«حماس»: عودة السلطة للمفاوضات تصفية للقضية الفلسطينية
ترحيب أممي وأوروبي باستئناف مفاوضات السلام
قوبل إعلان وزير الخارجية الأميركي جون كيري في عمان، عن التوصل لاتفاق مبدئي على إطلاق مفاوضات الوضع النهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بترحيب أممي وأوروبي، وسط معارضة من حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي اعتبرت أن موافقة عباس عليه لا تمثل الإجماع الوطني، معتبرة إن استئناف المفاوضات غير المشروط يعطي مؤشراً إلى المضي في تصفية القضية الفلسطينية.
وتفصيلاً، رحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بإعلان كيري، أول من أمس، ودعا القادة الإسرائيليين والفلسطينيين إلى التحلي بالشجاعة والمسؤولية في مفاوضات السلام. وأكد مارتن نيسيركي، المتحدث باسم بان، أن الأمم المتحدة ستدعم كل الجهود الرامية إلى عقد مفاوضات ملموسة والنجاح في إحلال سلام شامل في المنطقة.
ورحب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، بإمكانية استئناف المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية الواردة في الاتفاق الذي توصل اليه وزير الخارجية الاميركي. وقال فابيوس «ان كيري ابلغني ببنود الاتفاق المبدئي الذي توصل اليه من اجل استئناف المفاوضات الاسرائيلية ـ الفلسطينية.. قلت له اننا نرحب بهذه الامكانية».
كما عبرت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، عن ترحيبها الحار بالاتفاق المبدئي على استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مشيدة بـشجاعة الطرفين وعمل وزير الخارجية الأميركي.
وأعربت آشتون في بيان عن أملها في أن نتمكن، أخيرا، من تسجيل تقدم على صعيد الأهداف التي يتشاركانها مع أصدقائهما في العالم: السلام، الأمن، الكرامة لشعبيهما. وأعربت عن شكرها بوجه خاص لجون كيري على تصميمه لجمع الطرفين مجددا.
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد نجح في انتزاع اتفاق مبدئي من الفلسطينيين والإسرائيليين على استئناف مفاوضات السلام المتوقفة منذ ثلاثة أعوام، مشيرا إلى أن مفاوضين فلسطينيين وإسرائيليين سيتوجهون إلى واشنطن خلال أسبوع لهذا الغرض.
وفي ألمانيا أشاد وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله بدوره بالتطورات الجديدة في الشرق الأوسط، التي أدت إلى تفاهم بشأن عقد جولة مفاوضات جديدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين واعتبرها خطوة كبيرة.
وكان كيري قد أعرب عن سروره بالإعلان، نيابة عن الرئيس الاميركي باراك أوباما، عن توصله لاتفاق يضع أساسا لاستئناف المفاوضات المباشرة بشأن قضايا الوضع النهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين. واعتبر أن أفضل سبيل لإعطاء هذه المفاوضات فرصة هو الحفاظ على سريتها، مشددا على أن ذلك يتطلب بعض الخيارات الصعبة جدا في الأيام المقبلة.
وأبدى مسؤولون إسرائيليون وفلسطينيون ترحيباً حذراً بإعلان كيري. وقالت الوزيرة الإسرائيلية المكلفة خوض المساعي الدبلوماسية، تسيبي ليفني، على صفحتها على «فيس بوك»: «أعلم أنه حالما تبدأ المفاوضات ستكون معقدة وليست سهلة». وأضافت «لكنني على اقتناع تام بأن هذا هو الأمر الصواب الذي ينبغي أن نقوم به من أجل مستقبلنا».
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول إسرائيلي، فضل عدم الإفصاح عن هويته، قوله إن المفاوضات قد تستغرق شهوراً، مشدداً على أنه «لضمان أن تكون العملية مجدية وشاملة تجعلنا نتجاوز ما حصل في سبتمبر»، في إشارة إلى انتزاع الفلسطينيين خلال الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة اعترافاً بفلسطين كدولة مراقب غير عضو. في المقابل، قال عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية، واصل أبويوسف، لوكالة رويترز، إن إعلان يوم الجمعة لا يعني العودة إلى المفاوضات بل يعني أن الجهود ستستمر لضمان تحقيق المطالب الفلسطينية، وعلى إسرائيل أن تعترف بحدود عام 1967.
وقد أعربت حركة حماس عن رفضها إعلان كيري، معتبرة أن عباس «لا يمثل إلا نفسه». وقال المتحدث باسم الحركة سامي أبوزهري، إن «حماس» ترفض إعلان كيري للعودة إلى المفاوضات معتبرة ذلك مؤشرا إلى تصفية القضية.
وقال القيادي في «حماس» والناطق الرسمي باسم الحركة صلاح البردويل «استئناف المفاوضات غير المشروط يعطي مؤشراً إلى المضي في تصفية القضية الفلسطينية، مقابل بعض الامتيازات الثانوية كالحديث عن الإفراج عن بعض الأسرى كمنّة من إسرائيل».
وأكد البردويل رفض «حماس» هذه المعطيات، قائلاً «منذ بداية الجولات المكوكية التي قام بها كيري كان لدينا شكوك في النيات التي يريدها من وراء الجولات». وقال «ها هي المعطيات على الأرض تسير بتوجيهات أميركية إسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية».
وقلل من أهمية إطلاق سراح أسرى فلسطينيين مقابل استئناف المفاوضات، قائلاً «أما أن يباع الوطن مقابل عدد من الأسرى هذا أمر يجب أن ينتبه له، ويرفض وهو غير مقبول». وكان وزير الشؤون الاستراتيجية والاستخبارات الإسرائيلي، يوفال ستاينيتز، قال أمس، إن إسرائيل وافقت على إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، وذلك في إطار التفاهمات على استئناف المفاوضات الإسرائيلية ـ الفلسطينية، التي أعلنها كيري. وقال الوزير الاسرائيلي «سيكون هناك افراج عن عدد محدود من المعتقلين» الفلسطينيين، دون ان يوضح هذا العدد. واوضح ان بعض هؤلاء الاسرى أمضوا مدداً تصل الى 30 عاما في السجون الاسرائيلية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news