أردوغان يوجّه «إنذاراً أخيراً» لمتظاهري ساحة تقسيم
وجّه رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، أمس، «انذاراً أخيراً» الى المتظاهرين كي يخلوا على الفور حديقة جيزي في اسطنبول، التي شكلت شرارة الاحتجاجات على الحكومة، والتي تهز تركيا منذ اسبوعين.
وصرح أردوغان «حافظنا على صبرنا حتى الآن، لكن صبرنا بدا ينفد، اوجه انذاري الاخير: ايتها الامهات والآباء، الرجاء سحب ابنائكم من هناك»، وذلك في كلمة في انقرة امام رؤساء البلدية المنتمين الى حزبه العدالة والتنمية، المنبثق عن التيار الاسلامي. وأضاف «لا يمكننا الانتظار اكثر من ذلك، لان حديقة جيزي ليست ملكاً للقوى التي تحتلها، انها ملك للجميع».
وتابع «ادعو اخواني المدافعين عن البيئة: لا تجعلونا نشعر بالحزن لفترة اطول، دعونا ننظف حديقة جيزي لإعادتها الى اصحابها الشرعيين سكان اسطنبول».
وفي خطابه، اكد أردوغان عزمه على استشارة سكان اسطنبول حول المشروع المتعلق بساحة تقسيم وحديقة جيزي، التي كان نبأ هدمها الشرارة التي ساهمت في اندلاع التظاهرات في 31 مايو الماضي.
وقال رداً على المتظاهرين الذين اكدوا ان الاستفتاء لن يكون قانونياً «يمكن للبلدية استشارة سكانها على مستوى اقليم بيوغلو (حيث تقع الحديقة) او مدينة اسطنبول ليس هناك اي عقبة قانونية».
ورفض وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو، امس، الانتقادات الاوروبية لتعامل بلاده مع الاحتجاجات، واصفاً تلك الانتقادات بأنها غير مقبولة.
من جهتها، اعتبرت منظمة العفو الدولية، التحذير الذي أصدره أردوغان، بإنهاء التظاهرات في غضون 24 ساعة بأنه يمثل استفزازاً. وقالت المنظمة إن أردوغان هدد بـالرد على اللكمات بلكمات، والتعامل مع المتظاهرين بشكل مختلف من قبل قوات الأمن. وأضافت أن رئيس الوزراء التركي حذّر أيضاً من أن قوات الأمن ستُنهي التظاهرات في غضون الساعات الـ24 المقبلة. وكان باحث الشؤون التركية في منظمة العفو الدولية أندرو غاردنر، قد قال، إن بيان أردوغان الصارخ ليس أقل من استفزاز، ومن المرجح أن يؤدي فقط إلى المزيد من العنف والإصابات بين صفوف المحتجين. وأضاف غاردنر «آن الأوان أمام المجتمع الدولي وبلدان معينة في الاتحاد الأوروبي للتدخل وحثّ الحكومة التركية على الدخول في حوار هادف مع المتظاهرين، من أجل تهدئة الوضع، ووضع حد للمستويات المروّعة من العنف التي شهدناها في الأسبوعين الماضيين».
وكان وزير الداخلية التركي، معمر غولر، قال في وقت سابق، امس، إن الوضع القائم في متنزه جيزي «لا يمكن أن يستمر على الشكل الذي هو عليه»، مشيراً إلى أن بعض المتظاهرين يعيشون فيه على مدار اليوم، معتبراً أن لا تبرير لذلك. وجدد غولر دعوة الحكومة للمتظاهرين إلى التمييز بين أنفسهم وبين الاستفزازيين في المتنزه.