أنقرة والقاهرة تتبادلان استدعاء السفراء

نفت تركيا، أمس، تدخلها في الشؤون الداخلية لمصر بعد أن تبادل البلدان سحب سفرائهما، وقررت القاهرة إلغاء التدريب العسكري البحري المشترك، في مؤشر إلى مزيد من التدهور في العلاقات بين البلدين، ورأى محللون ان نفوذ تركيا في الشرق الأوسط يتراجع مع الضربة التي تلقتها جماعة الإخوان المسلمين في مصر، ما قوض آمال أنقرة في قيادة قوة سياسية اسلامية في المنطقة.
وتفصيلاً، أعلنت كل من القاهرة وأنقرة، أول من أمس، سحب سفيرها بعد أن دان رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، ما وصفه بـ«المجزرة» التي ارتكبتها قوات الامن المصرية بحق المتظاهرين الاسلاميين الأربعاء الماضي. من جهته، قال وزير الخارجية المصري نبيل فهمي في بيان، إنه «تقرر استدعاء السفير المصري في انقرة للتشاور».
وقالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان أصدرته أمس، إنه تقرَّر إلغاء التدريب العسكري البحري المشترك مع تركيا المعروف باسم «بحر الصداقة»، الذي كان من المقرر انعقاده خلال الفترة من 21 إلى 28 أكتوبر 2013 في تركيا. وأوضحت الوزارة أن هذا الإجراء يأتي احتجاجاً على التصريحات والممارسات التركية غير المقبولة، التي تمثل تدخلاً صريحاً في الشأن المصري وتقف ضد إرادة الشعب المصري. ورفض الرئيس التركي عبدالله غول الانتقادات بأن بلاده تتدخل في شؤون مصر الداخلية، وقال انه يجب اعتبار تصريحات أنقرة «تحذيرات ودية». وقال متحدث باسم وزارة الخارجية التركية «استدعي سفيرنا لبحث آخر التطورات التي تجري في مصر»، مضيفاً ان السفير حسين عوني بوتسالي سيعود إلى القاهرة. واستثمرت تركيا سياسياً ومالياً في مصر على أمل تعزيز نفوذ انقرة واثبات ان تركيا ليست الدولة الوحيدة التي يمكن أن يتعايش فيها الاسلام والديمقراطية.
لكن عزل مرسي والقمع الدموي لاعتصام مناصريه وجها ضربة قوية لأحلام تركيا في لعب دور قيادي في منطقة الشرق الأوسط بعد «الربيع العربي» كما قال محللون. وقال الاستاذ في جامعة بيلغي في إسطنبول، التر توران، ان «تركيا كانت تأمل في أن يصب التحول في الشرق الاوسط في مصلحتها، لأنها يمكن ان تكسب نفوذاً إذا وصلت حكومات شبيهة بحكومة الاخوان المسلمين إلى السلطة في مصر وتونس وسورية».
وأضاف «هذه الخطة لم تنجح في سورية وقد انهارت في مصر». وأوضح «تركيا أصبحت مرغمة على العزلة في الشرق الاوسط وخسرت سيطرتها على الوضع في المنطقة». وقال ان «الغضب الذي عبر عنه قادة تركيا ليس فقط بسبب صور العنف او فشل الديمقراطية في مصر وانما بسبب انهيار أحلام الحكومة بأن تصبح لاعبا اقليميا».  وقال حسين بقجي في جامعة الشرق الاوسط التقنية في أنقرة، إن «تركيا ردت معنوياً على الازمة لكن سياسياً هي معزولة». وقال ان «تركيا خسرت فرصها في لعب دور قيادي في المنطقة».

تويتر