مصر: «الإخوان» تترنح على وقع فشــل «جمعة الشهداء»
فشلت بدرجة كبيرة التظاهرات التي دعت إليها جماعة الإخوان المسلمين في «جمعة الشهداء» في أن تتبلور احتجاجاً على الحملة الأمنية التي تشنها السلطات على أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، حيث شارك بضعة آلاف في مسيرات في القاهرة ومناطق أخرى في إطار ما اطلق عليه اسم «جمعة الشهداء»، وتترنح جماعة الإخوان جراء أسبوع من إراقة الدماء واعتقال الكثير من قياداتها، فيما تصفه السلطات بمعركة ضد الإرهاب، وشهدت التظاهرات وقوع اشتباكات متقطعة بمنطقة القاهرة القديمة بين أهالي المنطقة وبين عشرات من أنصار مرسي وجهوا شتائم للشرطة وللجيش.
وتفصيلاً، بعيد انتهاء صلاة الجمعة، بدأت مجموعات من مؤيدي مرسي مسيرات من مساجد عدة في القاهرة، يشارك في ثلاثة منها على الأقل بضعة آلاف من مناصري جماعة الإخوان.
وشهدت منطقة المعادي في جنوب القاهرة مسيرة كبيرة انطلقت من مسجد الريان، يردد خلالها المشاركون هتافات معارضة للسلطة المؤقتة، بينها «انقلاب انقلاب»، بينما يتلو شيخ ادعية من مكبر للصوت. وحمل مشاركون في المسيرة أعلام مصر وصور مرسي وأوراقاً صفراء صغيرة عليها صورة يد تشير إلى الرقم أربعة، في اشارة إلى اعتصام رابعة العدوية المؤيد لمرسي في القاهرة الذي فضته قوات الأمن بالقوة يوم 14 أغسطس.
وقال خالد عبدالحميد الذي ذكر أن 11 من اصدقائه قتلوا خلال تفريق الاعتصام في رابعة «سنتظاهر حتى ننهي الإنقلاب ونعيد الشرعية».
وفي المهندسين، سار المئات وهم يهتفون ضد وزارة الداخلية، بينما احتشد العشرات قرب مسجد الاستقامة في الجيزة، بينهم العديد من النساء، في ظل غياب لقوات الأمن التي عمدت صباح أمس إلى إغلاق بعض الطرق المؤدية إلى بعض مساجد العاصمة. وردد المحتشدون قرب مسجد الاستقامة هتافات معادية للسلطة.
وفي مدينة طنطا شمال القاهرة، وقعت مواجهات بالحجارة والزجاجات الفارغة بين قوات الأمن وأنصار جماعة الاخوان المسلمين الذي نظموا مسيرة احتجاجية، من دون تأكيد وقوع إصابات.
وكان «التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب» أعلن، أول من أمس، عن تنظيمه 28 مسيرة «حاشدة» بعد صلاة الجمعة في مختلف المساجد الرئيسة في القاهرة الكبرى تحت اسم «جمعة الشهداء».
وخلت لائحة مسيرات أنصار مرسي من مسجدي الفتح قرب ميدان رمسيس، ورابعة العدوية، حيث اعتصم مؤيدو الاسلاميين لأسابيع قبل ان تفض قوات الامن اعتصامهم بالقوة، وذلك بعد قرار حكومي بعدم أداء الصلاة فيهما بسبب أعمال الترميم.
واستبق الجيش المصري هذه التظاهرات عبر تكثيف وجوده في محيط المنشآت الحيوية في القاهرة تحسباً لاندلاع اعمال عنف.
وقالت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية، ان الجيش عزز من انتشاره في محيط قصر الاتحادية الرئاسي ووزارة الدفاع وميدان رابعة العدوية، وانه أغلق محيط ميدان التحرير أمام حركة المرور.
وبدت الإجراءات الأمنية التي تتخذها قوات الجيش والشرطة محدودة نسبياً حتى بالقرب من مسجد الفتح في قلب العاصمة. وأغلقت البوابات الحديدية للمسجد وبوابته الأمامية الضخمة بالسلاسل.
وقال حارس ان الصلاة ألغيت. وتمركزت حاملتا جند مدرعتان في الشارع، حيث عجت سوق صاخبة بالمتسوقين.
وبحلول وقت الظهر ألغيت الصلاة في بعض المساجد ولم تتبلور أي تظاهرات كبرى في القاهرة. وحمل بعض المتظاهرين صور مرسي ورددوا «لا للانقلاب».
وعلى مدار الاسبوع الماضي، الذي أطلق عليه الاسلاميون اسم «أسبوع رحيل الانقلاب»، فشل أنصار مرسي في حشد أعداد كبيرة من مؤيديهم في التظاهرات التي دعا لمشاركات حاشدة فيها، في ظل حملة التوقيفات اليومية التي تطال عددا كبيرا من قيادات الاخوان المسلمين وعلى رأسهم المرشد العام للجماعة محمد بديع.
وقال أعضاء في جماعة الاخوان لـ«فرانس برس» ان هناك صعوبة في التواصل في ما بينهم بسبب عمليات إلقاء القبض على قادة الجماعة والملاحقات الامنية لمئات آخرين.
وأكدت مصادر أمنية لـ«فرانس برس» أن «عدد المقبوض عليهم من جماعة الاخوان المسلمين يتجاوز 2000 معتقل عبر البلاد»، مضيفة «ليس هناك قائمة كاملة بالمقبوض عليهم حتى اللحظة».
ودارت اشتباكات متقطعة، بعد صلاة الجمعة، بمحيط مسجد عمرو بن العاص في القاهرة القديمة بين أهالي المنطقة وبين عشرات من المنتمين لتيارات متشدِّدة تناصر مرسي على خلفية انطلاق أولئك الأنصار في مسيرة من المسجد مردِّدين هتافات مضادة للجيش والشرطة.