قوات النظام تتقدم بحي الخالدية وسط حمص
«الائتلاف» يرهن مشاركته في «جنيف 2» بتقوية موقفه العسكري
أكد رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية، أحمد الجربا، أنه يتوقع ان تصل أسلحة متطورة وفرتها السعودية لمقاتلي المعارضة قريباً لتغير موقفها العسكري الذي وصفه بأنه ضعيف، مؤكداً في الوقت نفسه أن المعارضة لن تشارك في مؤتمر «جنيف 2» ما لم يصبح موقفها العسكري قوياً. في حين واصلت القوات النظامية السورية، أمس، تقدمها داخل حي الخالدية في مدينة حمص، وسط قصف عنيف ومتواصل لليوم العاشر على التوالي، واشتباكات عنيفة وانفجارات بالقرب من مسجد وضريح خالد بن الوليد، فيما حققت قوات المعارضة تقدماً على محورين في محافظة حلب شمالي البلاد، بعد اشتباكات مع قوات النظام.
وقال رئيس الائتلاف الوطني، أحمد الجربا، في أول مقابلة منذ انتخابه رئيسا للائتلاف يوم السبت الماضي، انه يتوقع ان تصل الاسلحة المتطورة التي وفرتها السعودية لمقاتلي المعارضة قريباً لتغير موقفها العسكري الذي وصفه بأنه ضعيف.
وقال الجربا، الذي تربطه بالسعودية علاقات وثيقة لـ«رويترز»، إن المعارضة لن تشارك في مؤتمر «جنيف 2» للسلام الذي اقترحته الولايات المتحدة وروسيا في جنيف ما لم يصبح موقفها العسكري قوياً.
وأضاف الجربا بعد العودة من محافظة إدلب بشمال سورية، حيث التقى قادة ألوية مقاتلي المعارضة في منطقة جبل الزاوية إن« (جنيف) في ظل هذه الأوضاع غير ممكن. اذا كان هناك ذهاب الى جنيف يجب ان تكون الارض قوية غير الوضع الآن الضعيف في الحقيقة. يجب ان نكون ذاهبين الى جنيف ونحن أقوياء».
وقال الجربا: «أولويتي كرئيس للائتلاف هو دعم السلاح النوعي وغير النوعي والمتوسط إلى المناطق المحررة والجيش الحر».
وعرض الجربا على قوات الرئيس بشار الاسد هدنة خلال شهر رمضان لوقف القتال في مدينة حمص المحاصرة، حيث يواجه مقاتلو المعارضةهجوماً برياً وجوياً شرساً من قبل قوات الجيش التي يدعمها «حزب الله» وميليشيات موالية للاسد.
ولم تظهر بوادر بموافقة الحكومة على مثل هذه الهدنة. وقال الجربا إن هناك كارثة إنسانية حقيقية في حمص، وإن الأسد الذي كانت آلته العسكرية على وشك الهزيمة تلقى دعماً من إيران ووكيلها «حزب الله» اللبناني.
على الصعيد الميداني، قال الناشط الاعلامي أبوبلال الحمصي لـ«فرانس برس»، عبر «سكايب»، أمس، إن «الحملة الشرسة على حمص مستمرة لليوم العاشر على التوالي، واستطاعت قوات النظام ان تدخل الى اجزاء من الخالدية بعد قصف كثيف واستخدام اسلوب الارض المحروقة».
وأشار إلى أن «السيناريو يشبه سيناريو القصير»، في اشارة الى المدينة التي سقطت اخيراً بأيدي قوات النظام و«حزب الله» اللبناني في ريف حمص، بعد حصار طويل وحملة قصف كثيفة. وأضاف «الحملة شرسة لم نشهد مثلها منذ بدء الثورة».
وأوضح رداً على سؤال، أن قوات النظام باتت تسيطر على كتل من الابنية تشكل نحو 30٪ تقريبا من مساحة حي الخالدية الواقع في شمال مدينة حمص، وانها تقترب من مسجد خالد بن الوليد. وأكد أبوبلال أن النظام «يستخدم كل الاسلحة الفتاكة من طيران وراجمات صواريخ ومدفعية وهاون ودبابات»، موضحاً ان «نحو 1000 قذيفة تسقط يومياً على احياء حمص القديمة والخالدية وجورة الشياح والقصور والقرابيص».
وأشار الى وجود «800 عائلة محاصرة في هذه الاحياء مع الاف الثوار الذين يقاتلون بسلاح خفيف»، منتقداً عدم ارسال قيادة الجيش الحر أي دعم الى حمص. وقال إن «حمص في وضع خطير جدا بعد تقدم قوات النظام في حي الخالدية». وتبلغ مساحة الاحياء التي يتحصن فيها مقاتلو المعارضة في وسط حمص نحو كيلومترين مربعين. وبثت تنسيقية حي الخالدية شريط فيديو على موقع «يوتيوب» تسمع فيه بوضوح اصوات اشتباكات عنيفة وانفجارات بالقرب من مسجد وضريح خالد بن الوليد، فيما الشوارع مغطاة بالركام. ويظهر الشريط دماراً هائلاً وارضاً مهجورة، مع دخان يتصاعد من كل مكان بعد كل انفجار. كما بث ناشطون شريطاً آخر تظهر فيه حرائق مشتعلة في عدد من المحال التجارية والمنازل في منطقة غير محددة من حمص.
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الانسان في بريد الكتروني إن الاشتباكات العنيفة مستمرة بين مقاتلين من الكتائب والقوات النظامية ومسلحين تابعين لها عند اطراف حي الخالدية، مشيراً الى «أنباء عن خسائر في صفوف الطرفين».
وأشار الناشط مجاهد الحمصي في حسابه على «سكايب» الى أن «200 قذيفة هاون وصاروخ سقطت خلال نصف ساعة بعيد السادسة صباحاً على الخالدية».
وذكرت صحيفة «الوطن» السورية القريبة من السلطات، أمس، أن «الجيش العربي السوري فرض سيطرته على القسم الأكبر من حي الخالدية».
وقالت: «بعد أيام من بدء عملياته العسكرية في أحياء حمص القديمة، أعلنت مصادر عسكرية في حمص وريفها ان قوات الجيش سيطرت، بعد مواجهات عنيفة مع الإرهابيين، على كامل الجهة اليسارية من شارع القاهرة، ابتداء من دوار القاهرة ووصولا الى شارع الزير من الجهة الشرقية لحي الخالدية».
ونقلت عن المصادر قولها إن وحدات الجيش «سيطرت أيضاً على معظم الكتل المحيطة بمسجد الصحابي خالد بن الوليد».
كما اشارت الى ان «وحدات من الجيش واصلت تقدمها في حي باب هود».
وفي حلب، قال المرصد إن قوات المعارضة السورية حققت تقدماً على محورين، بعد اشتباكات بين المعارضة وقوات النظام السوري. وأضاف أن اشتباكات بين الطرفين اندلعت في حيي الأشرفية وصلاح الدين بحلب وسط «معلومات عن تقدم وسيطرة قوات المعارضة على مبانٍ في الحي، مشيراً إلى أن مقاتلي المعارضة استهدفوا الأكاديمية العسكرية في حي الحمدانية بقذائف الهاون. وأشار المرصد إلى أن مقاتلي المعارضة سيطروا على منطقة «الكلرية» في بلدة «خان العسل» بريف حلب، فيما تحدث مركز «البناء الإخباري» عن «أنباء عن مقتل عشرات الجنود» من قوات النظام السوري، اثر «هجوم لمقاتلين معارضين على مدرسة الغافقية في منطقة السبع بحرات»، ونقل المركز عن ناشطين أن الهجوم تم عبر سيارة مفخخة.
كما دارت اشتباكات في أطراف بلدة معضمية الشام بريف دمشق، وفي حي جوبر بضواحي دمشق، بحسب المرصد الذي أضاف أن قوات المعارضة استهدفت أماكن تمركز قوات النظام في منطقة «السيدة زينب» بريف دمشق بصواريخ محلية الصنع، وثكنة «كمال مشارقة» في منطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق بقذائف الهاون، مشيراً إلى «أنباء عن خسائر بشرية في صفوف القوات النظامية».
وفي القاهرة، وجّه أمين عام جامعة الدول العربية، نبيل العربي، نداء اليوم الى الحكومة السورية والجيش الحر باغتنام فرصة شهر رمضان المبارك لوقف اطلاق النار. وطالب الحكومة السورية بوقف قصفها المدن السورية ورفع الحصار عن مدينة حمص، لتمكين المنظمات الدولية إدخال الإغاثة الانسانية العاجلة، وإنقاذ المرضى والمصابين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news