المعارضة تتهم النظام بارتكاب «مجزرة».. والنظام ينفي.. ومطالبات بتحقيق دولي عاجل

1300 قتيل في قصف بأسلحة كيماوية على ريف دمشق

صورة بثتها شبكة شام تظهر عشرات الأطفال الذين قتلوا في قصف نفذته القوات النظامية بأسلحة كيماوية على ريف دمشق. . أ.ف.ب

أعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية مقتل أكثر من 1300 شخص، في هجوم شنته القوات النظامية بالأسلحة الكيماوية على مناطق في ريف دمشق، متهماً المجتمع الدولي بالمشاركة مع النظام في قتل الشعب السوري بسبب صمته وعجزه، وسط دعوات عربية ودولية لجنة التحقيق الدولية حول الاسلحة الكيماوية الموجودة في سورية منذ أربعة ايام، إلى التوجه إلى مكان المجزرة للتحقيق. فيما نفت دمشق عبر إعلامها الرسمي استخدام سلاح كيماوي في ريف دمشق، مؤكدة أن التقارير حول قصف بالغازات السامة على مناطق في الغوطة، محاولة لإعاقة عمل لجنة التحقيق.

وأعلن القيادي في الائتلاف جورج صبرة، في مؤتمر صحافي، في إسطنبول مقتل اكثر من 1300 شخص في مناطق عدة من ريف دمشق في «هجوم كيماوي» نفذته قوات النظام.

وقال صبرة الذي أعيد انتخابه، أمس، لولاية جديدة على رأس المجلس الوطني السوري، أحد أبرز مكونات الائتلاف «من يقتلنا ويقتل اطفالنا ليس النظام وحده، التردد الأميركي يقتلنا، صمت أصدقائنا يقتلنا، خذلان المجتمع الدولي يقتلنا، لامبالاة العرب والمسلمين تقتلنا، نفاق العالم الذي كنا نسميه حرا يقتلنا ويقتلنا ويقتلنا».

وأضاف «إذا أدار العالم ظهره لنا بهذا الشكل فلماذا نبقي وجهنا له؟ نحن أيضا يمكن ان ندير ظهورنا لعالم يتشدق بالحرية والديمقراطية ولا يفعل شيئا لهما، عالم يدعي التمسك بحقوق الانسان ويتخلى عن حمايتها والدفاع عنها، عالم يدعي اهتمامه بصنع الحياة ويكتفي بالتفرج على صناع الموت».

واعتبر أن «النظام السوري يسخر من الامم المتحدة والقوى العظمى والدول الكبرى، عندما يضرب اطراف دمشق بالسلاح الكيماوي اثناء حضور لجنة التحقيق الدولية، وهي على بعد خطوات من الضحايا والمناطق المنكوبة، فأين هو المجتمع الدولي وأين هيبته وكرامته وأي عالم نعيش فيه ليس فيه رادع للمجرمين والقتلة؟».

وجدد باسم الائتلاف المطالبة بـ«جهود دولية سياسية، ودعم عسكري مباشر لوقف أعمال القتل، كما طالب بـ«بمنطقة حظر جوي تكون ملجأ للفارين من جحيم الموت وبتدخل فوري، لحماية أرواح الناس» في ريف دمشق، منذرا أنه «بلغ السيل الزبى».

وطالب «بسلاح فوري للجيش الحر كما ونوعا، ليتمكن من الدفاع عن المدنيين».


الفيديو نقلا عن قناة "زومينارا" - يوتيوب


وأعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، أنه يشعر «بقلق شديد إثر التقارير التي تشير إلى سقوط مئات القتلى وبينهم أطفال، في عمليات قصف وهجوم بالأسلحة الكيماوية، استهدف مناطق للمعارضين بالقرب من دمشق»، مضيفا ان حكومته «ستثير هذا الحادث أمام مجلس الامن الدولي».

ودعا الحكومة السورية إلى «السماح فورا لفريق الامم المتحدة، الذي يحقق حاليا في ادعاءات سابقة، باستخدام أسلحة كيماوية، بالتوجه إلى منطقة» الهجوم.

وكان رئيس الائتلاف السوري المعارض، أحمد الجربا، طالب باجتماع فوري لمجلس الامن الدولي بعد «المجزرة المروعة».

كما طالب الجربا، والمرصد السوري لحقوق الانسان، والامين العام للجامعة العربية نبيل العربي، والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، ووزير الخارجية السويدي كارل بيلد فريق المفتشين الدوليين بالتوجه فورا إلى الغوطة الشرقية، والتحقيق في ملابسات ما حصل.

وأبدى العربي «استغرابه وقوع هذه الجريمة النكراء، أثناء وجود فريق المفتشين الدوليين التابع للامم المتحدة في دمشق».

من جهته، دعا متحدث باسم وزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين اشتون، أمس، إلى إجراء تحقيق «فوري ومعمق» في الشبهات حول استخدام النظام السوري أسلحة كيماوية في إحدى ضواحي دمشق.

وقال المتحدث في بيان «اطلعنا بقلق كبير على المعلومات المتعلقة بالاستخدام المحتمل لأسلحة كيماوية من قبل النظام السوري، يجب ان يجرى تحقيق فوري ومعمق حول هذه الاتهامات».

ونفت دمشق ـ عبر إعلامها الرسمي ـ استخدام سلاح كيماوي في ريف دمشق، أمس، مؤكدة أن التقارير حول قصف بالغازات السامة على مناطق في الغوطة، محاولة لإعاقة عمل لجنة التحقيق الدولية حول السلاح الكيماوي الموجودة في سورية منذ أيام.

ونقلت وكالة الانباء الرسمية (سانا)، عن مصدر اعلامي انه «لا صحة اطلاقا للأنباء حول استخدام سلاح كيماوي في الغوطة، وما تبثه القنوات الشريكة في سفك الدم السوري ودعم الارهاب عار عن الصحة، وهو محاولة لحرف لجنة التحقيق الخاصة بالسلاح الكيماوي عن إنجاز مهامها».

وقال مصدر أمني سوري ردا على سؤال لـ«فرانس برس»، إن ما نشر «كلام إعلامي كاذب، لا صحة له»، مضيفا «كل يوم، هناك معارك، والامر ليس جديدا، هناك عمليات في كل المناطق، ومطاردة المجموعات المسلحة مستمرة».

وكان ناشطون اتهموا، منذ صباح أمس، قوات النظام بقصف مناطق عدة في ريف دمشق بالغازات السامة والسلاح الكيماوي. وتحدث ناشطون عن «مئات القتلى» من دون أن يكون في الامكان التأكد من الحصيلة.

وأكدت الهيئة العامة للثورة السورية ان «مجزرة مروعة» وقعت في الغوطة الشرقية «جراء القصف بالغازات السامة».

وقالت في بيان «قوات النظام قصفت مناطق واسعة من الغوطة الشرقية بالأسلحة الكيماوية»، وقصفت معضمية الشام في الغوطة الغربية بصواريخ كيماوية أيضا.

وأضافت «توجهت مئات الحالات إلى المستشفيات الميدانية المختلفة في بلدات الغوطة الشرقية، وحتى الكادر الطبي المسعف تأثر بالغازات السامة، نتيجة عدم وجود أقنعة واقية واستشهد الكثير من المصابين، نتيجة عدم وجود العلاجات المناسبة والكم الهائل للمصابين».

وتحدثت لجان التنسيق المحلية عن «استخدام وحشي للغازات السامة من قبل النظام المجرم» على بلدات في الغوطة الشرقية فجر أمس.

وقالت إن «النظام وجه بإجرام لا يوصف أسلحته الكيماوية ضد العائلات في تلك المناطق، ليختنق الأطفال في أسرتهم، ولتغص المستشفيات الميدانية بمئات الاصابات، في ظل نقص حاد في اللوازم الطبية الكافية لإسعافهم خصوصا مادة الاتروبين».

وبث ناشطون أشرطة فيديو عدة على موقع «يوتيوب» الالكتروني، يظهر في أحدها اطفال يتم إسعافهم عبر وضع أقنعة اكسجين على وجوههم وهم يتنفسون بصعوبة، بينما اطفال آخرون في شريط آخر يبدون مغمى عليهم، من دون آثار دماء على أجسادهم، ويعمل مسعفون أو أطباء على رش الماء عليهم، بعد نزع ملابسهم وتمسيد وجوههم وصدورهم.

وتبدو في أحد الاشرطة عشرات الجثث بعضها لأطفال مغطاة جزئيا بأغطية بيضاء ممددة على أرض غرفة. في حين يصرخ المصور «إبادة مدينة معضمية الشام بالسلاح الكيماوي». ووسط حالة واضحة من الهلع، يسأل المصور أحدهم «أهلي؟ أبي وأمي؟ أين هم؟».

من جهته، قال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، إن قوات النظام بدأت بعد منتصف الليلة قبل الماضية «تصعيدا عسكريا واسعا في منطقتي الغوطة الشرقية والغوطة الغربية في ريف دمشق، تستخدم فيه الطيران وراجمات الصواريخ، ما أوقع حتى الآن عشرات القتلى والجرحى».

وقال عبدالرحمن إنه لا يملك معلومات مؤكدة حول استخدام الاسلحة الكيماوية، إلا أنه ذكر أن «هناك قوة نارية ضخمة، تستخدم في القصف»، وأن هناك محاولات من قوات النظام لاقتحام معضمية الشام، الواقعة جنوب غرب العاصمة، حيث أفاد باشتباكات بين قوات النظام والمجموعات المقاتلة المعارضة. وطال القصف بلدات ومدنا عدة، جنوب شرق وجنوب غرب العاصمة.

في المقابل، ذكر المرصد في بريد الكتروني أن «الطيران الحربي نفذ سبع غارات جوية على مناطق في مدينة معضمية الشام، ترافقت مع قصف عنيف على معضمية الشام ومدينة عربين، وسط اشتباكات على أطراف مدينتي معضمية الشام وداريا».

كما أشار إلى قصف على مناطق في داريا ومدينتي زملكا وسقبا، وبلدات جسرين والمليحة وبيت جن بقذائف الهاون وراجمات الصواريخ، وإلى غارات على مدينة كفربطنا وعين ترما.

تويتر