مرسي خلال إعلانه قطع العلاقات الدبلوماسية الذي وصفته دمشق بالتصرف «اللامسؤول». أ.ف.ب

السعودية تعتزم تسليح المعارضة السورية بصواريخ مضادة للطائرات

نددت سورية، أمس، بقرار الرئيس المصري، محمد مرسي، قطع العلاقات الدبلوماسية مع دمشق، ووصفته بالتصرف «اللامسؤول»، وفيما قالت تقارير ان السعودية تعتزم تزويد المعارضة السورية بصواريخ مضادة للطائرات لمواجهة مقاتلات نظام الرئيس السوري بشار الأسد، أشارت أخرى إلى أن ايران اتخذت قراراً عسكرياً قبل الانتخابات الرئاسية بإرسال ‬4000 جندي من حرسها الثوري إلى سورية، لدعم قوات الأسد.

وتفصيلاً، أدانت الخارجية السورية موقف الرئيس المصري الداعي الى قطع العلاقات الدبلوماسية بالكامل مع دمشق ووصفته بأنه لا مسؤول، وقالت الخارجية في بيان «إن محمد مرسي انضم الى جوقة التآمر والتحريض التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل ضد سورية، بإعلانه قطع جميع العلاقات معها، وذلك بعد الإنجازات التي حققها الجيش العربي السوري ضد الإرهاب في مختلف أنحاء سورية».

وأضافت ان سورية «تدين هذا الموقف اللامسؤول الذي يعكس محاولة مرسي تنفيذ أجندة (الإخوان المسلمين) هروباً من الاستحقاقات الداخلية المقبلة، التي تتطلبها تطلعات الشعب المصري الحريص على تحقيق أهداف ثورته الشعبية التي التف عليها مرسي وزمرته من جماعة الإخوان المسلمين».

وكان الرئيس المصري أعلن، مساء اول من أمس، قطع العلاقات مع سورية وإغلاق السفارة السورية في مصر، وسحب القائم بالأعمال المصري من سورية، ودعا «حزب الله» اللبناني الى سحب مقاتليه من سورية.

كما طالب، في كلمة أمام مؤتمر نظمه عدد من رجال الدين في القاهرة، القوى العالمية بعدم التردد في فرض منطقة حظر جوي فوق سورية، ملقياً بثقل مصر خلف المعارضة السورية ضد حكومة دمشق المدعومة من إيران.

واعتبرت الخارجية السورية أن «مطالبة مرسي باستدعاء التدخل الخارجي وإقامة منطقة حظر جوي في الأجواء السورية، تشكل استباحة للمنطقة ومساً لسيادتها وحرمة أراضيها، خدمةً لأهداف إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية وأدواتهما في المنطقة».

وقالت «كان يفترض أن يضج مرسي بهذه الحماسة وهو يعلن إغلاق سفارة إسرائيل، وأن ينتشي وهو يقطع العلاقات مع عدو لايزال يقتل الشقيق الفلسطيني على مرأى من عين مرسي وعلى مسافة قصيرة من مصر».

من جهة أخرى، قالت مجلة «دير شبيغل» الألمانية، أمس، إن السعودية تعتزم تزويد المعارضة السورية بصواريخ مضادة للطائرات لمواجهة مقاتلات نظام الأسد.

وذكرت المجلة الأسبوعية في مقال، قالت انه يستند الى تقرير سري لجهاز الاستخبارات الأجنبية الألمانية والحكومة الألمانية الأسبوع الماضي، أن السعودية تدرس إرسال صواريخ «مانبادس مسترال» الأوروبية الصنع، التي تعرف باسم «انظمة الدفاع الجوي المحمولة».

واشارت المجلة الى ان الصواريخ ارض ـ جو، التي تطلق من الكتف، يمكن ان تستهدف الطائرات التي تحلق على ارتفاعات منخفضة، ومن بينها المروحيات، التي ساعدت المقاتلين الإسلاميين في افغانستان في التغلب على القوات السوفييتية في الثمانينات.

وفي لندن، كشفت صحيفة «اندبندنت أون صندي»، امس، أن ايران اتخذت قراراً عسكرياً قبل الانتخابات الرئاسية بإرسال ‬4000 جندي من حرسها الثوري إلى سورية لدعم قوات الأسد، ضد ما وصفته بالتمرد .

وقالت الصحيفة، نقلاً عن مصادر وصفتها بأنها موالية لإيران ومشاركة بعمق في أمنها، إن الأخيرة ملتزمة تماماً الآن بالحفاظ على نظام الأسد، إلى حد أنها اقترحت فتح جبهة سورية جديدة ضد اسرائيل على مرتفعات الجولان المحتلة.

وأضافت أن مصادر إيرانية أكدت أن بلادها في اتصال مستمر مع موسكو بشأن زيادة دعمها لنظام الأسد، مع توقع سحب مقاتلي «حزب الله» من سورية في القريب العاجل، وابقاء فرق استخباراتية تابعة له هناك.

على صلة، حث ائتلاف المعارضة السورية الرئيس الإيراني المنتخب، حسن روحاني، على إصلاح الموقف الإيراني من الأزمة السورية.

وجاء في بيان للائتلاف: «على مر عامين ونيف من عمر الثورة السورية، وقفت السلطات الإيرانية في وجه طموحات الشعب السوري ، باستمرارها في دعم نظام الأسد بكل الوسائل السياسية والعسكرية والاقتصادية».

ودعا الائتلاف الرئيس الإيراني الجديد إلى تدارك الأخطاء التي وقعت فيها القيادة الإيرانية، وأكد الأهمية القصوى لإصلاح الموقف الإيراني.

من جهته، أعلن رئيس الوزراء السوري، وائل الحلقي، أن دمشق تأمل تطوير العلاقات مع الرئيس الإيراني الجديد الذي تدعم بلاده بقوة نظام الأسد في مواجهة المعارضة السورية.

وأكد الحلقي خلال استقباله وفداً من المسؤولين الاقتصاديين الإيرانيين رغبة من سورية في الانطلاق بالعلاقات مع إيران إلى فضاءات أوسع في ظل القيادة الإيرانية الجديدة.

الأكثر مشاركة