اتهم روسيا بمعاداة الأميركيين.. وموسكو تنفي وجود «حرب باردة»

أوباما يصف بوتين بـ «طفل غير مبالٍ»

أوباما وبوتين خلال لقاء جمعهما بأيرلندا الشمالية في يونيو الماضي. أ.ب

اتهم الرئيس الأميركي باراك أوباما، أول من أمس، روسيا في ظل رئاسة فلاديمير بوتين باعتماد خطاب معاد للأميركيين، ثم خفف أمام الصحافيين من حدة تصريحاته، مشدداً على طبيعة علاقاته مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين «البناءة غالباً»، مستبعداً أي مقاطعة للألعاب الأولمبية في سوتشي في 2014، لكنه قال ان بوتين احياناً يمكن ان يبدو «كطفل غير مبال يجلس في آخر الحجرة الدراسية»، فسارع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الى الرد عليه بأن «الحرب الباردة» باتت من الماضي.

وتفصيلاً، قال أوباما «أعرف ان الصحافة تحب التركيز على لغة الجسد ويبدو أن لديه هذا النوع من الجلسة وهو يبدو كطفل غير مبال يجلس في آخر الحجرة الدراسية. ولكن الحقيقة هي انه عندما نجري محادثات فكثيراً ما يكون ذلك مثمراً جداً».

ولم يرد رد فعل فوري من موسكو على وصف اوباما للرئيس الروسي. لكن الروس شددوا في مؤتمر صحافي في واشنطن بعد محادثات جرت، أول من أمس، بين وزيري الدفاع والخارجية الأمريكيين ونظيريهما الروسيين على مدى ايجابية الاجتماع.

وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، «ليس لدينا اي حرب باردة. لدينا بدلا من ذلك علاقات وثيقة. ادوارد سنودن لم يؤثر فيمباحثاتنا».

وقال اوباما إن الولايات المتحدة «ستأخذ وقفة وتعيد تقييم الى اين تذهب روسيا» وتقييم العلاقات لتأخذ في الاعتبار المجالات التي يمكن ان تتفق فيها واعترف بوجود خلافات وأضاف «بصراحة في مجموعة كاملة من القضايا التي نعتقد ان بإمكاننا تحقيق بعض التقدم لم يتحرك الروس. اعتقد انه كان يوجد دائماً بعض التوتر في العلاقات الأميركية الروسية بعد سقوط الاتحاد السوفييتي».

وأرادت موسكو وواشنطن اللتان بلغت العلاقات بينهما درجة عالية من التوتر منذ قضية ادوارد سنودن وإلغاء اجتماع قمة بين رئيسي البلدين، اصلاح ذات البين اثناء لقاء وجها لوجه بين وزيري الخارجية والدفاع جون كيري وتشاك هيغل ونظيريهما الروسيين سيرغي لافروف وسيرغي شويغو.

وشدد الوزراء الأربعة على مصالح البلدين المشتركة على الساحة الدولية بدلاً من التركيز على جملة موضوعات خلافية بينهما.

لكن اثناء مؤتمر صحافي عقده في البيت الابيض قال اوباما ان هناك «تصعيداً في الخطاب المعادي للأميركيين» في روسيا منذ عودة فلاديمير بوتين الى الكرملين في مايو 2012.

حتى انه رأى فيه عودة لـ«بعض الخطب النمطية التصادمية في الحرب الباردة بين الولايات المتحدة وروسيا»، في عبارة سبق واستخدمها الثلاثاء.

وفي الوقت نفسه أكد الرئيس الاميركي انه لا يوجد «علاقات سيئة» مع الرئيس الروسي. كما انه استبعد مقاطعة الألعاب الاولمبية الشتوية المقرر اجراؤها في سوتشي بروسيا في عام 2014 معتبراً ان مثل هذه الخطوة «غير ملائمة». ومثل هذه الخطوة تذكر بمقاطعة الاميركيين والروس للألعاب الاولمبية الصيفية في ثمانينات القرن الماضي.

في سياق آخر، وعد اوباما بتدشين «عهد جديد» في وكالات الاستخبارات الاميركية مع سلسلة اقتراحات جديدة لتعزيز الشفافية في عمل هذه الوكالات ومنع التجاوزات فيها، مؤكداً ان الولايات المتحدة لا تريد ان تتجسس على «المواطنين العاديين».

وفي مؤتمر صحافي في واشنطن اعلن اوباما ايضاً انه سيتم تعيين مسؤول عن الحياة الخاصة في وكالة الامن القومي، مشيراً الى ان ادارته سترفع السرية عن وثائق متعلقة بالاستخبارات. وأضاف الرئيس الاميركي انه سيعمل مع الكونغرس على اصلاح البنود الواردة في قانون مكافحة الارهاب المعروف باسم «باتريوت آكت» والمتعلقة بالسماح لوكالة الامن القومي بجمع بيانات هاتفية، وذلك بعد السجال الذي اثارته تسريبات ادوارد سنودن في هذه القضية.

وقال «سأعمل مع الكونغرس على تطبيق اصلاحات مناسبة» للبند الوارد في قانون «باتريوت آكت» المتعلق بالسماح لوكالة الامن القومي المكلفة عمليات الاعتراض الالكتروني بجمع بيانات هاتفية (مدة الاتصال والارقام التي تم الاتصال بها). وأضاف «يمكننا اتخاذ اجراءات تتيح مزيداً من الرقابة ومزيداً من الشفافية».

ورداً على سؤال عن سنودن الذي منحته موسكو أخيراً حق اللجوء لمدة عام والمطلوب في بلاده بتهمة كشف معلومات سرية للغاية، قال اوباما ان المستشار السابق في وكالة الامن القومي «ليس وطنياً».

وأكد ان برنامج جمع البيانات الهاتفية «هو اداة مهمة في جهودنا لكشف المؤامرات الارهابية»، وشدد على ان الحكومة لا تتنصت على مواطنيها.

لكنه اضاف انه «نظراً الى حجم هذا البرنامج افهم مخاوف اولئك الذين يخشون سوء استغلال» هذا البرنامج، مشدداً على ان الولايات المتحدة لا تريد التجسس على «المواطنين العاديين».

ومن بين الإجراءات التي اقترحها اوباما تعزيز الرقابة التي تمارسها محكمة مراقبة الاستخبارات الخارجية، وهي محكمة سرية مؤلفة من 11 قاضياً يعود اليها امر السماح لوكالة الامن القومي بالطلب من مشغلي الهاتف والانترنت الحصول على بيانات مشتركيها.

يأتي ذلك في وقت أعلنت الولايات المتحدة أن بعثاتها الدبلوماسية في الشرق الاوسط وافريقيا والمغلقة منذ ايام منعا لتعرضها لـ«اعتداءات ارهابية» محتملة، ستعيد جميعها فتح ابوابها، اليوم، باستثناء السفارة الاميركية في صنعاء.

تويتر