زيباري: الأسد سيتجاوز انتفاضة «المتمردين»
قال وزير الخارجية العراقي، هوشيار زيباري، أمس، إن الرئيس السوري، بشار الأسد، سيتمكن من تجاوز انتفاضة «المتمردين» خلال المستقبل المنظور، واستبعد تخليه عن السلطة من دون تدخل أجنبي وحرب واسعة النطاق، مشككاً في احتمال انعقاد مؤتمر «جنيف».
وقال زيباري لصحيفة «الإندبندنت»، إن «الرئيس الأسد سيتمكن من تجاوز انتفاضة المتمردين في سورية خلال المستقبل المنظور، لأنه لايزال يمسك بجيش موحّد في دمشق والمدن السورية الكبرى»، معرباً عن تشاؤمه من مفاوضات السلام في إطار مؤتمر «جنيف 2»، التي اقترحتها الولايات المتحدة وروسيا.
وأضاف أن أفضل طريقة، في اعتقاده، للمضي قدماً في جهود حل الأزمة في سورية، هي «هدنة لوقف إطلاق النار تحت مراقبة الأمم المتحدة، قبل أي اتفاق على تشكيل حكومة انتقالية، ومن خلال انخراط قوي ومتابعة من قبل المنظمة الدولية، وربما نشر قوات دولية لحفظ السلام». واستخف زيباري بالتكهنات الأخيرة حول إمكانية وقوع انقلاب عسكري في دمشق لإزاحة الأسد، وقال إن «فكرة تحريك الجيش هي اختراع أخير، وتذكره بالمحاولات الفاشلة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) للإطاحة بنظام (الرئيس العراقي السابق) صدام حسين في تسعينات القرن الماضي، لأن هذا النوع من الأنظمة محصّن ضد الانقلاب».
وكان رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، اقترح إمكانية تشجيع قادة الجيش السوري وأجهزة الأمن السورية على التحرّك ضد نظام الرئيس الأسد.
وأكد زيباري أن الجمود على الأرض بشأن الأزمة في سورية «لن يتم كسره حتى ولو استولت الحكومة أو المتمردون على عدد من المدن، والتقى الكثير من الناس وجميع الأطراف المعنية في سورية في الاجتماعات الأخيرة بالشرق الأوسط وأوروبا، ولم تكن لديهم أي فكرة عن كيفية المساعدة»، وفي إطار مشهد وصفه بـ«المحزن والمحبط للغاية».
وقال إن «دولاً خليجية تزوّد المتمردين بالأسلحة، فيما يقوم الأميركيون والأوروبيون بعمليات سرية في سورية لدعم المعارضة»، لكن ذلك في اعتقاده «لن يغيّر موازين القوى على الأرض». وفيما شدد زيباري على أن هذا التغيير «يمكن أن يحدث فقط في حال تدخل الغرب بشكل واسع النطاق يصل إلى حرب شاملة ضد نظام الرئيس الأسد»، أشار إلى «عدم وجود الإرادة السياسية للقيام بذلك، وأن الرئيس الأسد وروسيا وإيران واعون تماماً لهذا الأمر». وأضاف أن الولايات المتحدة وروسيا حين اتفقتا على إقناع الحكومة السورية والمعارضة بالجلوس على طاولة المفاوضات في جنيف «قبلت واشنطن بأن الرئيس الأسد سيكون هناك أيضاً، وحين اتفق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري على عقد «جنيف 2»، فإن ذلك يعني أن الرئيس الأسد سيبقى في السلطة حتى عام 2014 أو حتى انتهاء ولايته الرئاسية الثانية.