الطيران السوري يقصف وسط بلدة عرسال.. والجيش اللبناني يتوعد بالرد على الخروقات

القوات النظامية تتقدّم في حمص.. وفرنسا تطالب بـ«وقف تقدمها» إلى حلب

رجل يقود دراجة نارية قرب دبابة سورية وسط مدينة الرستـن في ريف حمص. أ.ف.ب

تقدمت القوات النظامية السورية، أمس، في حي وادي السايح، أحد أحياء مدينة حمص وسط البلاد، الذي يشهد اشتباكات عنيفة، في محاولة منها للسيطرة على كامل المدينة، لاسيما منها الأحياء المحاصرة منذ أكثر من عام، بينما دعا وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، أمس، الأسرة الدولية الى وقف تقدم قوات النظام السوري المدعومة من إيران و«حزب الله» اللبناني نحو حلب، تمهيداً لهجوم كبير على المدينة الواقعة في شمال البلاد. في حين قتل ‬60 شيعياً على الأقل، معظمهم من المسلحين، في اشتباكات مع مقاتلين اسلاميين في شرق سورية، في خطوة تهدد بإضفاء طابع أكثر مذهبية على النزاع السوري الذي يشكل محور مباحثات اميركية ـ بريطانية في واشنطن. وفي انعكاس جديد للنزاع على لبنان المجاور، قصف الطيران المروحي السوري وسط بلدة عرسال الحدودية ذات الأغلبية السنية المتعاطفة مع المعارضة، توعد عقبها الجيش اللبناني بالرد على الخروقات السورية.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، في اتصال مع «فرانس برس» إن «النظام سيطر على اجزاء واسعة من حي وادي السايح في مدينة حمص، ويتقدم بحذر في هذا الحي الذي يشهد اشتباكات عنيفة ويتعرض للقصف من القوات النظامية».

وأوضح أن قوات نظام الرئيس بشار الأسد «كانت موجودة في الحي خلال الفترة الماضية، لكنها لم تكن قادرة على التقدم بسبب وجود قناصة من المقاتلين المعارضين»، مشيراً إلى أن الحي «يفصل بين حيي الخالدية وحمص القديمة»، وهما معقلان للمعارضة يحاصرهما النظام منذ اكثر من عام.

واعتبر عبدالرحمن أن التقدم في الحي «يأتي ضمن محاولة للسيطرة على كامل مدينة حمص»، وأن سيطرة النظام على وادي السايح «تسهل سيطرته على أحياء حمص القديمة والخالدية».

من جهتها، كتبت صحيفة «الوطن» السورية، المقربة من السلطات، أمس، أن الجيش النظامي «سيطر على حي وادي السايح في مدينة حمص القديمة»، واضعة ذلك «في إطار عملياته لتخليص البلاد من المجموعات الإرهابية المسلحة وإعادة الأمن والاستقرار إليها».

ويأتي تقدم القوات النظامية في حمص بعد أقل من اسبوع من سيطرتها و«حزب الله» اللبناني على كامل منطقة القصير الاستراتيجية في ريف حمص، التي شكلت لأكثر من عام معقلاً أساسياً لمقاتلي المعارضة.

في السياق، دعا فابيوس الأسرة الدولية إلى وقف تقدم قوات النظام السوري المدعومة من إيران و«حزب الله» نحو حلب تمهيداً لهجوم كبير على المدينة.

وقال فابيوس رداً على اسئلة الشبكة التلفزيونية الفرنسية الثانية «يجب أن نتمكن من وقف هذا التقدم قبل حلب، انه الهدف المقبل لحزب الله والإيرانيين في آن»، وأضاف «يجب تحقيق إعادة توازن (بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة) لأنه في الأسابيع الأخيرة حققت قوات بشار الأسد، خصوصا حزب الله والايرانيين، تقدماً هائلاً بوساطة الأسلحة الروسية». وردد مرة جديدة أن «بشار استخدم الأسلحة الكيماوية بشكل مشين».

وأضاف أنه «يجب أن نوقفه لأنه إن لم تحصل اعادة توازن للقوى على الأرض، لن يكون هناك مؤتمر سلام في جنيف لأن المعارضة لن توافق على الحضور في حين ينبغي تحقيق حل سياسي». وتسعى الولايات المتحدة وروسيا لتنظيم مؤتمر سلام دولي يعرف بـ«جنيف ‬2» في يوليو بحثاً عن حل سياسي للنزاع.

وشدد فابيوس على ضرورة أن «يتمكن المقاومون (السوريون) من الدفاع عن انفسهم، من امتلاك اسلحة»، وأضاف «علينا أن نحترم القواعد التنظيمية الأوروبية التي تقول إنه اعتباراً من الأول من أغسطس سيكون من الممكن إرسال أسلحة قوية. لم نقرر شيئاً بعد في الوقت الحاضر»، ولفت الى أن «الأميركيين يراجعون مواقفهم»، موضحاً انه تباحث هاتفياً مع نظيره الأميركي، جون كيري، أول من أمس.

إلى ذلك، قتل ‬60 شيعياً على الأقل، معظمهم من المسلحين، في اشتباكات مع مقاتلين إسلاميين في شرق سورية في خطوة تهدد بإضفاء طابع اكثر مذهبية على النزاع السوري.

وعرض المرصد، أمس، أشرطة فيديو على موقع «يوتيوب» تظهر «احتفال» مقاتلين معارضين بمقتل ‬60 شيعياً على الأقل، أول من أمس، في قرية حطلة في محافظة دير الزور (شرق)، معظمهم من المسلحين الموالين لنظام الأسد.

وفي أحد هذه الأشرطة، يظهر قرابة ‬12 مسلحاً في باحة منزل، حيث وضعت جثة واحدة على الأقل وعليها غطاء أصفر اللون. ويقوم أحد المسلحين بكشف الجثة، ليظهر وجه شاب مصاب بطلق ناري في الرأس، ويوجه احد المسلحين، نداء الى «السنة»، قائلاً «نحاججكم يوم الله، انصروا دينكم».

وفي شريط ثانٍ، يظهر قرابة ‬10 مسلحين يرفعون رشاشاتهم عالياً، وعلى وقع هتافات «الله اكبر» وإطلاق النار ابتهاجاً، يقول المصور «ها هم المجاهدون يحتفلون بدخول بيوت الروافض، الله اكبر تم حرق جميع بيوت المرتدين»، بينما تظهر بعض المنازل وهي تحترق.

وأوضح المرصد أن هجوم المقاتلين المعارضين على البلدة، ذات الأغلبية الشيعية، أتى غداة شن المسلحين الشيعة، الاثنين، هجوماً على مركز للمقاتلين، مشيراً الى ان ‬10 من مسلحي المعارضة على الأقل قتلوا في اشتباكات أول من أمس.

وفي لبنان المنقسم بين موالين للنظام السوري ومعارضين، أعلن الجيش اللبناني، أمس، أنه اتخذ إجراءات «للرد الفوري» على أي «خرق» سوري جديد، بحسب بيان أصدرته قيادة الجيش، بعد ساعات من قيام مروحية سورية بقصف وسط بلدة عرسال الحدودية، ذات الأغلبية السنية والمتعاطفة مع المعارضة السورية. وقالت قيادة الجيش في بيانها «خرقت طوافة حربية قادمة من الجانب السوري الأجواء اللبنانية في منطقة جرود عرسال، حيث أطلقت صاروخين من مسافة بعيدة باتجاه ساحة البلدة»، مشيرة الى ان وحداتها اتخذت «الإجراءات الدفاعية اللازمة للرد الفوري على أي خرق مماثل».

تويتر