أنصار مرسي يتحدون الشرطة وينتقدون تصريحات كيري

«الداخلية» المصرية تمنع الدخول إلـى اعتصام «رابعة»

إحدى خيام المتظاهرين في ميدان رابعة العدوية . أ.ف.ب

قال التلفزيون الرسمي، إن وزارة الداخلية المصرية تستبعد فكرة اقتحام مكان اعتصام مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي أمام مسجد رابعة العدوية بشمال شرق القاهرة، وإن السلطات ستمنع الدخول إلى مكان الاعتصام، فيما تظاهر عشرات الآلاف من أنصار مرسي، أمس، بالقاهرة في عدد من المحافظات تحت شعار «مصر بلا انقلاب»، مطالبين بعودته إلى الحُكم، حيث أعلن «التحالف الوطني لدعم الشرعية» في مصر المؤيد لمرسي تنظيم 33 مسيرة، رداً على بيان مجلس الوزراء الذي فوض وزارة الداخلية بفض اعتصامي ميداني رابعة العدوية والنهضة، وانتقدت جماعة الاخوان المسلمين وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، بسبب تصريحاته التي قال فيها إن الجيش المصري كان «يستعيد الديمقراطية» عندما عزل مرسي الشهر الماضي.

وتفصيلاً، حذرت وزارة الداخلية المعتصمين، أمس، من الاستمرار في الاعتصام الذي بدأ قبل أكثر من شهر، لكن التلفزيون شدد على أن «الداخلية لن تبدأ بالهجوم على معتصمي رابعة». وقال التلفزيون «فكرة الاقتحام بالقوة فكرة مرفوضة من قبل وزارة الداخلية». وأضاف «سيتم عمل حصار في جميع الشوارع المؤدية إلى رابعة».

وانطلقت من أمام مساجد القاهرة عقب صلاة الجمعة، أمس، مسيرات تضم عشرات الآلاف من أنصار مرسي، ببداية تظاهرات حاشدة تشهدها البلاد تحت شعار «مصر بلا انقلاب»، للمطالبة بعودة مرسي إلى الحُكم، وبمحاكمة من سمّوهم «قادة الانقلاب على الشرعية والرئيس المنتخب».

وقد عزَّزت عناصر من الجيش والشرطة مدعومة بآليات مدرعة من وجودها بمحيط القصور الرئاسية وأمام مقار الحكومة والبرلمان، وعدد من الوزارات الحيوية ومبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون والبنك المركزي.

وكان أنصار مرسي بدأوا اعتصاماً مفتوحاً منذ 28 يونيو الماضي، تأكيداً على «شرعية مرسي كرئيس منتخب»، غير أن الاعتصام تخلى عن سلميته منذ عزل مرسي رسمياً مساء الثالث من يوليو الماضي وتحول إلى ارتكاب أعمال عنف بحق عناصر من الجيش والشرطة واشتباكات بين أنصار مرسي ومعارضيه أسفرت، حتى الآن، عن مقتل أكثر من 100 وإصابة مئات آخرين.

ويترقب المصريون عمليات متوقعة تقوم بها تشكيلات من وزارة الداخلية لفض اعتصام يقوم به أنصار المعزول منذ شهر كامل في ميداني «رابعة العدوية» و«نهضة مصر» بالقاهرة.

وكان «التحالف الوطني لدعم الشرعية» أعلن في بيان عن تنظيم 33 مسيرة تنطلق من مختلف المساجد عقب صلاة الجمعة، أمس، كما دعا «كل الأحرار حول العالم» للخروج إلى الشوارع دعماً لمسيرتهم.

ونقلت صحيفة «الأهرام» الحكومية نقلا عن مصادر في الشرطة، أمس، أن الشرطة تعد خطة لإنهاء الاعتصام، لكنها لم تقرها بعد بينما مازالت الحكومة تسعى إلى حل سلمي للأزمة.

وقد أكدت الحكومة المصرية انها ستتحرك ضد الاعتصامات التي تشكل «تهديداً للأمن القومي المصري»، مشيرة إلى أعداد المتظاهرين الهائلة التي نزلت إلى الشارع الجمعة قبل الماضية استجابة لدعوة الجيش ولمنحه «تفويضا» بالقضاء على «الارهاب».

واتهم وزير الصناعة والتجارة، منير فخري عبدالنور، انصار مرسي بأنهم مسلحون معرباً عن الامل في اجراء تدخل الشرطة «بأقل قدر ممكن من الخسائر البشرية». غير ان عدداً من العواصم والمدافعين عن حقوق الانسان دعوا السلطات إلى ضبط النفس واحترام الحق في التجمع.

وكتب المسؤول في «هيومن رايتس ووتش»، كينيث روث، عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أن «تظاهرة سلمية ليست تهديداً للأمن القومي».

وفي الوقت نفسه، تبذل جهود دبلوماسية كثيفة للتوصل إلى نزع فتيل الازمة المستمرة منذ نحو شهر.

وفي هذا الإطار، دعت واشنطن إلى «احترام الحق في التجمع السلمي»، فيما طالبت لندن «بوقف فوري لسفك الدماء» وذلك في اتصال هاتفي مع نائب رئيس السلطات المؤقتة محمد البرادعي.

من جانبه، قال المرشد العام لجماعة الاخوان، محمد بديع، ما حصل في 30 يونيو الماضي وعزل الرئيس السابق محمد مرسي تم بمؤامرة داخلية وخارجية، واتهم الاميركيين بها. واتهم قوات الجيش بأنها «ارتكبت مذابح بحق المعتصمين أثناء الصلاة».

وقال العضو القيادي بجماعة الاخوان والوزير في الحكومة السابقة، محمد علي بشر، رداً على تصريحات كيري «نرفض هذه التصريحات رفضاً قاطعاً وقد خاب املنا فيها». وقال بشر لـ«رويترز»: «الولايات المتحدة دولة تتحدث عن الديمقراطية وحقوق الانسان وتقول شيئا كهذا. اتعشم ان يراجعوا مواقفهم ويصححوها».

ويزور مبعوث الاتحاد الاوروبي للشرق الاوسط، برناردينو ليون، ووزير الخارجية الالماني، غيدو فسترفيله، القاهرة لدعوة الجانبين إلى البحث عن ارضية مشتركة.

وقال مسؤول في حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، عقب لقاء فسترفيله مع ممثلين عن الحزب ان «كل المبعوثين الأوروبيين يأتون حاملين الرسالة نفسها» ويحاولون «الضغط على المتظاهرين المناهضين للانقلاب من اجل ان يفضوا اعتصاماتهم».

من جهته، اكد فسترفيله بعد لقائه عدداً من المسؤولين الانتقاليين في مقدمتهم الرئيس المؤقت، عدلي منصور، ووزير الدفاع، الفريق أول عبدالفتاح السيسي، وممثلي مختلف القوى السياسية ومن بينها جماعة الاخوان المسلمين، ان الوضع «قابل للانفجار».

وقال «شددنا على ضرورة ايجاد حل سلمي والرسالة وصلت إلى المعنيين». وأضاف ان «الاسرة الدولية يجب ان تواصل جهودها الدبلوماسية مع اننا لا نعرف ما اذا كان ذلك سيكون ناجحاً».

وفي اطار الجهود الدبلوماسية الدولية، يوفد الرئيس الاميركي، باراك اوباما، سناتورين نافذين هما ليندسي غراهام وجون ماكين إلى القاهرة الاسبوع الجاري، لحث الجيش على تنظيم انتخابات عامة وتسريع العودة إلى السلطة المدنية.

وانتقدت الحكومة التركية تصريحات وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، عن عزل مرسي بواسطة القوات المسلحة المصرية، حيث عارض نائب رئيس الوزراء التركي، بكير بوزداج، على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أمس، تصريحات الوزير الأميركي، الذي ذكر أن الجيش المصري «استعاد الديمقراطية».

وكتب بوزداح على «تويتر» «هل استعاد الجيش الديمقراطية أيضا في دول الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة؟ الانقلابات لا تأتي بديمقراطية، إنها تهدم وتحطم طريق الديمقراطية، مثلما هي الحال في مصر».

تويتر