بديع: ما فعله السيسي يـفوق هدم الكعبة
قال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، محمد بديع، أمس، إن ما فعله النائب الأول لرئيس الوزراء المصري وزير الدفاع، الفريق أول عبدالفتاح السيسي، في مصر يفوق هدم الكعبة، في إشارة إلى عزل الجيش المصري للرئيس محمد مرسي وإزاحة الإخوان المسلمين من السلطة، فيما طالبت حركة «تمرّد» المصرية، اليوم الخميس، بطرد السفيرة الأميركية في القاهرة، آن باترسون، واعتبارها شخصاً غير مرغوب فيه، ودعت الحركة إلى جانب أحزاب الدستور والتجمع والمصريين الأحرار والناصري بمحافظة المنوفية جميع المواطنين إلى النزول إلى الميادين المختلفة.
وعرض رئيس الوزراء في عهد مرسي، هشام قنديل، «مبادرة» لتسوية الأزمة.
وتفصيلاً، قال بديع في رسالته الأسبوعية رداً على دعوة السيسي الشعب المصري للنزول اليوم إلى الشارع لإعطاء الجيش تفويضاً لمواجهة «العنف والإرهاب»، «أقسم بالله غير حانث أن ما فعله السيسي، في مصر يفوق جرماً ما لو كان قد حمل معوَلاً وهدم به الكعبة المشرّفة حجراً حجراً».
ووصف بديع، الذي أصدرت النيابة العامة أمراً باعتقاله، السيسي بأنه قائد الانقلاب، ودعاه إلى «التوبة» عمّا فعله. ودعا المرشد، أعضاء الجماعة وأنصارها إلى تظاهرات سلمية لإعلان «وقفتكم مع الحرية والشرعية ورفض الانقلاب العسكري»، وأضاف أن «الجماهير المصرية الأبية انتزعت حريتها من النظام البائد وستحافظ على حريتها بالسلمية نفسها».
وفي شريط فيديو بث على الإنترنت اشار فيه قنديل الى أنه يتحدث، أمس، قال قنديل: «هذه مبادرة طرحتها على الأطراف المختلفة واطرحها أمام الرأي العام المصري حتى نستطيع ان ننقذ هذا الوطن»، معدداً نقاطاً تشمل الإفراج عن المعتقلين بعد 30 يونيو، وتجميد القضايا وزيارة وفد لمرسي للاطمئنان عليه، والتهدئة الإعلامية، واستفتاء على «ما حدث من انقسام».
من جانبه، حذر مجلس الدفاع الوطني المصري، المختص وفقاً للإعلان الدستوري المؤقت «بالنظر في الشؤون الخاصة بوسائل تأمين البلاد وسلامتها» من أن أجهزة الدولة ومؤسساتها «لن تسمح لأحد بترويع مواطنيها أو السلاح في وجه المجتمع أو إشاعة الإرهاب لفظاً أو فعلاً».
ودعا مسؤول الاتصال السياسي بحركة «تمرّد» محمد عبدالعزيز، خلال كلمته بمؤتمر القوى الوطنية للإعلان عن الحشد لمليونية «لا للإرهاب وتفويض الجيش لمواجهته» اليوم تلبية لدعوة الفريق أول عبدالفتاح السيسي، إلى طرد السفيرة الأميركية لدى مصر، وقال إنها «لم تعد شخصاً مرغوباً فيه على الأراضي المصرية».
وأضاف أن «السفيرة الأميركية تخطّت دورها الدبلوماسي، وأصبحت تلعب دوراً لمصلحة المخابرات الأميركية في دعم قوى الإرهاب على الأراضي المصرية». وتابع أنها تعمل أيضاً على «مساعدة جماعة معزولة في العودة للسلطة بأي ثمن»، في إشارة ضمنية إلى جماعة الإخوان، وعزل مرسي عن رئاسة البلاد.
وقتل 218 شخصاً بينهم 46 في سيناء وأصيب قرابة 3000 آخرون في اعمال العنف التي تشهدها مصر منذ 26 يونيو الماضي، في سياق الاطاحة بمرسي، بحسب حصيلة لوكالة «فرانس برس».
وسقط القتلى في اشتباكات لأنصار مرسي مع قوات الامن او بين مؤيدي ومعارضي الرئيس المعزول مرسي في 15 محافظة مصرية مختلفة. وسجلت اعلى حصيلة للقتلى في القاهرة بسقوط 78 قتيلاً منهم 53 قتلوا في احداث الحرس الجمهوري في الثامن من يوليو الجاري وبينهم ثلاثة من افراد الجيش.
وحرم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يترأسه الداعية القطري من اصل مصري يوسف القرضاوي استجابة المصريين لدعوة الفريق اول السيسي للتظاهر، اليوم، لتفويضه بالتصدي «للإرهاب». وأصدر الاتحاد من مقره في الدوحة بياناً أكد فيه «حرمة الاستجابة لأي نداء يؤدي إلى حرب اهلية، او لتغطية العنف ضد طرف ما، او لإثارة الفتنة».
يأتي ذلك في وقت أعلنت تسع قنوات فضائية مصرية خصوصاً، أمس، أنها لن تعرض المسلسلات الرمضانية، طوال اليوم، تزامناً مع تظاهرات «تفويض الجيش». وقالت القنوات في بيان، إنها لن تعرض المسلسلات الرمضانية اعتباراً من موعد صلاة الجمعة حتى فجر الغد «اتساقاً مع إرادة الشعب المصري وتلبية الدعوة للاحتشاد في كل الميادين ضد الإرهاب والعنف». وأوضحت أنها «ستخصص المساحة الزمنية لنقل صورة كاملة لصوت وإرادة الشعب المصري في القاهرة وجميع المحافظات في ذلك اليوم التاريخي». ووقعت على البيان قنوات «الحياة»، و«دريم»، و«النهار»، و«صدى البلد»، و«سي بي سي»، و«أون تي في»، و«المحور»، و«التحرير»، و«القاهرة، والناس».
وتخضع مدينة الأقصر لتدابير وإجراءات أمنية مشددة، فيما عززت قوات الجيش والشرطة من انتشارها في محيط مطار الأقصر الدولي بعد تمكنها من إحباط محاولة لمتظاهرين ينتمون لجماعة الإخوان والتحالف الوطني لدعم الشرعية لاقتحام بوابات المطار، وقيامهم بتحطيم أكشاك الحراسة مستقلين السيارات والدراجات البخارية.