المرزوقي يقيل مفتي الديار
قرر الرئيس التونسي المؤقت، منصف المرزوقي، إقالة مفتي الديار التونسية، الشيخ عثمان بطيخ، وذلك في خطوة كانت متوقعة منذ أن أعلن بطيخ رفضه دعوات الجهاد في سورية، ووصفه الحجاب بـ«اللباس الطائفي»، فيما توقع رئيس «حركة النهضة الإسلامية» التي تقود الائتلاف الحاكم، راشد الغنوشي، أن يعود الرئيس المصري المعزول محمد مرسي إلى الرئاسة المصرية، ووصف الدعوات لإسقاط الحكومة التونسية بـ«الصبيانية».
وتفصيلاً، ذكرت الرئاسة التونسية في بيان وزعته، أمس، أن الرئيس المرزوقي «قرر تعيين الدكتور حمدة سعيّد مفتياً جديداً للجمهورية»، خلفاً للشيخ عثمان بطيخ. ولم تُحدد الرئاسة التونسية أسباب هذه الإقالة، واكتفت بالإشارة إلى أن هذا القرار يدخل حيز التنفيذ غداً.
وكان الشيخ عثمان بطيخ قد انتقد بشدة في وقت سابق انتقال المئات من الشبان التونسيين إلى سورية من أجل «الجهاد»، وأكد أن سورية ليست أرض جهاد، لأن شعبها مسلم، و«المسلم لا يجاهد ضد المسلم».
كما أعلن أن 16 فتاة تونسية «تم التغرير بهن وإرسالهن» إلى سورية من أجل «جهاد النكاح» الذي اعتبره «بغاء وفساداً أخلاقياً»، واصفاً في الوقت نفسه الحجاب بأنه «لباس طائفي»، وليس فريضة إسلامية على المرأة المسلمة.
من ناحية أخرى، قال الغنوشي، في تصريحات إذاعية بُثت الليلة قبل الماضية، إن الرئيس المصري المعزول «سيعود إلى الرئاسة في سيناريو شبيه بما حدث في فنزويلا عام 2002، عندما أزاح الجيش الرئيس الراحل هوغو تشافيز، ثم أعاده الشعب الفينزويلي إلى سدة الحكم».
وأضاف أن «هناك من يريد أن يجذب التاريخ إلى الوراء بينما يتقدم التاريخ إلى الأمام»، ثم وصف الدعوات لإسقاط الحكومة التونسية التي يترأسها علي العريض، القيادي في حركة النهضة الإسلامية بـ«الصبيانية».
وشدد في هذا السياق على أن «ما حدث فى مصر لا يمكن أن يتكرر فى تونس بمفعول اختلاف الزمان والمكان، وبالتالي فإن الدعوات المنادية بإسقاط الحكومة وحل المجلس الوطني التأسيسي كلام فارغ وكلام صبياني». وكان عدد من الأحزاب السياسية، منها حركة «نداء تونس» والائتلاف اليساري «الجبهة الشعبية»، قد دعا في وقت سابق إلى حل المجلس الوطني التأسيسي، وتشكيل حكومة إنقاذ وطني لإخراج البلاد من الأزمة التي تردت فيها.
وبحسب الغنوشي، فإن الاعتقاد في حركة تمرد تونسية «وهم وجزء من أحلام اليقظة»، وذلك في إشارة إلى حملة «تمرد» التونسية التي أطلقها في وقت سابق عدد من الناشطين، بهدف حل المجلس الوطني التأسيسي، لأنه فقد شرعيته.
وكان الناطق الرسمي باسم حركة «تمرّد» التونسية، محمد بالنور، أعلن الأربعاء الماضي، أن هدف الحركة الحالي هو «حل المجلس الوطني التأسيسي الذي فقد شرعيته»، و«إسقاط الدستور التونسي الجديد المفخخ، والتمرّد على منظومة الإسلام السياسي الفاشل».
وأشار إلى ان ناشطي حركة «تمرّد» تمكنوا إلى الآن من تجميع نحو 180 ألف توقيع لمواطنين بمختلف محافظات البلاد، أيدوا الأهداف المذكورة للحركة، وأن حركة «تمرّد» ستدعو إلى تظاهرات عارمة لإسقاط المجلس التأسيسي بطريقة سلمية، عندما يصل عدد التواقيع على عريضة سحب الثقة من المجلس التأسيسي إلى مليوني توقيع.