حبس الشاطر وأبوإسماعيل 15 يوماً بتهمة التحريض على قتل متظاهرين
مصر: خلاف على تسمية رئيس الوزراء
اصطدم التحول السياسي في مصر، بعد عزل الرئيس محمد مرسي، بأولى العقبات، بعد اعتراض حزب النور السلفي على اختيار السياسي الليبرالي منسق جبهة الانقاذ الوطني محمد البرادعي ليكون رئيس وزراء مؤقتاً للبلاد، إذ أكدت مصادر عدة ووسائل الاعلام الرسمية، أول من أمس، ترشيح البرادعي، لكن متحدثاً رئاسياً قال للصحافيين، الليلة قبل الماضية، إنه لم يتم في الواقع اختيار رئيس الوزراء، بينما قالت مصادر مقربة من الرئاسة، أمس، إن البرادعي لايزال «المرشح الاوفر حظا»، والمشاورات لاتزال مستمرة مع حزب النور حول مشاركته فيها، وتم حبس نائب مرشد جماعة الاخوان المسلمين، خيرت الشاطر، والقيادي السلفي، حازم أبوإسماعيل، 15 يوما بتهمة التحريض على قتل متظاهرين.
وتفصيلاً، قالت المصادر المقربة من الرئاسة إن «البرادعي لايزال المرشح الاوفر حظا»، مضيفة أن «الاتصالات جارية مع حزب النور حول تمثيله في الحكومة ومشاركته فيها». وأكد مصدر مقرب من البرادعي أن الأخير «يصر على التوصل الى توافق مع حزب النور، وانه لن يقبل إقصاء على طرف». وتابع المصدر أنه «لو شكل البرادعي الحكومة، فإن الإسلاميين سيتولون حقائب فيها».
وفي مقابلة مع مجلة «دير شبيجل» الألمانية، الصادرة أمس، قال البرادعي إنه يجب أن يعامل الرئيس المعزول محمد مرسي معاملة كريمة، مضيفاً أن هذه هي الشروط الواجب توافرها لتحقيق المصالحة الوطنية. وأعرب البرادعي عن اعتقاده بأن جماعة الإخوان المسلمين يجب أن تكون جزءاً من عملية المصالحة الوطنية، موضحاً أن الجماعة «جزء أصيل من مجتمعنا». وأعرب عن أمله في أن تشترك الجماعة في المحادثات المقبلة. ودافع عن تدخل الجيش المصري لإقصاء مرسي، مشيراً إلى أن ذلك لم يكن انقلاباً، وأضاف أن أكثر من 20 مليون شخص نزلوا إلى الشوارع، لأنه لم يعد من الممكن الاستمرار على الوضع الذي كان. ورأى البرادعي أنه من دون إقصاء مرسي كانت مصر ستسير نحو الدولة الفاشية أو ستنزلق إلى حرب أهلية. وفي الوقت نفسه اعترف البرادعي بأن مرسي تم انتخابه بشكل ديمقراطي، لكنه كان يحكم بشكل استبدادي، كما أنه «انتهك روح الديمقراطية».
في المقابل، قال نائب رئيس حزب النور، أحمد خليل، لـ«بوابة الأهرام» الإلكترونية، إن الحزب سينسحب من عملية الانتقال السياسي التي يدعمها الجيش، إذا تأكد اختيار البرادعي رئيساً للوزراء كما هو متوقع.
وقال متحدث باسم رئاسة الجمهورية إن بإمكان الإخوان المسلمين المشاركة في الانتخابات الجديدة. وقال المتحدث للصحافيين: «نحن نمد ايدينا للجميع، والجميع جزء من الوطن، والرئاسة حريصة على الدمج السياسي، ونمد أيدينا لجماعة الاخوان المسلمين، وأؤكد ان الرئاسة منفتحة على الجميع وليست في خصومة مع أي تيار إسلامي، فجماعة الاخوان لديها فرصة كبيرة كغيرها في المستقبل للدخول في جميع الانتخابات، بما فيها الانتخابات الرئاسية المقبلة أو بعد المقبلة أو طوال الوقت المفتوح».
وبعد دقائق من تحدثه، قررت النيابة، أمس، حبس النائب الاول للمرشد العام للاخوان المسلمين، خيرت الشاطر، الرجل القوي في الجماعة، والقيادي السلفي حازم صلاح إبوإسماعيل 15 يوماً على ذمة التحقيقات في التحريض على قتل متظاهرين في محيط جامعة القاهرة الاسبوع الماضي، حسبما قال مصدر قضائي.
كما قررت النيابة العامة المصرية ضبط وإحضار نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين عصام العريان، والقيادي بالحزب محمد البلتاجي، إضافة إلى الداعية الإسلامي صفوت حجازى، لاتهامهم بالتحريض على قتل المتظاهرين أمام مكتب الإرشاد بالمقطم، بحسب المصدر القضائي ذاته.
وقالت جماعة الاخوان انه ليس لها علاقة بخطط الجيش لتشكيل حكومة مؤقتة جديدة، وترى أنه يجب إعادة مرسي لمنصبه، وتعهدت بمواصلة الاحتجاج حتى تحقيق ذلك، لكن حزب النور وافق على الخطة الانتقالية التي يدعمها الجيش، والتي تؤدي إلى إجراء انتخابات جديدة، وقد يؤدي انسحابه من هذه العملية الى تجريدها من دعم إسلامي مهم.
وفي اعقاب رفض حزب النور أجلت الإدارة المؤقتة التي يترأسها المستشار عدلي منصور تعيين رئيس الوزراء الجديد. ودعت جماعة الإخوان الى يوم آخر من الاحتجاج، أمس، فيما بدأ عشرات الآلاف من المصريين، أمس، الانطلاق بمسيرات إلى الميادين الرئيسة بالقاهرة والمحافظات تأكيداً على استكمال ثورة 25 يناير التي أطاحت بنظامي الرئيسين حسني مبارك ومحمد مرسي. من ناحية أخرى، ذكر شهود عيان، أن ناشطين قاموا بتفجير أنبوب للغاز يربط بين مصر والاردن، أمس، في شبه جزيرة سيناء، ما أدى إلى انقطاع امدادات الغاز عن المملكة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news