مجلس الأمن يفشل في التوصل إلى بيان بشأن حمص
أكدت الأمم المتحدة أن قوات النظام السوري كثفت غاراتها على مدينة حمص، وسط سورية، في وقت فشل فيه مجلس الأمن الدولي، أول من أمس، في تبني أي بيان يطالب بتأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى المدينة، بسبب معارضة روسيا.
ورفضت روسيا الموافقة على نص البيان الذي تقدمت به أستراليا ولوكسمبورغ، معتبرة أنه «يكيل بمكيالين»، وطالبت بأن يتطرق أيضا إلى مدن أخرى، تحاصرها قوات تابعة للمعارضة السورية، وليس إلى حمص وحدها التي تحاصرها قوات النظام. ووضعت أستراليا ولوكسمبورغ، أول من أمس، حدا لأيام عدة من المفاوضات، وفق دبلوماسيين.
ولايزال نحو 4000 شخص محاصرين في الحي القديم بحمص وسط قصف عنيف من قوات النظام، مدعومة بقوات من «حزب الله» اللبناني منذ 28 يونيو الماضي.
وقال المتحدث باسم الامم المتحدة فرحان حق، في وقت متأخر أول من أمس، «تفيد المعلومات التي تلقيناها للتو، بأن حي الخالدية يتعرض لقصف عنيف منذ ساعات الصباح الأولى، ويشمل القصف الآن معظم الحي القديم من المدينة».
وأضاف أن رئيسة مفوضية حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، نافي بيلاي «قلقة جداً» لتداعيات هجوم قوات النظام على مدينة حمص. ويطالب مشروع البيان الحكومة السورية بالسماح للمنظمات الإنسانية بالدخول بحرية إلى حمص، والسماح للمدنيين بالخروج منها. وأرسلت أستراليا رسالة إلى الأعضاء الـ14 الآخرين في مجلس الأمن، معربة عن «خيبتها» إزاء غياب الاتفاق على نص ينهي المفاوضات، وفق ما أفاد دبلوماسيون، إلا أن روسيا أوضحت أنها عرضت نصا آخر يطالب بالسماح للمنظمات الإنسانية بالدخول بحرية ليس إلى حمص وحدها، بل أيضا إلى مدينتي نبل والزهراء، وهما بلدتان شيعيتان محاصرتان من قوى المعارضة قرب حلب. وقال متحدث روسي لـ«فرانس برس» بتصريح مكتوب «نأسف لتجاهل الاقتراحات التي تقدمنا بها»، مضيفا أنه «يتم الكيل بمكيالين في هذا النص، وهو لا يتضمن إشارات كثيرة إلى الأمور الإنسانية»، مشيرا إلى مدنيين «تحتجزهم مجموعات إرهابية في حمص وتستخدمهم كدروع بشرية». ومنذ اندلاع النزاع في سورية مارس 2011، عارضت روسيا كل القرارات التي تنتقد حليفها النظام السوري، واستخدمت حقها في النقض على قرارين دوليين في هذا الاتجاه.