الغرب يجمع أدلة استخدام النظام السوري «الكيماوي» في حمص
بدأت وكالات الاستخبارات الغربية السعي لتأمين أدلة على استخدام قوات النظام السوري أسلحة كيميائية في هجماتها على حمص، حيث واصلت قصفها العنيف على حي الخالدية والأحياء الأخرى المحاصرة في وسط المدينة لليوم التاسع على التوالي.
وفيما أعلنت الولايات المتحدة أنها تتطلع إلى العمل مع الرئيس الجديد للائتلاف السوري المعارض، أحمد الجربا، سارعت بريطانيا بالترحيب باختياره خلفاً للرئيس السابق أحمد معاذ الخطيب.
وتفصيلاً، ذكرت صحيفة «صندي تلغراف»، أمس، أن وكالات الاستخبارات الغربية تسعى لتأمين أدلة على استخدام قوات النظام السوري أسلحة كيميائية في الهجوم الأخير على حمص، مع تكثيف هجومها على المدينة.
وقالت الصحيفة إن طواقم طبية تابعة للمعارضة في حمص عالجت ضحايا عانوا صعوبات في التنفس بعد تعرضهم لدخان أبيض تصاعد من مسجد خالد بن الوليد، أُصيب بقذيفة في الخطوط الأمامية بالمدينة.
وأضافت أن ناشطين سوريين اتهموا العالم بالفشل في التحرك ضد استخدام النظام في بلادهم للعوامل الكيميائية والغازات السامة لاكتساب ميزة تكتيكية في معركة حمص، وذكر ممثل المدينة في الائتلاف السوري المعارض، واصف الشمالي، أن قوات الحكومة تستخدم أسلحة الدمار الشامل ضد حمص، وسط صمت المجتمع الدولي.
وأشارت الصحيفة إلى أن مصدراً مشاركاً في الجهود الغربية لجمع واختبار الأدلة عن هجمات الأسلحة الكيميائية في سورية قال إن الحكومات الغربية مستعدة للرد بسرعة على تقارير الهجوم بعوامل كيميائية في مدينة حمص.
ونقلت عن المصدر «أن القلق الأكبر للغرب هو أن نظام (الرئيس بشار) الأسد سيستخدم شيئاً في معركة حمص لإعطاء قواته ميزة إضافية، وفي حال تمكن من السيطرة على حمص من دون الكثير من التدخل، فإن ذلك سيمنحه دفعة كبيرة».
وذكرت الصحيفة أن بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا جمعت عينات من مواقع عديدة تثبت أن الحكومة السورية استخدمت غاز السارين ضد شعبها.
ونسبت إلى خبير الأسلحة الكيميائية القائد السابق لفوج التعامل مع الهجمات الإشعاعية والكيميائية والجرثومية في الجيش البريطاني، هاميش دي بريتون ـ غوردون، قوله «يظهر من خلال اللقطات أن ما وقع في حمص كان استخداماً محتملاً لغاز الأعصاب أو لسلاح محظور، وهو بالتأكيد جزء من نمط واضح يتم بموجبه قصف منطقة ومن ثم إدخال عامل كيميائي في المعركة».
وأشارت «صندي تلغراف» إلى أن قوات الحكومة السورية، ووفقاً للتقارير، استهدفت مسجد خالد بن الوليد في حي الخالدية بحمص، بعد أن سيطرت على العديد من المباني الرئيسة في حي باب هود المجاور في المدينة القديمة.
ولليوم التاسع على التوالي واصلت القوات النظامية السورية قصفها العنيف على حي الخالدية والأحياء الأخرى المحاصرة في وسط مدينة حمص، بحسب ناشطين والمرصد السوري لحقوق الإنسان الذي اشار الى ان نحو 70٪ من حي الخالدية باتت مدمرة.
وبث ناشطون على موقع «يوتيوب» للتواصل الاجتماعي شريط فيديو تسمع فيه اصوات انفجارات واسلحة رشاشة من دون توقف. بينما ترتفع سحب الدخان الكثيف الرمادي أو الأبيض بعد كل انفجار من مناطق مختلفة في مدينة حمص. ويظهر في الشريط دمار هائل في الأبنية والمنازل الخالية من اي سكان.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، في اتصال هاتفي ان 60 الى 70٪ من حي الخالدية مدمرة، اما بشكل كامل واما بشكل جزئي واما غير صالحة للسكن.
واضاف «لا توجد صورة محددة بالنسبة الى احياء حمص القديمة التي تعاني أيضاً من مستوى كبير من الدمار».
وقال عبدالرحمن إن تدمير حمص المحاصرة يتم بشكل ممنهج. هناك قصف مستمر عليها منذ اكثر من عام. كل ذلك بهدف دفع السكان والثوار الى الهرب.
وأوضح أن الدمار «طال كل شيء، المنازل والمحال والمواقع الأثرية في كل المدن السورية، الا ان حمص تعاني اكبر نسبة من الدمار منذ مدة طويلة، لا بل الأطول بالمقارنة مع المناطق الأخرى».
وتساءل عبدالرحمن «اذا سيطر النظام على حمص من سيعود اليها؟ لا أحد»، مشيراً الى ان سكان حمص بالإجمال يكنون عداء كبيراً للنظام.
وأشار المرصد الى ان القوات النظامية تستخدم في قصفها لحيي الخالدية والحميدية قذائف الهاون وراجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، وقد طال القصف مجدداً مسجد خالد بن الوليد في الخالدية.
ويترافق ذلك مع اشتباكات بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية ومسلحين تابعين لها، بحسب المرصد، عند اطراف حي الخالدية في محاولة لاقتحام الحي.
في دمشق، نفذ الطيران الحربي ثلاث غارات على مناطق في حي جوبر ، بينما يتعرض حي القابون للقصف من القوات النظامية. وكانت سقطت صباحاً قذائف على مخيم اليرموك، إثر اشتباكات بين مقاتلين معارضين والقوات النظانية، بحسب المرصد.
وأشار المرصد الى اشتباكات وقعت عند اطراف حي برزة في محاولة من القوات النظامية اقتحامه.
من جهتها أعلنت الولايات المتحدة أنها تتطلع إلى العمل مع أحمد عاصي الجربا الذي انتخب رئيساً جديداً للائتلاف السوري الوطني المعارض.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين بساكي، في بيان «نأمل أن نحقق تقدماً جنباً إلى جنب مع الرئيس الجربا لمنع الانهيار التام لسورية وسقوطها في حالة من الفوضى».
وأكد البيان أن الولايات المتحدة تتطلع إلى تواصل الجربا والقادة الجدد المنتخبين مع جميع الطوائف السورية، وتحقيق قدر أكبر من وحدة الهدف وتعزيز تنظيم الائتلاف السوري ممثلاً شرعياً للشعب السوري.
ورحبّت بريطانيا أمس بانتخاب الجربا رئيساً جديداً للائتلاف، خلفاً لرئيسه السابق أحمد معاذ الخطيب.
وقال وزير الخارجية البريطانية، وليام هيغ «نتطلع قدماً للعمل مع الجربا ومع الفريق القيادي الجديد بالائتلاف لمساعدة المعارضة السورية في نشر رؤيتها لأجل أن تكون سورية حرة وديمقراطية وتعددية وتدافع عن حقوق كل السوريين، ودعم جهودهم لمساعدة الشعب السوري».