القوات السورية تواصل هجومها على المدينة.. و«حزب الله» يشارك في معارك الخالدية
«دول التعاون» تدعو مجلس الأمن إلى فك الحصار عن حمص
دعت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أمس، مجلس الأمن للانعقاد بصورة عاجلة لفك الحصار عن مدينة حمص السورية والحيلولة دون ارتكاب النظام السوري وحلفائه مجازر وحشية ضد أهالي المدينة التي واصلت القوات النظامية، أمس، لليوم الثالث هجومها على الأحياء المحاصرة فيها بمشاركة عناصر من «حزب الله» اللبناني، غداة دعوة خليجية أوروبية إلى إيجاد تسوية سياسية سريعة للنزاع المدمر المستمر منذ أكثر من سنتين.
ودعت دول مجلس التعاون في بيان، مجلس الأمن، إلى الاجتماع بصورة عاجلة «لفك الحصار عن حمص»، كما دعت أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون لتحمل مسؤولياته في هذا الشأن بموجب ميثاق الأمم المتحدة.
وقال البيان إن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية «تتابع بقلق بالغ تطورات الأحداث في سورية والحصار الجائر الذي تفرضه قوات النظام السوري على مدينة حمص تمهيداً لاقتحامها بدعم ومساندة عسكرية من ميليشيات حزب الله اللبناني، تحت لواء الحرس الثوري الإيراني».
وشدد على أنه في ظل اصرار النظام السوري على عمليات التطهير الإثني والطائفي كما حدث أخيراً في ريف حمص، واستخدامه السلاح الكيماوي ضد الشعب السوري، فإن استمرار الحصار الخانق على حمص «هو عمل ضد الإنسانية ينذر بارتكاب النظام السوري مجزرة مروعة بحق أهالي حمص وريفها».
كما نددت الولايات المتحدة بالهجمات المستمرة التي ينفذها نظام الرئيس السوري بشار الأسد على حمص ودمشق، ودعت المجتمع الدولي ليوضح له أن عليه وقف ذلك، مطالبة «حزب الله» وغيره من المقاتلين الذين تدعمهم إيران إلى مغادرة سورية فوراً.
وقال نائب المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية باتريك فنتريل في بيان، إن «الولايات المتحدة تندد بالهجمات المستمرة التي ينفذها نظام الأسد على مجموعات مدنية في حمص ودمشق».
وأضاف «نحن ندعو أعضاء المجتمع الدولي ليوضحوا لنظام الأسد ان عليه أن يوقف هذه الهجمات فوراً، ويسمح فوراً للمنظمات الإنسانية، بما في ذلك وكالات الأمم المتحدة والصليب الأحمر، بالدخول الآمن لإجلاء المصابين وتوفير علاج طبي وإمدادات تنقذ الحياة، والامتثال لقانون حقوق الإنسان الدولي».
وأكد ان أميركا ماضية في بذل كل جهد ممكن لمساعدة من يعانون في سورية.
وقال «نحن ندين هجمات مقاتلي حزب الله المدعوم من إيران على مدن سورية، فيما يساعدون النظام في قمعه الوحشي لمطالبة الشعب السوري المشروعة بالحرية والكرامة والديمقراطية، وندعو حزب الله وغيره من المقاتلين الذين تدعمهم إيران إلى مغادرة سورية فوراً».
وأضاف فنتريل أنه «في وجه هجمات النظام السوري من دون هوادة واستخدامه لأسلحة كيماوية، مازالت الولايات المتحدة تقف بحزم إلى جانب الشعب السوري في معركته من أجل الحرية».
في غضون ذلك، واصلت القوات النظامية هجومها على الأحياء المحاصرة في مدينة حمص.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي مع «فرانس برس»، أمس، إن «القصف العنيف يتواصل على الأحياء الواقعة تحت سيطرة الكتائب المقاتلة في حمص»، أبرزها الخالدية وأحياء حمص القديمة، مؤكداً ان «القوات النظامية لم تحقق أي تقدم على الارض، ولم تتمكن من استعادة أي منطقة جديدة». وتشهد أطراف هذه الأحياء اشتباكات عنيفة. وأوضح عبدالرحمن أن «32 عنصراً من القوات النظامية وجيش الدفاع الوطني (الموالي لها) قتلوا خلال يومين»، مشيراً إلى مشاركة «حزب الله» في المعارك على جبهة الخالدية. وقال إن الحزب «يتخذ من حي الزهراء (ذي الغالبية العلوية في حمص) قاعدة خلفية له».
وتأتي الحملة على المدينة بعد أقل من شهر على سيطرة النظام و«حزب الله» على منطقة القصير الاستراتيجية في ريف حمص.
وأفاد الناشط يزن الحمصي لـ«فرانس برس» عبر «سكايب» بأن النظام يحاول اقتحام الاحياء المحاصرة من أربعة محاور.
وأضاف أن المدنيين في هذه الاحياء «اعتادوا القصف، وهم يقيمون في أقبية منذ اشهر». وكان الحمصي أشار أول من أمس الى استمرار وجود نحو 100 عائلة في حي الخالدية. وبث ناشطون أشرطة فيديو على موقع «يوتيوب» يظهر فيها دمار هائل في وسط المدينة، في محيط مسجد خالد بن الوليد الذي تبدو عليه أيضاً ثغرات واسعة وآثار قصف مدفعي. بينما أبنية من حوله أحيلت ركاماً، وبدت معظم المنطقة فارغة وقد خلت من سكانها المدنيين على الأرجح منذ زمن، نتيجة حملات القصف المتكررة والاشتباكات في المدينة. كما بث المكتب الإعلامي في «تنسيقية حي الخالدية» صوراً مماثلة لأبنية غير قابلة للسكن بسبب الدمار سمعت فيها أصوات إطلاق رصاص وقصف.
وحمص (وسط) هي ثالث كبرى المدن السورية، وقد شهدت معركة دامية في حي بابا عمرو الذي شكل محطة رئيسة في تحول النزاع الى العسكرة بعد سقوطه في أيدي القوات النظامية في فبراير 2012. وتعتبر استراتيجية بالنسبة الى النظام، لأنها تربط بين دمشق والساحل، حيث العمق العلوي المهم بالنسبة الى النظام.
وفي محافظة إدلب (شمال غرب)، سيطر مقاتلو المعارضة على حاجز بسنقول الواقع بين مدينتي أريحا واللاذقية (غرب) على الطريق الدولي، بعد اشتباكات عنيفة استمرت أياما عدة.
وكان الاتحاد الاوروبي ومجلس التعاون الخليجي دعيا في ختام اجتماعهما السنوي في المنامة، أول من أمس، الى إيجاد تسوية سياسية «عاجلة» للأزمة السورية تقي المنطقة من «تطورات خطيرة». وأكد بيان مشترك «الحاجة الماسة لإيجاد تسوية سياسية عاجلة للازمة السورية ودعوة كل الأطراف للمساهمة الإيجابية الفاعلة لتحقيق هذا الهدف، وتعهدوا ببذل كل الجهود التي تساعد على خلق الشروط الملائمة لإنجاح عقد مؤتمر جنيف 2».
بدوره، ناشد مجلس الوزراء السعودي خلال اجتماعه الاسبوعي، أمس، برئاسة ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز المجتمع الدولي «التحرك السريع لتقديم الحماية للشعب السوري ومساعدته للدفاع عن نفسه أمام الجرائم النكراء التي ترتكب بحقه». وجدد مطالبة المملكة بـ«البدء الفوري بتنفيذ الاتحاد الأوروبي قراره رفع الحظر عن تسليح المعارضة السورية، وصدور قرار دولي واضح يمنع تزويد النظام السوري الفاقد للشرعية بالسلاح».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news