الاحتجاجات مستمرة رغم تحذيرات أردوغان للمتظاهرين

رفض المتظاهرون الأتراك، أمس، التراجع أمام تحذير رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان من أنهم «سيدفعون ثمناً» لتظاهراتهم ضد حكومته. وفيما استخدمت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه، لتفريق آلاف المتظاهرين في أنقرة لليلة الثانية، شن أردوغان هجوما مضادا على المناهضين له وعمد إلى تعبئة أنصار حزبه «العدالة والتنمية»، الحاكم منذ ‬10 سنوات بإلقاء خطب معادية في تجمعات بأنحاء تركيا. وقال أردوغان امام آلاف المناصرين الذين علت هتافاتهم في أنقرة «الذين لا يحترمون الحزب الحاكم في الأمة سيدفعون ثمناً». وكان التجمع يبعد كيلومترات قليلة عن مكان الاشتباكات في ساحة كيزيلاي، التي شهدت أحدث أعمال العنف في الأسبوع الثاني من الاحتجاجات الشعبية.

وقال أردوغان «نحن لانزال نتحلى بالصبر، إننا نصبر دائما، إلا أن لصبرنا حدوداً». وعلى وقع هتاف الحشود «تركيا فخورة بك»، أضاف أردوغان «لن نحاسب امام مجموعات هامشية بل امام الأمة، الأمة اوصلتنا الى الحكم وهي وحدها من ستخرجنا منه». وصعد عشرات الاف المتظاهرين المناهضين للحكومة احتجاجاتهم في عطلة الأسبوع، وتدفقوا على مدن في أنحاء تركيا كافة، بينها إسطنبول وأنقرة وأزمير الواقعة غربا. واجتذبت ساحة تقسيم في إسطنبول، القلب الرمزي لحركة الاحتجاج بعض أكبر التجمعات على الاطلاق، حيث راح المتظاهرون يرقصون ويهتفون «أردوغان استقل»، حتى ساعات الصباح الاولى في أجواء احتفالية. وكانت ساحة تقسيم اكثر هدوءا، أمس، فيما استأنف المتظاهرون أعمالهم الاعتيادية مع تعهد كثيرين بالعودة. وقالت ايتيم ياكين (‬17 عاما)، لدى عبورها الساحة حيث أعمال التنظيفات تجري على قدم وساق «سنذهب الى المدرسة الآن، لكننا سنعود لاحقا». واتهمت رئيس الوزراء بصب الزيت على النار بموقف المواجهة الذي يتخذه. وقالت «إذا استمر بالتحدث إلينا بهذا الشكل سنواصل ما نحن عليه ايضا».

الأكثر مشاركة