه خطير جداً، داعياً كل الأطراف إلى ضبط النفس.
وكان الناطق الرسمي باسم الغرفة الأمنية المشتركة في مدينة بنغازي، العقيد عبدالله الشـافعي، قد أفاد في وقت سابق بأن حشداً كبيراً من المتظـاهرين من مناطق مختلفة، تجمعوا ظهر السبت أمام مقر كتيبة درع ليبيا رقم (1)، للمطالبـة بحل الكتيبـة وإخلاء المقر وتسليم أسلحتها.
من جهته، دعا البرلمان الليبي امس، الليبيين إلى تغليب لغة الحوار ومصالح الوطن، واستشعار خطورة الموقف بعد الأحداث الدامية التي شهدتها مدينة بنغازي، وقال البرلمان في بيان، إنه «يتابع تطور الأحداث وعلى تواصل مع الحكومة لرصد تداعيات المواقف، تمهيداً لاتخاذ قرارات حاسمة» لم يحدد طبيعتها.
ودعا البرلمان جميع الأطياف السياسية ومؤسسات المجتمع المدني إلى تغليب لغة الحوار في ما بينها، لتجنب ما سماه منزلقات الفتنة ومسببات النزاع.
وشدد في هذا الإطار على ضرورة أن تحل القضايا كافة بروح المسؤولية الوطنية ، بعيداً عن لغة التخوين والإقصاء لأي طرف، من أجل حماية البلاد وصون الدماء التي دفعت من أجل تحريرها من النظام السابق.
وفي طرابلـس خرج الآلاف إلى الشـوارع مطالبين بإنهاء المظاهر المسلحة كافة والتشكيلات العسكرية ذات الطابع القبلي بالعاصمة. وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها «لا للسلاح خارج الشرعية».
وقال منظمو الاحتجاج إن سكان طرابلس سيعملون على طرد أي جماعات مسلحة ذات طابع قبلي أو أيديولوجي غير الجيش النظامي.
وشهدت مدينة بنغازي ، مهد الانتفاضة ضد القذافي، العديد من الاشتباكات والتفجيرات القاتلة في الأشهر الأخيرة، حيث ترفض الميليشـيات، التي انضمـت إلى الصراع في عام 2011، التخلي عن أسـلحتها حتى الآن.
وأودى انفجار قرب مستشفى للأطفال في بنغـازي بحيـاة ثلاثة أشـخـاص في مايـو الماضي، بعد أن حاصرت جماعات مسـلحة مباني حكومية في طرابلس للمطالبـة بمنع المسؤولين المرتبطين بنظام القذافي من تولي أي مناصب حكومية.
وقتل سـفير الولايات المتحدة في ليبيا كريستوفر ستيفنز وثلاثة آخرون، في سبتمبر الماضي، بهجوم على مقر القنصلية الأميركية بمدينة بنغازي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news