إثيوبيا ترفض «الحرب النفسية» المصرية على سد النهضة
رفضت إثيوبيا الحديث المصري عن تحرك عسكري ضد «سد النهضة» العملاق الذي تبنيه على نهر النيل بوصفه «حرباً نفسية»، مؤكدة أنها «ستدافع عن نفسها، وستواصل العمل على الرغم من ذلك». في حين أكدت إيران أنها «تفتح أحضانها لمصر الجديدة».
وأثار تبادل التصريحات العدائية بين مصر وإثيوبيا مخاوف من نشوب حرب على المياه، على الرغم من أن الجانبين يسعيان أيضاً من أجل التوصل إلى تسوية دبلوماسية بشأن ما سيصبح أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في إفريقيا. والدولتان من أكبر الدول الإفريقية سكاناً وأسرعها نموا.
ورداً على خطاب للرئيس المصري محمد مرسي، قال فيه إن مصر لا تريد «الحرب»، لكن «جميع الخيارات مفتوحة»، قال المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية دينا مفتي، مساء أول من أمس، «هذا النوع من الصلف لن يشتت انتباهنا». وأكد أن «إثيوبيا لا ترهبها الحرب النفسية التي تشنها مصر، ولن توقف بناء السد ولو لثوان». وقال مرسي إنه يتطلع إلى حل سياسي مع إثيوبيا التي وصفها بأنها دولة صديقة، وإن احتياجاتها للتنمية الاقتصادية مفهومة.
وتحدث بعض السياسيين المصريين الأسبوع الماضي في اجتماع مع الرئيس، نقل تلفزيونياً على الهواء من دون أن يتنبهوا لذلك، عن توجيه ضربات جوية ودعم حركات التمرد الإثيوبية. وعما إذا كانت أديس أبابا تنظر في إجراءات للدفاع عن سد النهضة العظيم، قال دينا «لا توجد دولة تعمل من دون تدابير احترازية، ناهيك عن إثيوبيا التي لديها سجل في الدفاع عن استقلالها ضد كل قوى الشر».
ومن المقرر أن يزور وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو - الذي قال إنه لن يتنازل عن قطرة مياه - أديس أبابا.
وإحدى نقاط الخلاف هي تحليل فني لتأثير السد الذي يتكلف بناؤه 4.7 مليارات دولار، وتبنيه شركة إيطالية على النيل الأزرق قرب الحدود مع السودان الذي يدعم المشروع. وتقول إثيوبيا إن تقريراً مشتركاً لم تكشف عنه الحكومتان بعد يدعم تأكيداتها بأنه لن يكون هناك «ضرر ملموس» على تدفق المياه لكل من مصر السودان كدول مصب. لكن مرسي قال إن مصر أجرت دراسات أظهرت «وجود مؤثرات سلبية لهذا السد إذا ما تم تشييده على النحو المقترح»، تتمثل في تدفق كميات أقل من المياه عند ملء الخزان، وأن المزيد من المياه قد يتبخر بعد امتلائه. وقال وزير الخارجية الإثيوبي تادروس أدهانوم في بيان إن «إثيوبيا لا يمكن أن تظل فقيرة. يجب عليها استغلال مواردها لانتشال شعبها من الفقر».
من ناحية أخرى، أكد نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون الإفريقية والعربية حسين أمير عبداللهيان، إن «إيران تفتح أحضانها لمصر الجديدة».
ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إيسنا) عن عبداللهيان قوله إن مصر «تتمتع بمكانة كبيرة في العالمين الإسلامي والعربي، ونحن مستعدون لتقديم أي مساعدة لمصر وشعبها العريق». وأضاف «عقب الثورة في مصر بدأنا القيام بدورنا نحو مساعدة مصر الجديدة، إذ كان نظام (الرئيس السابق حسني) مبارك يرتمي في أحضان أميركا والكيان الصهيوني». وأكد عبداللهيان أمام وفد صحافي مصري زار طهران لمدة تسعة أيام، وفقا للوكالة، أن «إيران تفتح أحضانها لمصر الجديدة، خصوصاً أن العلاقات بين الجانبين لم ترتق حتى الآن إلى مستوى السفير».