قصف عنيف واشتباكات في أطراف دمشق.. و«الحر» يبدأ عملية «تحرير أحياء حلب الغربية»

«أصدقاء سورية» يقرر إرسال دعم عسكري عاجل للمعارضة

اجتماع «أصدقاء سورية» في الدوحة يطالب إيران والعراق و«حزب الله» بوقف تدخلهم في سورية. رويترز

قررت الدول الـ‬11 الأساسية في مجموعة «أصدقاء الشعب السوري» الداعمة للمعارضة السورية، أمس، في الدوحة تقديم دعم عاجل للمعارضة على الارض لمواجهة «الهجمات الوحشية للنظام وحلفائه»، واستعادة «التوازن» الميداني مع النظام، تمهيداً للدفع نحو حل سلمي على أساس مبادئ مؤتمر جنيف. في حين واصلت القوات النظامية السورية، أمس، هجومها العنيف على حي القابون في شمال شرق مدينة دمشق لليوم الرابع على التوالي، رافقته اشتباكات عنيفة مع مقاتلين معارضين عند اطراف الحي، بالتزامن مع قصف واشتباكات عند الأحياء الشرقية والجنوبية للعاصمة السورية. بينما أعلن الجيش السوري الحر بدء عملية لـ«تحرير الأحياء الغربية» في مدينة حلب في شمال البلاد.

وأكدت الدول الأساسية الداعمة للمعارضة السورية خلال اجتماع عقدته في الدوحة، فتح الباب أمام زيادة تسليح المعارضة السورية من اجل استعادة «التوازن» على الارض مع النظام، تمهيداً للدفع نحو حل سلمي على أساس مبادئ مؤتمر جنيف. وقررت الدول تقديم دعم عاجل للمعارضة على الارض لمواجهة «الهجمات الوحشية للنظام وحلفائه»، على ان تختار كل دولة طريقة الدعم التي تريد.

وأورد البيان الختامي للاجتماع الذي شاركت فيه ‬11 دولة على رأسها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، ان وزراء خارجية المجموعة قرروا «إرسال جميع المعدات بشكل عاجل للمعارضة على الارض، كل دولة حسب طريقتها، لتمكينها من مواجهة الهجمات الوحشية للنظام وحلفائه وحماية المدنيين السوريين».

كما قررت المجموعة ان يتم «تحويل كل الدعم العسكري من قبل الدول المعنية الى رئاسة أركان الجيش السوري الحر».

وشددت الدول على «مسؤولية الجهات التي تتمتع بتأثير على النظام لوضع حد للعنف وضمان حل سياسي تفاوضي على اساس بيان مؤتمر جنيف».

واعتمد اجتماع الدوحة، مقاربة خلاقة إذ تم تأكيد مبدأ دعم المعارضة عسكريا وسياسيا، مع ترك الحرية لكل بلد في المجموعة لتقديم شكل الدعم الذي يريد.

وتضم المجموعة الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وايطاليا والإمارات والسعودية ومصر والاردن وقطر وتركيا. ودانت المجموعة مشاركة مقاتلين من «حزب الله» وإيران والعراق في القتال الى جانب النظام السوري، وطالبت هؤلاء المسلحين بـ«الانسحاب فوراً» من سورية. كما طالبت المجموعة العراق ولبنان بتأمين حدودهما لمنع تسرب المسلحين والاسلحة.

وقال دبلوماسي غربي، إن رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر اللواء إدريس، قدم الى المجموعة قائمة بالطلبات تتعلق بالاسلحة، وان اجتماع الدوحة نظر في هذه الطلبات.

من جهته ، قال رئيس الوزراء القطري، الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني،، في مؤتمر صحافي عقب انتهاء اجتماع عقدته الدول الـ‬11 الدول الداعمة للمعارضة السورية، إن تلك الدول اتخذت «قرارات خاصة سرية في كيفية التحرك العملي لتغيير الوضع على الأرض في سورية، اضافة الى القرارات المعلنة. وأشار إلى تحقيق «نقلة نوعية» خلال الاجتماع في الدوحة.

من جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، في الدوحة، ان اجتماع مجموعة «أصدقاء سورية» يطلب في بيانه الختامي من «الإيرانيين وحزب الله التوقف عن التدخل في النزاع السوري».

وأضاف في ختام الاجتماع أن «حزب الله يلعب دوراً سلبياً للغاية، خصوصاً في الهجوم على القصير. نحن لا نوافق قطعياً على تدويل النزاع، وبالتالي فإننا نطلب ان يوقف الإيرانيون وحزب الله تدخلاتهم في هذا النزاع». وأعلن فابيوس أن بلاده سلمت المعارضة السورية علاجات مضادة لغاز السارين. وقال ان بلاده ارسلت «علاجات يمكنها حماية الف شخص». وأكد فابيوس أن «هذا يعبر تماماً عن الدمار الذي يتسبب به (الرئيس السوري) بشار الأسد لشعبه».

وكان وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، قال في الدوحة ان الدول الداعمة للمعارضة السورية ستزيد دعمها السياسي والعسكري لوضع حد لـ«انعدام التوازن» على الأرض مع النظام السوري. وأكد كيري في الاجتماع أن زيادة الدعم لا تهدف الى «حل عسكري» بل لتعزيز فرص الحل السلمي ودفع الطرفين باتجاه هذا الحل.

وأضاف أن «الولايات المتحدة والدول الأخرى الموجودة هنا، كل دولة بحسب المقاربة التي تختارها، ستقوم بزيادة نطاق وحجم الدعم للمعارضة السياسية والعسكرية». واكد كيري ان هذا الدعم يهدف الى «التمكن من الوصول الى جنيف، وللتعامل مع انعدام التوازن على الأرض».

على الصعيد الميداني، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن حي القابون بمدينة دمشق تعرض لقصف عنيف من القوات النظامية أدى الى اضرار مادية واشتعال حرائق ترافقها اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من الكتائب والقوات النظامية عند اطراف الحي من جهة الاوتوستراد الدولي في محاولة من القوات النظامية اقتحام الحي. وقتل ثلاثة أطفال من عائلة واحدة الليلة قبل الماضية في الحي نتيجة قصف من القوات النظامية بقذائف الهاون، بحسب المرصد.

وأفاد المرصد عن «اشتباكات عنيفة بين الكتائب المقاتلة من جهة والقوات النظامية واللجان الشعبية الموالية لها من جهة اخرى في حي برزة (شرق)، إثر محاولات للقوات النظامية اقتحام الحي من محاور عدة، وانباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين».

وتترافق المعارك مع قصف من القوات النظامية على القابون وبرزة. وطال القصف الليلة قبل الماضية أحياء جوبر (شرق) والحجر الأسود (جنوب)، فيما تعرض حي القدم (جنوب) صباح أمس، للقصف.

وفي حلب (شمال)، أعلنت «غرفة عمليات هيئة الأركان في حلب» التابع للجيش الحر بدء «معركة تحرير عدد من الأحياء الغربية» في المدينة.

وقال بيان صادر عن الغرفة نشر على صفحة مركز حلب الاعلامي على «فيس بوك» إن عدداً من الألوية والفصائل الثورية المسلحة بدأت فجر أمس، «المعركة الجديدة»، مشيراً الى «اشتباكات عنيفة من جهة حي حلب الجديدة». واورد البيان اسم ‬13 مجموعة مقاتلة بينها «ألوية أحفاد الرسول» و«لواء التوحيد» و«كتيبة الفاروق» و«لواء صقور الإسلام».

وقال الناشط (محمد) من مركز حلب الإعلامي لـ«فرانس برس»، عبر «سكايب»، إن المعارك تتركز خصوصاً في منطقة الراشدين في حي حلب الجديدة.

وأشار إلى «نشوب حريق داخل مقر البحوث العلمية في حلب الجديدة إثر قصفها من كتائب الثوار بقذائف الهاون وسط تقدم لهم على جبهة الراشدين وانسحاب عدد كبير من كتائب الأسد».

وكان المرصد السوري افاد صباح أمس، عن قصف تعرض له محيط مطار منغ العسكري من الطيران الحربي. وتحاول المجموعات المقاتلة المعارضة للنظام منذ اشهر الاستيلاء على هذا المطار الذي يشهد معارك قاسية تعنف حيناً وتتراجع أحياناً.

وفي محافظة حمص (وسط) افادت الهيئة العامة للثورة السورية عن «قصف عنيف ومتواصل» منذ فجر أمس، على مدينة تلكلخ القريبة من الحدود اللبنانية الشمالية، مع «محاولة لاقتحام المدينة الواقعة في ريف حمص الغربي من قوات النظام من الجهة الشمالية».

تويتر