الخرطوم تلغي الاتفاقات الأمنية والنفطية مع جوبا
ألغت السلطات السودانية، أمس، الاتفاقات الأمنية والاقتصادية مع جنوب السودان، الذي وصف قرار الرئيس السوداني عمر البشير، وقف تصدير النفط عبر الأراضي السودانية بأنه غير حكيم.
وأعلن وزير الإعلام السوداني أحمد بلال عثمان، في مؤتمر صحافي «سنوقف العمل بالاتفاقات التسعة كافة، وليس فقط اتفاق النفط»، وكانت الاتفاقات ابرمت هذا العام بهدف خفض التوتر، اثر مناوشات على الحدود.
وقال وزير الإعلام السوداني، إن بلاده قد تعيد النظر في قرارها غلق خطوط أنابيب النفط مع الجنوب، لكن يجب على الجار الجنوبي أن يوقف دعم المتمردين. وأبلغ الوزير أحمد بلال عثمان الصحافيين أن السودان ينوي غلق خطوط الأنابيب خلال 60 يوماً، لكنه قد يعدل عن القرار، مضيفاً أن الخرطوم لن تسمح بدعم المتمردين.
من جهته، وصف وزير الإعلام في جنوب السودان، برنابا بنجامين، قرار الرئيس السوداني عمر البشير، وقف تصدير النفط عبر الأراضي السودانية بأنه غير حكيم، وذلك بعد أمر البشير، اول من أمس، بوقف ضخ نفط جنوب السودان عبر أراضي السودان، بسبب ما وصفه بدعم جوبا للمتمردين الذين يحاربون الخرطوم.
وقال بنجامين «لم يتم إبلاغنا بشيء عن ذلك حتى الآن، كنا قد اتفقنا على استئناف ضخ النفط»، في إشارة إلى أن الخرطوم لم تصدر أي إشعار بوقف تدفق النفط.
وحذر بنجامين من أن القرار سيسبب كارثة بيئية ستمتد آثارها إلى دول الجوار، على حد وصفه. وقال إن «السودانيين لهم مشكلاتهم الداخلية، وهم يحاولون تحويل جنوب السودان إلى كبش فداء». وأضاف «اتفقنا على ايجاد بيئة جديدة للحوار، ولا نريد العودة الى المربع الاول».
وجدد بنجامين نفي بلاده دعم المتمردين الذين يسعون للإطاحة بالبشير، وأضاف أن أي خلافات بين الجارتين يجب حلها عن طريق الاتحاد الإفريقي، الذي توسط في الاتفاق الذي جرى التوصل إليه في مارس، وأفسح المجال أمام استئناف صادرات النفط.
وكان البشير قد أمر، أول من أمس، بوقف تصدير نفط جنوب السودان عبر الموانئ السودانية اعتباراً من الأحد (أمس)، وذلك بسبب اتهام الخرطوم لجوبا بتقديم الدعم العسكري للجبهة الثورية المتمردة في جنوب كردفان والنيل الأزرق.
وقال البشير أمام حشد من المواطنين في منطقة قرّي شمال شرق العاصمة الخرطوم، إن السودان منح الجنوبيين مهلة أسبوعين لوقف ما يفعلونه، لكنهم لم يلتزموا، في إشارة إلى ما تعتبره الخرطوم دعم جوبا لمتمردي الجبهة الثورية.
وأضاف «كنا نريد أن نكون جيراناً، وأن نعيش معهم في أمان، وأعطيناهم دولة كاملة، لكنهم اختاروا عض اليد التي امتدت لهم بالخير». ودعا البشير وزارة الطاقة السودانية إلى توجيه الأوامر إلى الشركات بقفل الأنبوب الناقل للنفط الجنوبي، مضيفا «عليهم أن يذهبوا به (النفط) عبر كينيا أو جيبوتي إذا شاءوا، لكن أن يمر النفط عبر السودان ليشتروا به أسلحة للخونة والعملاء، فهذا لن يحدث أبداً».