أوباما يؤكد للسعودية التزام أميركا بـدعم مقاتلي المعارضة السورية
أبلغ الرئيس الأميركي باراك أوباما العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، مساء أول من أمس، التزامه بتوفير دعم أميركي لمقاتلي المعارضة السورية الذين ينتظرون وصول شحنات الأسلحة الخفيفة التي تواجه مأزقاً في واشنطن. في حين أطلقت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي، ومنسقة الشؤون الانسانية في الأمم المتحدة فاليري آموس، نداء مشتركاً للمطالبة بهدنة للمعارك في مدينة حمص وسط سورية، للسماح بوصول المساعدات الى السكان. في وقت دارت فيه اشتباكات، أمس، بين مقاتلين معارضين من الجيش السوري الحر وجهاديين مرتبطين بتنظيم «القاعدة»، حاولوا وضع يدهم على أسلحة تابعة للجيش الحر في إدلب شمال غرب سورية.
وقال البيت الأبيض في بيان، إن أوباما بحث مع العاهل السعودي الوضع في سورية، وأبلغه التزامه بتوفير دعم أميركي لمقاتلي المعارضة السورية.
وأضاف أن الزعيمين ناقشا الحرب الاهلية في سورية، وأبديا قلقاً شديداً إزاء تأثير الصراع في المنطقة.
وأوضح البيان أن «الرئيس شدد على استمرار التزام الولايات المتحدة بتقديم الدعم لائتلاف المعارضة السورية والمجلس العسكري الاعلى لتعزيز المعارضة».
ولم تصل أسلحة أميركية لمقاتلي المعارضة السورية الذين يحاولون صد هجوم للحكومة السورية. وواجهت الاسلحة الاميركية مأزقا في واشنطن بسبب خشية بعض اعضاء الكونغرس وصول الاسلحة في نهاية الامر إلى اسلاميين متشددين.
كما ناقش أوباما والملك عبدالله خلال اتصال هاتفي الاحداث في مصر، بعد اسبوع من عزل الجيش الرئيس محمد مرسي.
وقال البيت الابيض إن أوباما ابدى قلقه من اعمال العنف التي اندلعت هناك بعد عزل مرسي، وشدد على رغبته في عملية سياسية شاملة تمكن من العودة المبكرة لحكومة مدنية منتخبة بشكل ديمقراطي في مصر.
إلى ذلك، أطلقت بيلاي وآموس، أول من أمس، نداء مشتركا للمطالبة بهدنة للمعارك في مدينة حمص للسماح بوصول المساعدات الى السكان.
وفي بيان مشترك اعربتا فيه عن «قلقهما البالغ ازاء تصاعد العنف في حمص»، تحدثت بيلاي وآموس عن معلومات بشأن «قصف متواصل» واستخدام للدبابات الهجومية و«الاسلحة البعيدة المدى» في حمص، حيث يعلق 2500 مدني بسبب المعارك.
كما طالبت المسؤولتان الامميتان «الافرقاء جميعاً بالوقف الفوري لاي عمل يؤدي الى خسائر مدنية، وتوفير ممر آمن فوراً كي يتمكن المدنيون من مغادرة حمص، ويصبح من الممكن ادخال المساعدات الانسانية».
في السياق، دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى وقف القتال العنيف بين قوات الرئيس السوري بشار الأسد ومقاتلي المعارضة في مدينة حمص «لإرسال مساعدات إلى السكان المحاصرين».
وقالت اللجنة إن أرواح آلاف السوريين معرضة للخطر في مدينة حمص التي تشن فيها قوات الأسد هجوماً مكثفاً بالطيران والمدفعية سعياً لاستعادة المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة. وأضافت أن المقاتلين في الصراع المستمر منذ أكثر من عامين يعيقون توصيل المساعدات إلى السكان المحليين المحاصرين، ولا يضمنون لهم ممراً آمناً للفرار من الحرب.
وقال رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سورية ماجني بارث، «ندعو السلطات السورية للسماح بدخول الإمدادات الغذائية والطبية إلى المدينة القديمة».
ودعا «كل الجماعات المسلحة التي تسيطر على المدينة القديمة إلى ضمان مغادرة المدنيين الراغبين في ذلك بشكل آمن».
على الصعيد الميداني، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس» إن اشتباكات دارت فجر، أمس، قرب بلدة رأس الحصن في شمال محافظة إدلب (شمال غرب)، عندما حاول مقاتلون من «الدولة الاسلامية بالعراق والشام» السيطرة على أسلحة مخزنة في مستودعات تابعة للكتائب المقاتلة» في المنطقة. وتأتي هذه الاشتباكات وسط تصاعد التوتر بين مجموعات الجيش الحر والمجموعات الجهادية بعد يومين من تصفية عناصر من «الدولة الاسلامية في العراق والشام» القائد البارز في الجيش الحر كمال حمامي المعروف بـ«أبوبصير»، في منطقة اللاذقية بشمال غرب سورية. وكان عشرات المقاتلين المعارضين قتلوا في يونيو الماضي باشتباكات مع عناصر الدولة الاسلامية في العراق والشام في بلدة الدانة بإدلب، بحسب المرصد. وفي إدلب، افاد المرصد عن اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية التي تحاول إعادة فتح الطريق بين مدينتي اللاذقية (غرب) وحلب (شمال)، لإمداد الاحياء التي تسيطر عليها في حلب.
وتتركز الاشتباكات على الطريق الدولية قرب بلدة بسنقول، بحسب المرصد الذي أشار الى سقوط 11 مقاتلا معارضا في الاشتباكات المتواصلة منذ أول من أمس. وأوضح عبدالرحمن أن القوات النظامية «تركز على المنطقة التي تم فيها تدمير الجسر (في بسنقول)، بهدف إعادة فتح طريق إمدادات حلب»، مشيرا الى ان هذه الامدادات «ليست عسكرية، بل للغذاء والمواصلات من حلب في اتجاه دمشق والساحل السوري». وكان المرصد أفاد قبل أيام عن أزمة غذائية حادة في الاحياء التي يسيطر عليها النظام السوري بحلب، بسبب الحصار المفروض من مقاتلي المعارضة.
ويواجه النظام صعوبة لإيصال الامدادات بسبب قطع الطرق المؤدية الى حلب، لاسيما طريق السلمية في حماة (وسط) وطريق اللاذقية، بسبب المعارك. وفي عمان، صرح قادة إسلاميون، أمس، بأن «مئات من المجاهدين الأجانب» يتدفقون إلى سورية عبر تركيا لتعزيز المعارضين المقاتلين هناك للاطاحة بالأسد. وقال زعيم الحركة السلفية الجهادية في الأردن محمد الشلبي، الملقب أبوسياف، إن أردنيين متشددين عبروا إلى سورية على مدار الشهر الماضي من تركيا، ليرتفع العدد الكلي للأردنيين الذين يقاتلون إلى جانب المعارضين الإسلاميين إلى أكثر من 700 فرد. وأضاف أن «المزيد والمزيد من الشباب يستجيبون للنداء بالدفاع عن إخوانهم وأخواتهم من المسلمين في سورية، ويواصلون ايجاد الطرق للوصول إلى هناك».