موسكو تدعو النظام والمعارضة إلى التعاون في التحقيق حول «الكيماوي»

مليون طفل فروا بسبب النزاع في سـورية

غوتيريس: شبان سورية يخسرون منازلهم وأفراداً من عائلاتهم ومستقبلهم ويحتاجون إلى ما يدعو إلى الأمل. إي.بي.إيه

أعلنت الأمم المتحدة أن عدد الأطفال بين اللاجئين بسبب النزاع في سورية وصل، أمس، إلى مليون طفل فيما نزح مليونان آخران داخل بلادهم، في وقت دعت روسيا النظام السوري الى التعاون مع خبراء الأمم المتحدة  للتحقيق في هجوم بأسلحة كيماوية في ريف دمشق، وطلبت من المعارضة تأمين ممر «آمن» لخبراء المنظمة الدولية الى الموقع، وفيما أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أن المعلومات الواردة بشأن الهجوم تشير الى «حدث مهم»، صعد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اللهجة حيال النظام السوري محذراً من انه في حال ثبت شن هجوم بالأسلحة الكيماوية فإن ذلك سوف يشكل «جريمة بحق الانسانية» تترتب عليها «عواقب خطيرة».
وأكد مدير وكالة الامم المتحدة للطفولة (يونيسف) أنطوني لايك في بيان صدر في جنيف، أن عدد الأطفال بين اللاجئين بسبب النزاع في سورية وصل، أمس، إلى مليون طفل.
وقال إن «رقم المليون اللاجئ من الأطفال ليس رقماً كسائر الأرقام، انه طفل حقيقي، انتزع من بيته، وحتى ربما من عائلته، ويواجه الأهوال». ويشكل الاطفال ما لا يقل عن نصف العدد الاجمالي للاجئين السوريين، كما تفيد احصاءات الامم المتحدة، ولجأ معظمهم الى لبنان والاردن وتركيا والعراق ومصر، لكن اعداد الذين يهربون الى شمال افريقيا وأوروبا تتزايد.
وأفادت احدث احصاءات الامم المتحدة عن 740 ألف لاجئ سوري تقل اعمارهم عن 11 عاماً.
من جهته، قال المفوض الأعلى للأمم المتحدة للاجئين أنطونيو غوتيريس إن «المسألة المطروحة ليست أقل من تأمين البقاء والرفاهية لجيل من الأبرياء». وأضاف أن «شبان سورية يخسرون منازلهم وأفرادا من عائلاتهم ومستقبلهم. وحتى بعد ان يجتازوا الحدود الى الأمان، يبقون في حالة صدمة وإحباط ويحتاجون الى سبب يدعو الى الأمل.
وقتل اكثر من 100 الف شخص بحسب ارقام الامم المتحدة منذ اندلاع الازمة في سورية قبل اكثر من سنتين، بينهم 7000 طفل.
وأوضحت الامم المتحدة ايضاً ان 3500 طفل لجأوا الى الاردن ولبنان والعراق، من دون ان يرافقهم احد من افراد عائلاتهم.
وتمكنت المفوضية العليا للاجئين من ان تسجل كل طفل لاجئ باسمه، وهي تساعد الامهات اللواتي انجبن في المنفى للحصول على شهادات ولادة لأطفالهن، حتى لا يصبحوا من دون جنسية.
من ناحية أخرى، دعت روسيا النظام السوري الى التعاون مع خبراء الامم المتحدة بشأن المعلومات التي وردت حول هجوم بأسلحة كيماوية في ريف دمشق، وطلبت من المعارضة تأمين ممر «آمن» لخبراء المنظمة الدولية الى الموقع.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان، أمس، إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد لنظيره الأميركي جون كيري في اتصال هاتفي فور كشف معلومات تحدثت عن هذا الهجوم ان «روسيا دعت الحكومة السورية الى التعاون مع خبراء الامم المتحدة في الاسلحة الكيماوية». وأضافت أنه «بات الآن على المعارضة ضمان ممر آمن للبعثة الى مكان الحادث» الذي وقع في قطاع يسيطر عليه مسلحو المعارضة.
وأكدت أن لافروف وكيري عبرا خلال اتصال هاتفي عن «اهتمام مشترك بتحقيق موضوعي لبعثة خبراء الامم المتحدة الموجودة حاليا في البلاد، في امكانية وقوع هجوم بسلاح كيماوي في ريف دمشق».
واعتبرت روسيا أن الدعوات في أوروبا للضغط على الامم المتحدة من اجل استخدام القوة ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد بعد معلومات عن استخدام أسلحة كيماوية «غير مقبولة».
وقالت وزارة الخارجية «في اجواء موجة جديدة من دعاية اعلامية معادية لسورية، نعتقد ان دعوات بعض العواصم الأوروبية الى الضغط على مجلس الامن  الدولي واتخاذ قرار باللجوء الى القوة من الآن أمور غير مقبولة».
من جهته، قال بان كي مون ان «اي استخدام للأسلحة الكيماوية في اي مكان ومن جانب اي طرف كان وأيا كانت الظروف، سيعتبر انتهاكا للقانون الدولي. ان مثل هذه الجريمة بحق الانسانية تترتب عنها عواقب خطيرة بالنسبة لمن يرتكبها».
ووصف المعلومات التي وردت بشأن هجوم بالأسلحة الكيماوية اتهمت المعارضة النظام بشنه في ريف دمشق بأنها «مقلقة جداً ومثيرة للصدمة». وأضاف «أنه تحد خطير للأسرة الدولية بمجملها وللإنسانية التي تجمعنا، خصوصاً ان ذلك حصل في وقت كانت بعثة خبراء الامم المتحدة في البلاد». وعلى غرار العديد من القادة والمنظمات غير الحكومية والهيئات الدولية، طالب بان كي مون مرة جديدة بتمكين فريق مفتشي الامم المتحدة الموجودين حالياً في سورية من التوجه الى المناطق التي افيد بتعرضها للهجوم من اجل التحقق مما اذا كان النظام استخدم فعلاً هذا السلاح كما تتهمه المعارضة. وقال «لا يسعني أن أجد مبرراً واحداً يجعل اي طرف كان سواء الحكومة او قوى المعارضة لرفض فرصة البحث عن الحقيقة في هذه المسألة».
وأضاف «ليس لدينا وقت نهدره». وطلب الأمين العام من ممثلته العليا لشؤون نزع الأسلحة انجيلا كاين التوجه على الفور الى دمشق.
وفي لندن، صرح وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان الحكومة البريطانية تعتقد ان نظام الرئيس السوري بشار الأسد يقف وراء هجوم بأسلحة كيماوية بالقرب من دمشق هذا الأسبوع. وأضاف «لكننا نود أن تتمكن الأمم المتحدة من التحقق من ذلك».
أما الرئيس الأميركي، فرأى ان المعلومات الواردة بشأن هجوم شنته قوات النظام السوري بواسطة اسلحة كيماوية في ريف دمشق تشير الى «حدث مهم».
وقال أوباما في مقابلة  مع  شبكة «سي إن إن»، أمس، «إن ما شهدناه يشير بوضوح الى ان هذا حدث مهم يثير قلقاً شديداً، وإننا على تواصل مع الاسرة الدولية برمتها» بهذا الصدد. وتابع «نقوم الآن بجمع معلومات عن هذا الحدث المحدد، لكنني استطيع ان اقول انه خلافاً لبعص الادلة التي نحاول جمعها وقادت محققي الامم المتحدة الى سورية، رأينا مؤشرات واضحة على انه حدث مهم يثير قلقا كبيرا».
وفي استوكهولم قال وزير الخارجية السويدي كارل بيلت انه شبه متأكد من أن سورية استخدمت اسلحة كيماوية في قصف على مدنيين قرب دمشق.
وأكد بيلت على مدونته «لدى محاولتي تقييم كل المعلومات المتوافرة، اجد انه من الصعب التوصل الى خلاصة اخرى غير ان مادة كيماوية قاتلة استخدمت في الهجوم الذي شنته قوات النظام السوري ليل الثلاثاء الاربعاء».
بدوره، قال مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية الأخضر الإبراهيمي، ان النزاع في سورية يشكل حاليا اكبر تهديد للسلام في العالم، ودعا مختلف الاطراف الى الجلوس على طاولة المفاوضات.
وشنت القوات السورية الاربعاء هجوماً على الغوطة الشرقية ومعضمية الشام في محيط العاصمة السورية شرقا وغربا ويسيطر عليهما مقاتلو المعارضة التي تحدثت عن مقتل 1300 شخص واتهمت النظام السوري بشن الهجوم مستخدماً غازات سامة.
من جهته، اكتفى مصدر أمني سوري ردا على سؤال  «فرانس برس» عن برنامج مفتشي الامم المتحدة انهم «يعملون وفق خطة متفق عليها مسبقا بإجراءات محددة». وقال إنه «على الصعيد الدولي، هناك قناعة اكثر فأكثر بأنه اذا حدث هجوم بالسلاح الكيماوي فإن من ارتكبه الارهابيون»، مشيراً الى ان هذه الادعاءات حول اسلحة كيماوية قد لا تكون اكثر من «ملهاة كبيرة».

تويتر