استهجان مصري لتصريحات العريان بشأن الإمارات
استقبلت تيارات واسعة في الشارع السياسي المصري، ضمنها جماعة الإخوان المسلمين ذاتها، تصريحات نائب رئيس حزب الحرية والعدالة زعيم الكتلة البرلمانية الاخوانية في مجلس الشورى عصام العريان، السلبية بشأن الإمارات، باستياء، وبينما تبرأ الإخوان من التصريحات، ووصفوها بأنها شخصية، اصر معارضون على أن «التصريح والتبرؤ» لعبة اخوانية، واعتبروا ان الجماعة تورط مصر كلها في معاركها الخاصة، وأنها تسعى لتصدير مأزقها الخاص باقتراب يوم 30 يونيو بمعركة في الخارج، فيما اصدرت الخارجية المصرية بياناً، اكدت فيه عمق العلاقات المصرية الإماراتية، التي لا يمكن ان ينال منها تصريح هنا أو هناك.
وتفصيلاً، تسببت تصريحات القيادي الإخواني عصام العريان في مجلس الشورى اول من امس، السلبية ضد الإمارات، ونوعية العبارات التي استخدمها، في حالة استياء، حتى داخل جماعة الاخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة، وفي وسط احزاب مدنية وليبرالية وقومية وعلى الصعيد الشعبي.
وفي محاولة لتخفيف حدة المأزق، اصدر رئيس حزب الحرية والعدالة سعد الكتاتني بياناً، اعلن فيه تبرؤ الحزب من تصريحات العريان ووصفها بأنها شخصية. وقال بيان الحرية والعدالة، إن ما قاله العريان يمثل شخصه ولا يخص الحرية والعدالة ولا الإخوان.
وقال القيادي الاخواني محمد حسين لـ«الإمارات اليوم»، ان العلاقات المصرية الاماراتية اعمق من ان تؤثر فيها تصريحات، وموقفنا كإخوان وحرية وعدالة هو بيان الكتاتني.
وقال مدير بوابة الحرية والعدالة الناطقة باسم الاخوان هاني المكاوي لـ«الإمارات اليوم»: ان «العلاقات المصرية الاماراتية اكثر رسوخاً من ان تؤثر فيها الحملات الصحافية المتبادلة، وكذا التصريحات العابرة التي تمثل شخوصها، وإننا كاخوان نعتز بهذه العلاقات وبخصوصيتها منذ أرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد، الذي لا يمكن ان ننسى له الريادية والشجاعة، لكن توجد اياد تعبث في العلاقة بين البلدين، وهناك سقطات، ومطلوب مبادرة مصرية أو مبادرة عربية أو مبادرة باسم الجامعة العربية لتنقية الاجواء بين البلدين وحل بعض الالتباسات القائمة التي يستغلها البعض في الاعلام».
على صعيد مقابل، رفضت المعارضة المصرية ما اسمته (تبريرات الاخوان لتصريحات العريان)، وقالت إن ما حدث سقطة خطيرة يجب ألا تمر.
وقال القيادي الناصري، وعضو المكتب السياسي لحزب الكرامة حامد جبر لـ«الإمارات اليوم»، إن عدم الرد على هؤلاء النفر من جماعة الاخوان هو الموقف الصحيح لأنهم فقدوا القدرة على التمييز السياسي، وأضاف جبر «لا يجوز الدخول في لجج مع شخص مثل العريان، يوكل اليه رسم سياسة حزب على قمة السلطة في مصر، بينما هو لا يستطيع الحفاظ على الحد الادنى من التوافق العربي ومع دولة شقيقة قدمت الكثير لأشقائها العرب».
وتابع جبر «الامارات، اتفق من شاء واختلف من شاء، وقفت مع مصر في كل العهود ولا يمكن قبول الهجوم عليها دون مبرر». وأستغرب «كيف يمكن للعريان أن يدعو إلى عودة اليهود الصهاينة الى مصر بحجة ادعاء التسامح والإنسانية، بينما يهاجم في الوقت نفسه دولة عربية شقيقة متميزة في علاقتها مع مصر؟ ودون الوضع في الاعتبار خطورة هدم هذه العلاقة على الوشائج بين الشعبين».
وقال الكاتب الناصري مدير تحرير جريدة اليوم السابع سعيد الشحات لـ«الإمارات اليوم»: إن تصريحات العريان ساقطة وهابطة وتعبر عن مأزق الجماعة التي فشلت في ان تقدم انجازاً واحداً للشعب المصري، وفقدت صوابها، فلم تجد شيئاً تفعله سوى الاساءة الى دولة شقيقة تربطها علاقة خاصة بمصر هي الإمارات.
وقال القيادي بالحزب الاشتراكي نبيل رشوان لـ«الإمارات اليوم» ان «هجوم العريان غير مبدئي ومصدره موقف الاخوان من اجندة الاخوان وفتحها لابوابها للجميع».
وقال نائب الحزب الديمقراطي الاجتماعي د عماد جاد لـ«الإمارات اليوم»، ان «تصريحات العريان تمت بالتنسيق مع جماعة الاخوان وعندما وجدت آثارها العكسية ارتدت عليها تبرأت منها»، وأضاف جاد «هذا هو اسلوب جماعة الاخوان المسلمين وطريقتها السيئة، و(ابداعها) الذي اضافته للحياة السياسية المصرية، وهو ان تفعل الشيء وعندما يحدث آثارا عكسية تتبرأ منه».
وقال جاد إن «الأمر لا يجب أن يمر، فلا يوجد في السياسة شيء اسمه تصريح شخصي، وعلى الجماعة ان تكف عن توريط مصر في أزمات متتالية». من جهته، انتقد الكاتب الصحافي مصطفى بكري تصريحات العريان، وقال بكري في تغريدة له على حسابه على «تويتر» «عندما يتطاول العريان على اشقائنا في الإمارات، فاعلم انه لا يعبر عن نفسه وإنما عن جماعته، واعلم انه عندما يهفو قلبه الى اليهود ويبكي ويطالب بعودتهم الى مصر، فهو يعبر عن الذين صدعوا رؤوسنا بهتاف (ع القدس رايحين شهداء بالملايين)». من جهته، تقدم سمير صبري المحامي ببلاغ الى النائب العام المصري طالب فيه بالتحقيق مع العريان بسبب تصريحاته. ووصف البلاغ تصريحات العريان بأنها هيسترية وغير مسؤولة وتضر بالدولة المصرية ضرراً جسيماً وتهدد مصالحها الخارجية بنتائج كارثية.
من جهتها، اصدرت الخارجية المصرية بياناً امس، اعلنت فيه اعتزاز مصر بعلاقتها الوطيدة بالإمارات. وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية، إن «مصر تعتز بالعلاقات الاخوية التي تربطها بالإمارات الشقيقة، هذه العلاقات الممتدة عبر التاريخ والمستندة إلى الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، والتي لا يمكن ان ينال منها تصريحات هنا أو هناك».