قتلى وهجوم على مقار أمنية وكنائس.. ومقتل 17 معظمهم من الشرطة والجيش بهـجمات في سيناء

الحكومة المصرية: نواجه «مخططاً إرهـابياً» من «الإخوان»

قوات الأمن المصرية خلال تصديها لهجمات أنصار مرسي على قسم شرطة الأزبكية في قلب القاهرة. رويترز

أعلنت الحكومة المصرية، أمس، أنها تواجه «مخططاً إرهابياً من تنظيم الاخوان على مصر»، وذلك في أول تعليق رسمي على المواجهات الدائرة بين أنصار جماعة الإخوان المسلمين وقوات الأمن المصرية منذ أيام عدة في كل أنحاء البلاد، وقالت الحكومة في بيان إنها «والقوات المسلحة المصرية والشرطة وشعب مصر العظيم يقفون جميعاً يداً واحدة في مواجهة المخطط الإرهابي الغاشم من تنظيم الاخوان على مصر»، وقال مسؤولون أمنيون إن نحو 50 شخصاً قتلوا، أمس، فيما وقع هجوم على مقار أمنية وكنائس مع اشتعال أحداث عنف تصاحب تظاهرات آلاف الاسلاميين من أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي في أنحاء مصر، فيما قالت جماعة الاخوان المسلمين إن 25 من أنصارها قتلوا في ميدان رمسيس بالقاهرة وحدها، فيما حبس ملايين المصريين أنفاسهم، أمس، خوفاً من موجة جديدة من العنف والدماء إثر الدعوات التي اعلنتها جماعة الاخوان «ليوم غضب»، بينما قال مسؤول ومصادر أمنية في مدينة العريش إن 17 شخصاً معظمهم من الشرطة والجيش قتلوا في هجمات لمسلحين يعتقد أنهم إسلاميون متشددون مؤيدون لمرسي على مدى الـ48 ساعة الماضية.
وتفصيلاً، اشتعلت مواجهات بين انصار مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين وقوات الامن المنتشرة منذ الصباح الباكر عبر البلاد. وقال رئيس هيئة الاسعاف المصرية، ان «أربعة اشخاص قتلوا في مدينة الاسماعيلية على قناة السويس، فيما قتل ثمانية آخرون في مدينة دمياط شمال البلاد».
لكن جماعة الإخوان المسلمين قالت ان «25 على الأقل من انصارها قتلوا وأصيب أكثر من 100 آخرين في هجوم للشرطة على مسيرة للإسلاميين في ميدان رمسيس» في القاهرة.
وقال شاهد العيان أمير مقار لـ«فرانس برس» عبر الهاتف من رمسيس إنه «شاهد عدداً من مناصري مرسي مصابين بإصابات مختلفة ويتلقون العلاج في مستشفى ميداني بالمسجد».
وتتصاعد أعمدة الدخان الاسود في سماء ميدان رمسيس، الذي تقع به محطة القطار الرئيسة بالبلاد، بعدما اشعل أنصار مرسي النيران في اطارات السيارات، وذلك بحسب الشاهد.
وهاجم مئات من أنصار مرسي، في وقت سابق أمس، كنيسة «الراعي الصالح» بمحافظة السويس (شرق القاهرة)، ورشقوها بزجاجات المولوتوف الحارقة، وقامت عناصر الأمن بإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص في الهواء لتفريقهم.
وفي سياق متصل، أحبط تشكيل من قوات الأمن المركزي محاولة مئات من أنصار مرسي اقتحام مبنى مديرية أمن محافظة الغربية (شمال غرب القاهرة)، فيما وقع عدد غير محدَّد من المصابين بين صفوف المقتحمين.
وانتشرت عناصر من الجيش والشرطة معزَّزة بآليات مدرعة حول مبنى المديرية وعلى امتداد شارع «البحر» الرئيس في مدينة طنطا (مركز المحافظة)، ومنطقتي «المعرض» و«الاستاد الرياضي»، حول «المسجد الأحمدي».
إلى ذلك، أوقف مجموعة من المواطنين يكوِّنون لجنة شعبية حول «دار القضاء العالي»، حيث مكتب النائب العام بوسط القاهرة، ثلاثة أشخاص بحوزتهم أسلحة نارية خفيفة كانوا يحملونها متوجهين ناحية ميدان رمسيس بوسط العاصمة المصرية، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين أهالي أحياء مجاورة للميدان وعناصر الشرطة من ناحية، وبين مئات من أنصار مرسي يحاولون اقتحام قسم شرطة «الأزبكية».
وواصل عدد كبير من أنصار الرئيس المعزول، محاولة اقتحام قسم شرطة «الأزبكية» وسط القاهرة، حيث تدور اشتباكات عنيفة مع الشرطة تستخدم فيها الأسلحة النارية، فيما يقوم مواطنون بمعاونة الشرطة بحماية القسم. وفي السياق ذاته، تقوم أعداد كبيرة من أهالي مناطق «أبوالعلا» و«التُرجمان»، و«الأزبكية»، و«السبتية» برشق أنصار مرسي بالحجارة ويشتبكون معهم بالهراوات.
وفي شرق البلاد، قالت مصادر طبية ان «شخصاً قتل في اشتباكات بين أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي والشرطة أثناء محاولة اقتحام مركز شرطة العرب ببورسعيد»، الواقعة على قناة السويس.
وقال شاهد العيان إسلام البلاسي، إن «أنصار الرئيس المعزول مرسي هاجموا قسم شرطة العرب بالأسلحة الآلية بعد تشييع احد ضحايا فض اعتصام رابعة»، وأضاف الشاهد ان «الجيش ناشد المواطنين بعدم النزول للشارع».
وأوضحت مصادر امنية ان «شخصاً على الاقل قتل وأصيب سبعة آخرون في اشتباكات بين انصار مرسي وقوات الامن بالعريش أثناء محاولتهم اقتحام مقار أمنية بالمدينة المضطربة».
وقال شاهد العيان هيثم راضي، إن «القتيل سقط امام مبنى المطافئ في العريش».
وانطلقت مسيرة ضمت بضعة آلاف عقب اداء الصلاة في مسجد الفتح في ميدان رمسيس الرئيس في قلب القاهرة.
كما خرجت مسيرات مماثلة في مدينتي الغردقة على البحر الاحمر والاسماعيلية شمال شرق البلاد على قناة السويس، وفي مدينة طنطا في محافظة الغربية في الدلتا وفي مدينة العريش شمال شبه جزيرة سيناء.
وفي وقت مبكر، أمس، قتل شرطي وأصيب ثلاثة آخرون بينهم ضابط في هجوم شنه مسلحون على حاجز أمني في القاهرة الجديدة، بحسب ما اعلن التلفزيون الرسمي. وقال شاهد عيان إن «مسلحين في مسيرة فتحوا النيران على الحاجز الواقع أمام فندق جي دبليو ماريوت في القاهرة الجديدة قبل ان يفروا هاربين».
واستبقت السلطات تظاهرات الإسلاميين بإجراءات امنية مشددة أضفت مزيداً من التوتر والقلق على شوارع العاصمة التي بدت خاوية.
وكان المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين جهاد الحداد أعلن على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أول من أمس، ان «التظاهرات ضد الانقلاب  ستنطلق من جميع المساجد في القاهرة وتتجه إلى ساحة رمسيس بعد الصلاة في جمعة الغضب».
واتخذت قوات الأمن المصرية، خصوصاً الجيش، اجراءات احترازية في القاهرة تشمل زيادة عديد قواتها في مناطق من المحتمل ان تشهد تظاهرات للإسلاميين، بينها الشوارع المؤدية إلى ميدان التحرير في قلب القاهرة ومدينة الانتاج الإعلامي (مقر القنوات الفضائية الخاصة) في غرب العاصمة.
ويخيم التوتر على شوارع القاهرة التي خلت من ازدحاماتها، حيث عمدت القوات الأمنية إلى إغلاق بعض منها، فيما انتشر عناصر من جهاز المباحث بلباس مدني عند أطراف مناطق رئيسة.
وفي إجراء احترازي، ألغت عدد كبير من الكنائس المصرية الخدمات والاجتماعات اليومية تحسباً لأي احداث عنف قد تطاولها، وذلك بعد يومين شهدا مهاجمة عدد كبير من الكنائس عبر البلاد، خصوصاً في الصعيد.

تويتر