جانب من الاشتباكات التي وقعت مساء الإثنين بالقاهرة بين أنصار مرسي والشرطة. أ.ف.ب

‬7 قتلى باشتباكات القاهرة.. والجيش يـــدعو أنصار مرسي إلى فضّ الاعتصام

قتل سبعة أشخاص في اشتباكات وقعت ليلا على هامش تظاهرات لمناصري الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، في أنحاء متفرقة من القاهرة، غداة دعوة الموفد الأميركي وليام بيرنز إلى إنهاء العنف في مصر، فيما دعت القوات المسلحة أنصار مرسي إلى إنهاء الاعتصام والانصراف إلى أعمالهم. في الأثناء، وصلت تعزيزات عسكرية مصرية إلى مدينة العريش في شمال سيناء، بعد ساعات من موافقة إسرائيل على السماح لمصر بنشر كتيبتي مشاة بسيناء في أعقاب سلسلة من الهجمات التي تشنها جماعات اسلامية في المنطقة. وأعلن أمس عن تشكيل أول حكومة مصرية، بعد عزل مرسي حيث أدى رئيسها حازم الببلاوي والوزراء اليمين الدستورية، أمام الرئيس المؤقت عدلي منصور.

وتفصيلا.. نظم المئات من أنصار مرسي، مساء أول من أمس، تظاهرات في عدد من مناطق القاهرة للمطالبة بعودته، نجحوا من خلالها ـ على قلة أعدادهم ـ في إرباك عموم العاصمة، واشتعلت اشتباكات قاتلة في منطقتي ميدان رمسيس والجيزة.

وقال نائب رئيس هيئة الإسعاف المصرية محمد سلطان، إن سبعة أشخاص قتلوا، وأصيب ‬261 آخرون باشتباكات الاثنين، وأضاف خمسة أشخاص قتلوا في حي الجيزة، وقتل اثنان في ميدان رمسيس القريب من أحد الجسور الرئيسة على النيل وميدان التحرير.

وقال مصدر أمني مسؤول إنه جرى إلقاء القبض على ‬401 شخص من مثيري الشغب، خلال الاشتباكات التي شهدها ميدان رمسيس، وإنه تمت إحالتهم إلى النيابة العامة التي تولت التحقيق، ذلك حسب ما نقلت عنه وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية في مصر.

وتحت شعار «مليونية الصمود»، خرجت في أنحاء عدة من العاصمة تظاهرات لأنصار الرئيس المعزول المنتمي لجماعة «الاخوان المسلمين»، ورغم قلة أعداد المشاركين في كل هذه التظاهرات قياسا إلى تظاهرات أخرى، إلا أن رقعة انتشارها الواسعة في العاصمة أربكت المشهد بشكل كبير.

ولم تشهد التظاهرات أحداث عنف تذكر، باستثناء تلك التي جرت بميدان رمسيس، أحد أهم ميادين القاهرة، حيث توجد محطة القطار الرئيسة بالعاصمة والتي تحولت لساحة مواجهات بين أنصار مرسي والشرطة.

وفي الساعات الأولى من فجر أمس، تجددت المواجهات بين قوات الأمن ونحو ‬2000 من أنصار مرسي في ميدان رمسيس، بعدما كانت الشرطة نجحت مساء الاثنين في إخلاء المتظاهرين من أعلى جسر ‬6 أكتوبر الرئيس في العاصمة.

وأطلقت الشرطة المتمركزة فوق الجسر العشرات من قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين، وخيمت سحابات الغاز البيضاء فوق الميدان المكتظ بالباعة الجائلين، الذين اشتبكوا مع أنصار مرسي، وأشعل المتظاهرون حلقات نيران، لتخفيف أثر الغاز المسيل للدموع، الذي سيطر على الأجواء.

وحلقت طائرات مروحية عسكرية فوق الميدان، طيلة وقت المواجهات.

وكان العشرات من أنصار مرسي قطعوا مساء الاثنين جسر ‬6 أكتوبر، الذي يربط أجزاء كبيرة من العاصمة في الاتجاهين بمنطقة رمسيس الحيوية.

وفي ميدان الجيزة، المؤدي إلى منطقة الأهرامات، عرقل تجمع لمئات من أنصار مرسي حركة المرور بشكل كبير. وقال مصدر أمني إن مئات من أنصار مرسي حاولوا اقتحام قسم شرطة الجيزة، في شارع البحر الأعظم، القريب من ميدان الجيزة، لكن الأمن تصدى لهم.

وقال مصدر أمني آخر إن عشرات من أنصار مرسي قطعوا طريق جسر السويس، أقصى شرق القاهرة، للمطالبة بعودة مرسي للحكم، وأضاف حدث قطع آخر للطريق في طريق صلاح سالم، الذي يعد ممرا رئيسا للوصول لمطار القاهرة.

من جهتها، أمرت النيابة العامة بضبط وإحضار المرشد العام لجماعة «الاخوان المسلمين» و‬15 من قياديي الجماعة، لاتهامهم بالتحريض على قتل شاب وإصابة اخر في اعتصام لمؤيدي مرسي بالقاهرة.

وقال مصدر قضائي إن نيابة مدينة نصر أمرت بضبط وإحضار مرشد جماعة «الإخوان» الدكتور محمد بديع، و‬15 من قيادات الجماعة، لاتهامهم بالتحريض على قتل شاب وإصابة آخر في رابعة العدوية بحي مدينة نصر، شرق القاهرة.

سياسيا، حث مساعد وزير الخارجية الأميركي وليام بيرنز الجيش على تجنب الاعتقالات بدوافع سياسية، وسط تنديد دولي بتوقيف أعضاء من جماعة «الاخوان المسلمين». وقال بيرنز «إننا نؤمن بأن المرحلة الانتقالية المستمرة هي بمثابة فرصة ثانية تأتي بعد ثورة ‬25 يناير، لإيجاد دولة ديمقراطية تحافظ على حقوق الإنسان ودور القانون، وتسمح بالرخاء الاقتصادي لمواطنيها».

ودعا مساعد وزير الخارجية الأميركية، إثر محادثاته مع المسؤولين المصريين إلى الحوار بدلا من العنف. وقال «الأولوية الرئيسة يجب أن تكون وقف العنف والتحريض، وتجنب العقاب، والبدء بحوار جدي وجوهري بين كل الأطراف، وكل الأحزاب السياسية».

وأكد بيرنز، في تصريحات أوردتها وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، أن الولايات المتحدة تريد مصر قوية مستقرة وديمقراطية، مضيفا «مصر اليوم لديها رئيس جديد، ورئيس وزراء انتقالي، وخارطة طريق من أجل تعديل دستور نوفمبر ‬2012، استفتاء عام تتبعه انتخابات برلمانية ورئاسية».

ودعت القوات المسلحة المصرية، فجر أمس، أنصار مرسي المعتصمين بمحيط مسجد رابعة العدوية إلى إنهاء الاعتصام، والانصراف إلى أعمالهم.

وألقت مروحية حربية تابعة للقوات المسلحة منشوراً على مئات الآلاف من أنصار مرسي، بمحيط مسجد رابعة العدوية شمال شرق القاهرة، جاء فيه «أبناء مصر الشرفاء هل تعلمون أن هناك أبرياء قد قتلوا وأُصيبوا اليوم وهم آمنون، ومركبات حُرقت ودُمرت، وكانت كل ما يملكه أصحابها، وأسر مكلومة فقدت عزيزاً لديها كان عائلاً وحيداً لزوجات وأطفال رُضَّع».

وأضاف المنشور «هل تعلم أن كل هذا حدث بسبب فتاوى وأقوال تحريضية آثمة، أطلقها خبثاء وأشرار نسوا الله، ولكنهم لم ينسوا مكاسبهم فأكسبهم الله الإثم والهوان ودعوات الأبرياء بالقصاص».

ووصلت تعزيزات عسكرية مصرية أمس الى مدينة العريش في شمال سيناء، فيما لاتزال تعزيزات أخرى في الطريق، بعد ساعات من موافقة إسرائيل على السماح لمصر بنشر كتيبتي مشاة بسيناء «لمحاربة الارهاب»، حسب ما قال مصدر أمني.

وقال المصدر الامني إن نحو ‬20 عربة مدرعة ومجنزرة وحاملات جنود عبرت قناة السويس، ترافقها جرافات ومعدات حفر باتجاه مدينة العريش عاصمة شمال سيناء. وأضاف المصدر أن ست حافلات تحمل عددا من طواقم العربات المدرعات في طريقها أيضا إلى العريش. وأوضح المصدر ان التعزيزات الجديدة سيتم نشرها بمناطق جنوبي الشيخ زويد، ومنطقة بغداد بالقطاع الأوسط من سيناء، لتطويق المسلحين الذي تعتقد الحكومة المصرية أنهم إسلاميون.

وفي وقت سابق أمس، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون، أن إسرائيل منحت الضوء الأخضر لنشر تعزيزات من الجيش المصري في صحراء سيناء «لمحاربة الارهاب». وقال يعالون للاذاعة العامة الاسرائيلية، إن مصر قدمت لنا طلبات عدة في الايام الاخيرة، للسماح بإدخال تعزيزات إضافية مصرية من أجل محاربة الارهاب.

وخلال الأيام القليلة الماضية، قتل العديد من رجال الشرطة والجنود المصريين في سيناء، بعد أن هدد قادة إسلاميون علنا بارتكاب أعمال عنف، رداً على عزل الجيش للرئيس مرسي المنتمي لجماعة «الاخوان المسلمين».

وأعلن رسميا، أمس، تشكيل أول حكومة مصرية بعد عزل الرئيس محمد مرسي في الثالث من يوليو الجاري، بحسب التلفزيون الرسمي. وأدى رئيس الحكومة الجديدة الخبير الاقتصادي حازم الببلاوي اليمين الدستورية أمام الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور، وتلاه بقية الوزراء لأداء اليمين تباعا.

 

الأكثر مشاركة