«قلق» لدى «الجامعة» وواشنطن.. وأردوغان يتهم أوروبا والأمم المتحدة بالنفاق
القاهرة تؤكد التزامها بخارطة الطريق
أكدت الحكومة المصرية، أمس، التزاماها بتنفيذ خارطة الطريق التي توافقت عليها القوى السياسية وفقاً للتوقيتات الزمنية الواردة في الإعلان الدستوري، وفيما أعرب وزير الخارجية الأميركية جون كيري عن قلق واشنطن «العميق» بعد «اراقة الدماء والعنف» في مصر، اتهم رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بالنفاق في التعامل مع العنف في مصر، ووقعت اشتباكات في محفظات عدة بين أنصار الرئيس المعزول، محمد مرسي، ومعارضيه أسفرت عن قتيل وعدد من الجرحى، وقتلت قوات الجيش والأمن 10 مسلحين «ارهابيين» بخلاف عدد كبير من المصابين وألقت القبض على 20 آخرين في شمال سيناء، وتم نقلهم إلى القاهرة.
وتفصيلاً، صرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية بأنه جرى، أمس، اتصال هاتفي بين وزير الخارجية «نبيل فهمي» ووزير خارجية الصين، تم خلاله تناول التعاون الثنائي والتنسيق حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وذلك في ضوء العلاقات التاريخية المتميزة بين البلدين.
وأضاف المتحدث، في بيان صحافي أمس، أن الوزير فهمي شرح خلال الاتصال التطورات الجارية التي تشهدها مصر، والتزام الحكومة بتنفيذ خارطة الطريق، بما في ذلك إشراك كل التيارات والقوى السياسية في العملية السياسية الجارية وبما يؤدي إلى إقامة ديمقراطية حقيقية راسخة.
من جانبه، أكد وزير خارجية الصين اهتمام بلاده بتحقيق الاستقرار في مصر والوصول إلى توافق وطني بين جميع القوى السياسية وبما يسمح بوقف أعمال العنف. كما أعرب الوزير الصيني عن تطلعه لنجاح المرحلة الانتقالية، مؤكداً دعم بلاده الكامل للشعب المصري لتحقيق تطلعاته المشروعة.
وقال وزير الداخلية، اللواء محمد إبراهيم، في حفل تخرج دفعة جديدة من أكاديمية الشرطة «أؤكد لشعب مصر الوفي أن رجال الشرطة عازمون عزما أكيدا على تحقيق الأمن والاستقرار للبلاد وهم قادرون على ذلك بمؤازرة المخلصين من أبناء هذا الوطن». وأضاف محذراً «لن نسمح لأي مأجور أو حاقد أن يحاول تعكير صفو تلك الأجواء من التلاحم والإخاء وسنتصدى بكل قوة وحسم لأية محاولة للإخلال بالأمن».
ولم يبد أنصار الرئيس المعزول أي اشارة تدل على تليين في موقفهم. وقال المتحدث باسم الإخوان المسلمين، جهاد الحداد لـ«فرانس برس» إن «هناك مشاعر حزن وغضب ولكن كذلك تصميم كبير». وأضاف «نقبل بأي مبادرة طالما انها مؤسسة على اعادة الشرعية وإلغاء الانقلاب ولن نتفاوض مع الجيش»، مستبعداً بذلك اي حل وسط من شأنه أن يكرس عزل مرسي.
وأعربت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية عن بالغ القلق والأسف لسقوط عدد من الضحايا خلال المصادمات التي جرت أخيرا بالقاهرة ومدن أخرى بمصر، كما أعربت عن خالص تعازيها لأسر الضحايا. وأكدت، في بيان، أهمية قرار السلطات المصرية بدء تحقيق فوري في ملابسات الأحداث الأليمة التي وقعت عند المنصة بالقاهرة والقائد إبراهيم بالإسكندرية، آملة سرعة الكشف عما تسفر عنه نتائج هذا التحقيق للرأي العام، ومحاسبة المسؤولين عنه.
وفي بيان اعقب اتصالات اجراها بمسؤولين في مصر والاتحاد الأوروبي حول اعمال العنف، طالب جون كيري السلطات المصرية بإجراء «تحقيق مستقل وحيادي» في ما حدث خلال الساعات الـ 24 الماضية، مشدداً على ان السلطات المصرية «لديها واجب اخلاقي وقانوني باحترام الحق في التجمع السلمي وحرية التعبير». وأضاف أن «هذه لحظة محورية لمصر. قبل اكثر بقليل من عامين اندلعت ثورة وهي لم تنته بعد ولكن مصيرها سينطبع إلى الأبد بما يحصل حالياً».
وشدد الوزير الاميركي على ان «العنف يرجع إلى الوراء مسيرة المصالحة والديمقراطية في مصر، ولكنه ايضا يؤثر سلباً في استقرار المنطقة». وأوضح انه تحادث عبر الهاتف، أول من أمس، مع كل من نائب الرئيس المصري الموقت محمد البرادعي ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي، كاثرين آشتون.
وشدد الوزير الاميركي على «أهمية ان تكون هناك عملية سياسية للوصول في اقرب وقت ممكن إلى حكومة منتخبة تعكس التعددية والتسامح. ان حوارا سياسيا ذا معنى تدعو اليه الحكومة الانتقالية بنفسها يجب ان يجري مع ممثلين عن كل اطياف المجتمع المصري».
وأكد كيري انه «كي يكون بالإمكان حصول هذا الحوار فإن الولايات المتحدة تجدد نداءها إلى انهاء الاعتقالات السياسية واطلاق سراح مسؤولي الاحزاب السياسية وفقاً لأحكام القانون».
ونقلت وكالة أنباء اناضول التركية الرسمية عن أردوغان تساؤله «أين الآن هؤلاء الذين أثاروا ضجة عندما استخدمت الشرطة التركية بأسلوب مبرر وقانوني تماما )مدافع( المياه ورذاذ الفلفل عندما يكون هناك انقلاب ومذبحة في مصر؟». وتساءل أردوغان عن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي قائلاً :«أين هؤلاء إزاء الانقلاب العسكري والمذبحة الأخيرة في مصر؟». وقال إن بلاده لن تصمت إزاء العنف في مصر حتى لو صمت بقية العالم.
واختتم أردوغان تصريحاته قائلاً «في البداية ذبحت الديمقراطية في مصر والآن يتم ذبح الشعب المصري».
ونددت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، أمس، بمقتل 72 شخصاً في اشتباكات بالقاهرة، أول من أمس، متهمة السلطات المصرية «بالاستهانة الاجرامية بالحياة البشرية» ودعت السلطات إلى اصدار اوامرها بالتوقف عن اطلاق النار الا عند الضرورة القصوى. وقال نائب مدير شؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا في المنظمة، نديم حوري، إنه يعتقد أن القتل ربما كان متعمداً. وأضاف «من شبه المستحيل تخيل أن هذا العدد الكبير من القتلى سيقع من دون وجود نية للقتل أو على الأقل عدم اكتراث بأرواح الناس لدرجة إجرامية».
ميدانياً، قال مصدر أمني إن شاباً قتل بعد ان أصيب بطلق ناري في الظهر وأصيب 28 آخرون بجروح في احداث عنف اندلعت في بورسعيد بين مؤيدي ومعارضي مرسي. كما أسفرت الاشتباكات عن تحطيم سيارة شرطة وثلاثة محال تجارية تابعة لأنصار مرسي. وأوضح انه اثناء تشييع جنازة عمر هريدي، الذي سقط في احداث رابعة العدوية، قام المشيعون خلال فترة السحور بإطلاق الاعيرة النارية في الهواء، كما قاموا بتحطيم سيارة شرطة كانت تقف بجوار كنيسة بمدينة بورفؤاد المجاورة لبورسعيد.
وأضاف المصدر الامني، أن اشتباكات اندلعت بعد ذلك بين المشيعين ومجموعة من شباب «الألتراس» (مشجعي فريق المصري البورسعيدي لكرة القدم( واستخدمت فيها الاسلحة النارية والخرطوش والحجارة، ما اسفر عن مصرع محمد عطية من الألتراس. كما شهدت مدينة كفر الزيات «اشتباكات عنيفة بالأسلحة النارية» بين مؤيدي ومعارضي مرسي اثناء تشييع الاسلاميين جثمان محمود حسن عبدالحميد الذي سقط كذلك في اشتباكات مدينة نصر، ما أدى الى مقتل شخص واصابة عشرات آخرين.
وفي المنوفية، نشب «حريق هائل» في مقر الاخوان بمدينة السادات إثر خروج الاهالي في مسيرة، رداً على مسيرة لأنصار مرسي خرجت من مسجد النور مرددة هتافات مناهضة للجيش.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news