روسيا تتهم إسرائيل باستخدام قاعدة تركية لتدمير أسلحة في اللاذقية
29 قتيلاً في أعنف قصف على ريف إدلب
قتل 29 شخصاً في قصف صاروخي وجوي على قرى في محافظة إدلب في شمال غرب سورية، في أعنف قصف على المنطقة منذ اشهر، فيما تستمر العملية العسكرية التي تقوم بها القوات النظامية في بعض احياء دمشق. في حين اتهمت روسيا، إسرائيل باستخدام قاعدة تركية لتفيذ الغارة الجوية التي استهدفت في الخامس من الشهر الجاري مستودعات صواريخ متطورة مضادة للسفن بمدينة اللاذقية الساحلية، الأمر الذي نفته تركيا مؤكدة أنها «لن تشارك إسرائيل في أي عملية عسكرية».
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن 29 شخصاً قتلوا بينهم ثماني نساء وستة اطفال في قصف صاروخي وجوي على قرى وبلدات في ريف إدلب مساء أول من أمس، في اعنف قصف على المنطقة منذ اشهر. وأضاف أن 13 شخصاً قتلوا في بلدة المغارة، وثلاثة في أبلين، وأربعة في بسامس، وثلاثة في كفرنبل، وستة في البارة. وتقع هذه القرى في منطقة جبل الزاوية الواقعة بين محافظة حماة (وسط) ومدينة ادلب. ويسيطر مقاتلو المعارضة على معظم ريف ادلب.
واتهمت الهيئة العامة للثورة السورية النظام بارتكاب «مجازر» في هذه القرى.
ووزعت الهيئة اشرطة فيديو عن آثار القصف على المغارة بدت فيه امرأة تجلس ارضا وهي تنتحب، بينما يحاول رجل مساعدتها على الوقوف وهو يبكي ايضا بأعلى صوته، على مقربة من دمار وركام وحشد من الناس. وبينما كان عدد من الشبان يملأون اوعية بالماء لرشها على الارجح على حريق مندلع، كان آخرون يحاولون ازالة حجارة بحثاً عن ناجين. وقال المصور في الشريط «هذا هو افطار المسلمين في جبل الزاوية. الشهداء بالعشرات».
كما تم بث اشرطة أخرى تسمع فيها اصوات نساء واستغاثات ورجال ينقلون جرحى سيراً على الاقدام، بعضهم بدت احشاؤه ظاهرة مع دماء في كل انحاء جسده، وحرائق مندلعة في حرج ممتد على جانبي طريق.
من جهة ثانية، أفاد المرصد بمقتل «ما لا يقل عن 10 من عناصر الشرطة وثلاثة مدنيين إثر تفجير سيارة مفخخة امام قسم الشرطة في بلدة دير عطية»، في ريف دمشق أول من أمس.
إلى ذلك، استمرت العمليات العسكرية على وتيرتها التصعيدية من معارك وقصف في عدد من مناطق ريف دمشق منذ اسابيع.
وشهد حي القابون، أمس، هدوءاً حذراً بعد يوم من معارك عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة أوقعت 18 قتيلاً، بحسب المرصد، هم 15 مقاتلاً معارضاً وثلاثة مدنيين كانوا يحاولون نقل الجرحى، وكان المرصد أشار أول من أمس، الى اقتحام القوات النظامية اجزاء كبيرة من الحي.
من جهتها، ذكرت صحيفة «الوطن» السورية القريبة من السلطات أن حي القابون شهد أول من أمس «أعنف الاشتباكات بين وحدات من الجيش العربي السوري ومجموعات مسلحة تتمركز داخل الحي»، مشيرة الى أن الجيش شدد منذ السبت الماضي «عملياته في القابون في تمهيد نهائي لتخليصه من المسلحين الذين فقدوا أغلبية مواقعهم تحت وطأة ضربات الجيش».
على صعيد جهود الاغاثة المبذولة دولياً من اجل تقديم العون لملايين السوريين المتضررين من النزاع في سورية وخارجها، وصلت ممثلة الامين العام للامم المتحدة ليلى زروقي صباح أمس، الى دمشق حيث ستلتقي مسؤولين سوريين لبحث اوضاع الاطفال المتأثرين بالعنف في سورية، حسب ما افاد مسؤول في الامم المتحدة «فرانس برس».
وأكد مكتب زروقي في منتصف يونيو الماضي تلقيه تقارير تم التحقق منها، أن اطفالا سوريين «قتلوا أو اصيبوا في عمليات قصف عشوائية او أصيبوا برصاص قناص او استخدموا دروعاً بشرية او سقطوا ضحايا تكتيكات ترهيبية» خلال النزاع المستمر منذ اكثر من سنتين.
وحذرت الامم المتحدة من ان حرارة الصيف المرتفعة في سورية الى جانب الظروف الصحية المتدهورة تهدد صحة نحو مليون طفل سوري بسبب النزاع.
من ناحية أخرى، نقلت قناة «روسيا اليوم»، أمس، عن مصدر وصفته بالخاص أن الغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت أخيراً مستودعات صواريخ بمدينة اللاذقية الساحلية السورية نفّذت من قاعدة تركية.
وأضاف المصدر نفسه أن طائرات حربية إسرائيلية استخدمت قاعدة في تركيا في قصفها من جهة البحر مستودعات أسلحة قرب اللاذقية في الخامس من الشهر الجاري.
وكان مسؤولون أميركيون قالوا يوم الجمعة الماضي، إن الانفجار الغامض الذي وقع في مدينة اللاذقية الساحلية في الخامس من يوليو هو نتيجة غارة جوية إسرائيلية استهدفت مرابض صواريخ متطورة مضادة للسفن.
ووجه مسؤولون إسرائيليون انتقادات شديدة ضد جهات في وزارة الدفاع الأميركية بعد تسريبها معلومات عن أن الجيش الإسرائيلي قصف مستودع صواريخ «ياخونت» الروسية في مدينة اللاذقية، وقال المسؤولون الإسرائيليون إن من شأن هذه التسريبات أن تقوض الاستقرار في المنطقة.
لكن وزير الخارجية التركية أحمد داوود أوغلو نفى، أمس، أن تكون إسرائيل استخدمت قاعدة تركية لشن الغارة.
ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية عن داوود أوغلو قوله في مقابلة مع شبكة «ان تي في» إن المعلومات عن غارة جوية إسرائيلية نفذت ضد سورية من قاعدة تركية «عارية عن الصحة تماماً، ومن يصدق هذا الخبر ويقوم بنشره فإنه موهوم».
وأضاف أن تركيا لن تشارك إسرائيل في أي عملية عسكرية. في السياق، رفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تأكيد أو نفي معلومات حول الغارة.
وقال «ما ان يحصل شيء في الشرق الاوسط حتى يتهمون اسرائيل. لست معتادا قول ما نقوم أو ما لا نقوم به. يمكنني أن أقول لكم إن سياستي تقضي بمنع نقل الاسلحة الخطيرة الى حزب الله (اللبناني) ومجموعات ارهابية أخرى».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news