انشقاق 70 ضابطاً.. والقوات النظامية تقصف جيوباً للمقاتلين في دمشق
قصفت القوات النظامية السورية، أمس، بالطيران والمدفعية جيوباً للمقاتلين في العاصمة دمشق وضواحيها، لايزال يسيطر عليها المقاتلون، على الرغم من الغارات اليومية. فيما شهدت القوات النظامية عملية انشقاق كبيرة، تمثلت بإعلان أكثر من 70 ضابطاً بينهم ستة جنرالات و22 عقيدا انشقاقهم عن الجيش، وتوجههم الى تركيا المجاورة. وفي حين قال مسؤولون أميركيون إن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه) تستعد لنقل أسلحة للمجموعات المسلحة السورية من خلال قواعد سرية في تركيا والأردن، طلب الأردن من الولايات المتحدة إبقاء مقاتلات «إف 16» وصواريخ باتريوت في المملكة بعد انتهاء مناورات «الأسد المتأهب» التي ستختتم في اواخر يونيو الجاري، بينما كشفت صحيفة «التايمز» البريطانية، أمس، أن الولايات المتحدة أرسلت 300 عنصر من مشاة البحرية (المارينز) إلى شمال الأردن قرب الحدود مع سورية، لتمهيد الطريق لتسليح الجماعات المسلحة.ٍ
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن النظام السوري قصف بالطيران والمدفعية جيوباً للمقاتلين في دمشق وضواحيها. وقال إن الغارات استهدفت حي جوبر في الضاحية الشرقية للعاصمة السورية، التي تشهد معارك شبه يومية بين الجنود والمقاتلين. كما قصفت قوات النظام حي الحجر الأسود في جنوب العاصمة ودهمت منازل في حي ركن الدين.
في المقابل، وقعت معارك، فجر أمس، في ضواحي مخيم اليرموك الفلسطيني، في الضاحية الجنوبية للعاصمة، التي تتعرض ايضا لعمليات قصف يشنها النظام. وبالقرب من العاصمة، تعرضت معضمية الشام (غرب) والسبينة (جنوب) ومنطقة وادي بردى (شمال غرب) لقصف بمدافع الهاون اسفر عن اصابات وأضرار مادية. وعند أطراف مليحا في شرق دمشق اسفرت معارك عنيفة عن ضحايا في صفوف الجانبين، وفق المرصد. الى ذلك، قصف الجيش السوري بقذائف الهاون أحياء في حمص (وسط) وفي مدينة الرستن في محافظة حمص.
وفي حلب (شمال)، هاجمت القوات النظامية حيي الأشرفية وبني زيد. وفي محافظة حلب، وقع اتفاق بين مجموعة كردية ومقاتلين معارضين في مدينة منبج بهدف اسقاط النظام وتجنب المشكلات التي وقعت بين العرب والأكراد في مناطق أخرى، بحسب ما أوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن.
وفي دير الزور، كلف المجلس العسكري التابع للمقاتلين المعارضين كتيبتين متابعة الشؤون الأمنية لمنع اندلاع مواجهات طائفية بعد حادث وقع هذا الأسبوع في قرية حطلة ذات الأغلبية السنية، بحسب المرصد.
والثلاثاء الماضي، سيطر مقاتلو المعارضة على القرية وقتلوا 60 من سكانها الشيعة هم مقاتلون سلّحهم النظام، رداً على هجوم كان شنه هؤلاء على موقع للمعارضة.
وفي عملية انشقاق واسعة أفاد مصدر رسمي تركي، أمس، بأن اكثر من 70 ضابطا بينهم ستة جنرالات و22 عقيداً انشقوا عن الجيش السوري النظامي في الساعات الـ36 الماضية، وتوجهوا الى تركيا المجاورة.
ويأتي هذا الانشقاق غير المسبوق منذ أشهر عدة بعدما قررت الولايات المتحدة الخميس الماضي تقديم «مساعدة عسكرية» إلى مقاتلي المعارضة السورية.
من ناحية أخرى، أكد مسؤولون أميركيون أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه) تستعد لنقل أسلحة للمجموعات المسلحة السورية من خلال قواعد سرية في تركيا والأردن. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية عن المسؤولين قولهم إنه «جرى خلال العام الماضي توسيع هذه القواعد في مسعى لإقامة طرق إمدادات جيدة إلى سورية للمواد غير القتالية»، وأضافوا أنه من المتوقع أن تبدأ القواعد في نقل شحنات محدودة من الأسلحة والذخيرة في غضون أسابيع، ما يشير إلى تكثيف التدخل الأميركي ضد قوات الرئيس السوري، بشار الأسد. وكان مساعد مستشار الأمن الأمن الأميركي، بن رودس، أعلن الخميس الماضي، أن الولايات المتحدة ستزود المعارضة السورية التي تقاتل نظام الأسد بمساعدات عسكرية. في السياق، نقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية عن وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة، محمد المومني، قوله ان «الأردن طلب من الجانب الأميركي الإبقاء على بعض الأسلحة التي تشارك في تمرين الأسد المتأهب على الاراضي الأردنية».
وأضاف أنه «تم الاتفاق مع الولايات المتحدة الأميركية على الإبقاء على بعض الأسلحة في الأردن، التي تشمل صواريخ باتريوت وطائرات إف 16»، مشيراً إلى أن «ذلك يأتي فى إطار الجهود المستمرة لتطوير القدرات العسكرية والدفاعية للقوات المسلحة الأردنية».
وكان مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية أعلن، الخميس الماضي، في واشنطن ان الولايات المتحدة ستبقي مقاتلات «إف 16» وصواريخ باتريوت في الأردن بعد انتهاء المناورات العسكرية.
في السياق، ذكرت صحيفة «التايمز» أن الولايات المتحدة أرسلت 300 عنصر من مشاة البحرية إلى شمال الأردن قرب الحدود مع سورية، لتمهيد الطريق لتسليح الجماعات المسلحة.
وأضافت أن بطارية صواريخ «باتريوت» الدفاعية أرسلت أيضاً لحماية الأراضي الأردنية من أي هجوم صاروخي محتمل من الجانب السوري.
وأوضحت أن نشر القوات على الأراضي الأردنية جرى تحت غطاء التدريبات العسكرية التي جرت هذا الأسبوع، غير أنها أشارت إلى أن القوات ستبقى منشورة هناك لأشهر.
إلى ذلك، بحث الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في دائرة تلفزيونية مغلقة، مساء أول من أمس، مع الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، ورئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، والمستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، ورئيس الوزراء الإيطالي، انريكو ليتا، موضوعات قمة مجموعة الثماني خصوصاً ملف سورية.
وقال مصدر مقرب من هولاند، إن هؤلاء القادة «تبادلوا وجهات النظر بشكل معمق حول موضوعات مجموعة الثماني، خصوصاً حول سورية»، موضحاً أن المحادثات استمرت زهاء الساعة. وفي لندن أكد رئيس الحكومة، ديفيد كاميرون، في بيان انهم «بحثوا الوضع في سورية والطريقة المفترض ان يتوافق عليها قادة مجموعة الثماني للعمل معاً من اجل انتقال سياسي لوضع حد للنزاع». وقبل ثلاثة أيام من منتدى القوى العظمى صعّدت الولايات المتحدة الضغط، واعدة بتقديم مساعدة عسكرية الى مقاتلي المعارضة بعد ان اتهمت بوضوح النظام السوري باستخدام اسلحة كيماوية. لكن البيت الأبيض رفض، أول من أمس، فرض منطقة حظر جوي في الوقت الحاضر لمساعدة المعارضين للنظام.