بريطانيا تستعد لحرب «كيماوية» في سورية
كشف رئيس أركان الجيش البريطاني المنتهية خدمته، الجنرال ديفيد ريتشاردز، أن بلاده تستعد لخوض حرب جديدة في سورية لمنع وقوع أسلحتها الكيماوية في أيدي تنظيم «القاعدة». وفيما دعا ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، خلال استقباله رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا، إلى ضرورة وضع حد للإبادة التي يتعرض لها الشعب السوري، لقي 29 شخصاً من المقاتلين الجهاديين والأكراد مصرعهم في المعارك الدائرة بين الطرفين منذ يومين في محافظة الحسكة النفطية شمال سورية.
وتفصيلاً، قال الجنرال ريتشاردز، الذي تقاعد أمس، في مقابلة مع صحيفة صن، إن بريطانيا يجب أن تتحرك إذا انهار نظام الرئيس السوري بشار الأسد في حالة من الفوضى لحماية مخزونه الضخم من غاز الاعصاب من براثن الإرهابيين.
وأضاف أن بريطانيا تضع أيضاً خططاً لعملية كبرى جديدة في سورية ستقودها القوات الخاصة، بعد أن أصبح خطر الإرهاب فيها أكثر هيمنة في رؤيتنا الاستراتيجية لما يمكن القيام به هناك، وسنتحرك بالتأكيد للتخفيف منه إذا تطور هذا الخطر ونحن على استعداد للقيام بذلك.
واعتبر ريتشاردز أن ما يحدث في سورية «مسألة كبيرة جداً ستملي علينا التحرك إذا رأينا الأسلحة الكيماوية تنتشر نتيجة للصراع الدائر على أراضيها، ووضعنا خطط طوارئ للاحتمالات كافة»، دون أن يستبعد خيار الحرب لفترة محدودة.
وفي موازاة ذلك، قال رئيس أركان الجيش البريطاني المنتهية خدمته في مقابلة أخرى مع صحيفة ديلي تليغراف: يتعين على بريطانيا الاستعداد للحرب إذا كانت ترغب في كبح جماح النظام السوري من خلال اقامة مناطق حظر للطيران، وتسليح المعارضة.
وأضاف إذا كانت بريطانيا راغبة في أن يكون لها تأثير جوهري على حسابات النظام السوري، كما يسعى إليه البعض، فعليها ضرب أهداف على الأرض، لكنها تحتاج إلى توضيح هدفها السياسي في سورية قبل وضع خطة عسكرية متماسكة للتعامل مع نظام الأسد.
وقال الجنرال ريتشاردز «هناك غياب للإجماع الدولي حول طرق التعامل مع الأزمة في سورية، ونحن نسعى حالياً للجمع بين فصائل المعارضة لكن هناك صعوبات تحيل دون ذلك بسبب الاختلافات الواسعة بينها، وكان واضحاً في المشورة العسكرية التي قدمها للحكومة البريطانية لتحديد الهدف السياسي قبل تقديم التوصية بشأن الجهود العسكرية المطلوبة».
وحذّر من أن مجرد اقامة منطقة حظر الطيران بمفردها لن تكون فعالة وهناك حاجة لتدابير عسكرية أخرى لإحداث تأثير جوهوي في حسابات النظام السوري.
من جهته، دعا ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبدالعزيز خلال استقباله أمس، في جدة رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا، إلى ضرورة وضع حد للإبادة التي يتعرض لها الشعب السوري.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن الأمير سلمان استقبل في الديوان الملكي بقصر السلام بجدة أمس، رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد عوينان الجربا والوفد المرافق له.
وأوضحت أن الأمير سلمان بن عبدالعزيز أكد للجربا موقف المملكة الثابت من ضرورة وضع حد لجميع أنواع الإبادة والتجويع التي يتعرض لها الشعب السوري. وأضافت أن الجربا أطلع ولي العهد السعودي على ما يتعرض له أبناء الشعب السوري من إبادة وحصار في أبشع صور انتهاك لحقوق الإنسان.
في الأثناء، قتل 29 شخصاً من المقاتلين الجهاديين والأكراد في المعارك الدائرة بين الطرفين منذ يومين في سورية، التي ادت الى طرد الأكراد لعناصر متشددين من مدينة حدودية مع تركيا.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان أمس «قتل 19 مقاتلاً على الاقل من جبهة النصرة (الاسلامية المتطرفة) و10 مقاتلين اكراد منذ الثلاثاء، في الاشتباكات العنيفة المستمرة في محافظة الحسكة النفطية في شمال سورية.
وكان المقاتلون الاكراد التابعون لحزب الاتحاد الديمقراطي تمكنوا الاربعاء من طرد مقاتلي النصرة والدولة الاسلامية في العراق والشام المرتبطتين بتنظيم «القاعدة»، من مدينة رأس العين الحدودية.
ونقل ناشطون في راس العين عن سكان امتعاضهم من تصرفات جبهة النصرة والدولة الاسلامية ازاء السكان، لا سيما منذ بدء شهر رمضان. وقام الجهاديون بالرد على طردهم من المدينة الواقعة في غرب الحسكة، بقصفها بالصواريخ المحلية الصنع. كما شن مقاتلو النصرة والدولة الاسلامية هجمات على حواجز للمقاتلين الأكراد في بلدتي تل عرو وكرهول.