قصف «غير مسبوق» براجمات الصواريخ والدبابات والمدفعية والطيران
القوات النظامية تهاجم الأحياء المحاصرة في حمص
شنّت القوات النظامية السورية، أمس، هجوماً واسعاً في محاولة للسيطرة على أحياء محاصرة يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في مدينة حمص وسط البلاد، التي يعدونها «عاصمة الثورة». فيما قصفت القوات النظامية تلك الأحياء براجمات الصواريخ والدبابات والمدفعية الثقيلة والطيران الحربي، بالتزامن مع غارات جوية متتالية.
وقال مصدر أمني لـ«فرانس برس»، إن «العمليات العسكرية لم تتوقف في أحياء حمص، وهي تزداد وتيرتها بحسب الاولوية والاهمية، لتنظيف أحياء في حمص من المجموعات الارهابية المسلحة، كأجزاء من الخالدية والحميدية وحمص القديمة».
وأكد أن الجيش السوري «يحرز تقدماً على جميع الجبهات، وفق وتيرات مختلفة ضمن المدينة والأزقة الضيقة».
وأضاف «قد يكون التقدم بطيئاً، لكنه موجود»، مذكراً بأن القوات النظامية سيطرت قبل ايام على منطقة القريتين الواقعة جنوب شرق مدينة حمص.
من جهته، أكد المرصد السوري لحقوق الانسان، أن الاحياء في حمص القديمة تشهد تصعيداً «غير مسبوق»، في محاولة من نظام الرئيس بشار الاسد لاستعادة أحياء يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في المدينة.
وقال إن القصف يتركز على أحياء الخالدية وباب هود والحميدية وبستان الديوان، الواقعة جميعها وسط حمص، «بشكل غير مسبوق، من خلال استخدام قذائف الهاون وراجمات الصواريخ وقذائف الدبابات والمدفعية الثقيلة».
وأضاف أن الطيران الحربي نفذ غارات جوية متتالية على الاحياء المذكورة.
وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن في اتصال مع «فرانس برس» من بيروت، ان الهدف من هذه العمليات «هو السيطرة على كامل مدينة حمص، لكن حتى اللحظة لا يوجد اي تقدم حقيقي على الارض».
وأشار إلى أن القوات النظامية «تحاول فصل ريف محافظة حماة الجنوبي عن الريف الشمالي لمحافظة حمص، تمهيداً لقطع الإمدادات بين المحافظتين، والسيطرة على شمال محافظة حمص». وأكد ان الجيش النظامي «يعمل على اكثر من محور في الوقت نفسه» في حمص.
وأفادت «الهيئة العامة للثورة السورية» في بريد الكتروني، بأن الغارات الجوية «هي الاعنف حتى الآن»، في حين تحدثت «لجان التنسيق المحلية» عن «سقوط اكثر من 100 قذيفة في ربع ساعة».
وتسيطر القوات النظامية على أغلبية أحياء مدينة حمص، باستثناء بعض الاحياء في وسطها، والمحاصرة منذ اكثر من عام.
سياسياً، بحث رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في بغداد، أمس، مع نائب وزير الخارجية الأميركي بيل بيرنز، الأزمة السورية، وفرص حلها سياسياً، فضلاً عن الأوضاع بالمنطقة عموماً. ونقل بيان حكومي عن المالكي تأكيده خلال اللقاء على خطورة الأوضاع الجارية في المنطقة، لافتاً الى إن «الأزمة السورية مفتوحة على جميع الاحتمالات، ولا سبيل لحلها إلا بالحوار والحل السياسي القائم على تفهم طموحات الشعب السوري وتنوعاته».
غير أن المالكي أقرّ بأن هذا «الطريق ليس سهلاً، لكن لا بديل عنه»، مجدّداً تمسك حكومته بسياستها إزاء الأزمة السورية منذ بدايتها، والمتمثلة بعدم التدخل في الشأن السوري الداخلي، والعمل على دعم الحل السياسي، ورفض الانخراط في دعوات التسليح لأي طرف كان، مشيراً الى الإجراءات التي اتخذتها حكومته في هذا المجال.
من جانبه، أكد بيرنز أن الرئيس الأميركي أوباما، يؤكد أيضاً أن «الحل في سورية يجب أن يكون سياسياً، ودعوته الى المزيد من التشاور والتعاون بين العراق والولايات المتحدة حول مختلف الأزمات التي تمر بها المنطقة».
وجدّد وقوف واشنطن الى جانب العراق في محاربة «الإرهاب».
إلى ذلك، قال الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي محيي الدين القرداحي، ان تنامي التوتر السنّي الشيعي هو مصدر الخوف الأكبر للمسلمين.
وأضاف خلال زيارة رسمية للبوسنة والهرسك، بحسب «قناة الأناضول» التركية، أن «هذا الخوف تزايد مع دعم إيران نظام الرئيس السوري بشار الاسد، وتدخل قوات (حزب الله) في سورية».
وقال القرداحي «أدعو علماء الجانبين الى التعاون، يمكننا التعاون بشأن القضايا المتفق عليها، بينما ننبذ القضايا مثار الخلاف».
وفي سياق التأكيد على ان الاتحاد طالب الرئيس الإيراني المنتخب حسن روحاني باتخاذ الخطوات المناسبة في هذا الصدد، قال القرداحي «قلت في رسالة تهنئتي ان هذا تحريض بين السنّة الشيعة، ولن يربح اي شخص من اندلاع حرب مذهبية، كلا الجانبين يجب عليهما السعي لإنهاء هذا الوضع السيئ».
وكان الرئيس التركي عبدالله غول ووزير خارجيته أحمد داود أوغلو، حذرا أخيراً بشدة، من اندلاع صراع سني ـ شيعي واسع النطاق في منطقة الشرق الاوسط جراء الحرب الاهلية الدائرة في سورية.
وأعلن الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله، الشهر الماضي، أن الجماعات التي وصفها بـ«التكفيرية» في سورية، تشكل خطراً على لبنان، وأنه سيحمي «المقاومة وظهرها» منها، في اشارة الى جماعة «جبهة النصرة»، التابعة لتنظيم القاعدة.
وقال «بسيطرة هؤلاء ستكون المنطقة في خطر، وان سورية لم تعد ساحة مشروع ثورة، بل ساحة لمشروع أميركي ـ إسرائيلي، وسورية وبكل وضوح هي سند المقاومة، والمقاومة لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي كي ينكشف ظهرها ويكسر سندها».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news