أبدى تصميماً على إنهاء الاحتجاجات السياسية غير المسبوقة

أردوغان يحذر المتظاهرين.. والشرطة تقتحم ساحة تقسيم

أردوغان يؤكد عدم التسامح مع المتظاهرين ويحذر من الإضرار بمكانة تركيا. أ.ف.ب

استخدمت حكومة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس، القوة ضد المتظاهرين الذين يطالبون باستقالته، حيث اجبرت قواته المحتجين على اخلاء ساحة تقسيم في اسطنبول عشية لقائه المعلن مع ممثلين لهم.

في تصميم على انهاء الاحتجاجات السياسية غير المسبوقة التي تهز بلاده منذ ‬12 يوماً، اكد اردوغان امام نواب حزبه العدالة والتنمية ان حكومته لن تبدي اي تسامح بعد الآن حيال المتظاهرين. كما اعلن في كلمته الاسبوعية للاعلان عن مقتل شخص رابع منذ بدء الازمة وهو متظاهر توفي متأثراً بجروح اصيب بها قبل ايام في انقرة. وأكدت وسائل الاعلام التركية مستندة الى تسجيلات فيديو ان القتيل اصيب بطلقات عدة مصدرها شرطي، الأمر الذي لم تؤكده السلطات.

وقال اردوغان في خطاب امام نواب حزب العدالة والتنمية «اوجه الحديث الى الذين يريدون مواصلة هذه الاحداث ويريدون مواصلة الترهيب: لقد انتهت هذه القضية الآن. لن نبدي تسامحاً بعد الآن». واتهم بعض الجهات بإساءة فهم خطط نقل الأشجار من الحديقة بدلاً من قطعها، من أجل الفوز بدعم المحتجين، قائلاً إن العنف الحاصل هو قناع لتغطية أعمال غير شرعية.

وقال «أناشد المحتجين من أجل البيئة أن يتنبهوا لاستغلال احتجاجاتهم من قبل سيئي النوايا. البعض يحاول الإضرار بمكانة تركيا في الساحة الدولية».

وأضاف أن الدفاع عن البيئة لا يمكن أن يكون عبر تخريب الممتلكات العامة، وقال لسنا «حزبًا يتبع سياسة العناد مع فئات الشعب المختلفة. لا نتبع سياسات إقصائية. ونحن لا نفرض إملاءات على أحد ولا نقبل بإملاءات أحد علينا».

كما كرر اردوغان الذي يشكل الهدف الرئيس للاحتجاجات وصف المحتجين الذين ردوا على قوى الامن برشق الحجارة او قنابل مولوتوف بأنهم متطرفون او إرهابيون وأنهم رعاع أو حثالة. وأكد «سيحاسبون على ما فعلوا، أؤكد لكم ذلك» وسط تصفيق حار من أنصاره ونوابه. وأضاف «هذه الأحداث ستنتهي، اننا حكومة قوية جداً».

وكان عشرات العناصر من شرطة مكافحة الشغب اقتحمت ساحة تقسيم في اسطنبول، مركز الحركة الاحتجاجية ضد حكومة اردوغان، مدعومين بمدرعات مجهزة بخراطيم المياه الحواجز التي اقامها المتظاهرون على بعض الجادات المؤدية للساحة لكنهم لم يتحركوا في اتجاه حديقة جيزي المحاذية للساحة حيث نصب مئات المحتجين خيماً.

وأكد حاكم اسطنبول حسين افني موتلو ان العملية لا تهدف الى طرد المتظاهرين من الحديقة. وقال موتلو في حسابه على موقع تويتر، ان «هدفنا هو ازالة اللافتات والرسوم من الساحة. ليس لدينا هدف آخر».

وأضاف «لن نمس في أي من الاحوال حديقة جيزي وتقسيم ولن نمس بكم على الاطلاق. اعتباراً من هذا الصباح انكم بعهدة اشقائكم الشرطيين»، داعياً المتظاهرين الى البقاء بمنأى عما يمكن ان يرتكبه عناصر يسعون الى الاستفزاز.

وانتشرت اعداد من الشبان في الشوارع القريبة من ساحة تقسيم وأخذوا يردون على الشرطة بقذفها بالحجارة وبالزجاجات الحارقة، فيما باشرت الشرطة استخدام خراطيم المياه.

وهذه أول مرة تدخل فيها قوات الشرطة الميدان منذ تطورت تظاهرات ضد خطط لتطوير متنزه هناك إلى موجة من العنف.

ودخلت قوات الأمن الميدان بعد أن وافق أردوغان على لقاء زعماء الاحتجاج الذي بدأ بتظاهرات سلمية منذ أسبوعين، وتطور إلى أحداث عنف قتل فيها ثلاثة أشخاص وأصيب نحو ‬5000 آخرين.

وأزالت الشرطة لافتات رفعها المحتجون على مبنى مطل على الميدان، ورفعت على المبنى علم تركيا وصورة لمؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك.

وأخذ المحتجون يهتفون «كل مكان هو تقسيم وكل مكان فيه مقاومة».

تويتر