محمد بن زايد يؤكّد ارتياح الإمارات لعــودة الأمن والاستقرار إلى مصر
بحث الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مع الرئيس المصري المؤقت، المستشار عدلي منصور، ورئيس الوزراء، حازم الببلاوي، والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والإنتاج الحربي القائد العام للقوات المسلحة المصرية، الفريق أول عبدالفتاح السيسي، العلاقات الأخوية والتعاون المشترك بين الإمارات ومصر، وذلك عقب وصول سموه إلى القاهرة في زيارة أخوية التقى خلالها كبار المسؤولين المصريين، وسط احتفاء وترحيب شعبي واسع، حيث أكد سموه ارتياح الإمارات لعودة الأمن والاستقرار إلى مصر، فيما أكدت الخارجية المصرية تقديرها وتثمينها لموقف الإمارات رئيساً وحكومة وشعباً لوقوفها إلى جانب إرادة الشعب المصري خلال هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها مصر، فيما أكدت الرئاسة المصرية استمرار مصر في التزامها بأمن الخليج باعتباره أحد الروافد الاساسية لمنطقة الأمن الاستراتيجي والقومي المصري، وشدد على اهتمام مصر بتطوير العلاقات بين البلدين مستقبلاً في شتى المجالات.
وتفصيلاً، احتشد الآلاف من المواطنين المصريين في مطار القاهرة الدولي رافعين أعلام دولة الإمارات ومصر، وصور المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وصور صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، مرحبين بسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ومعربين عن تقديرهم وامتنانهم لوقوف دولة الإمارات إلى جانب مصر.
واستقبل الرئيس المصري في قصر الاتحادية، أمس، سمو ولي عهد أبوظبي والوفد المرافق له، الذي يزور القاهرة حالياً. ونقل سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في بداية اللقاء تحيات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إلى الرئيس المصري وتمنيات سموهما لمصر قيادة وشعباً كل تقدم وازدهار، وان تنعم بدوام الاستقرار.
وبحث الجانبان مختلف أوجه التعاون بين دولة الإمارات ومصر وسبل دعمها وتعزيزها في جميع المجالات، بما يخدم مصالح البلدين وتطلعات الشعبين الشقيقين، وأكدا على أهمية توسيع نطاق التعاون بينهما من خلال تعزيز الشراكات الثنائية القائمة بين البلدين، خصوصاً في ما يتعلق بالجوانب الاقتصادية والاستثمارية والتنموية، وكذلك التنسيق المتبادل في القضايا التي تهم الطرفين.
كما جرى خلال اللقاء، الذي حضره سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، بحث التطورات والمستجدات في المنطقة والجهود العربية والدولية المبذولة لاحتواء تداعياتها وسبل تعزيز فرص السلام والاستقرار إقليميا ودوليا، وتبادل الجانبان الآراء ووجهات النظر حول عدد من القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
وأكد سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ارتياح الإمارات المتحدة لعودة الأمن والاستقرار إلى مصر، بفضل الجهود التي تبذلها القيادة المصرية في هذه المرحلة المهمة وبمشاركة مختلف القوى الوطنية الفاعلة لتنفيذ خارطة المستقبل التي تؤسس لعهد جديد تواصل فيه مصر طريق البناء والتنمية والتقدم، وتمارس دورها المهم إقليميا ودوليا.
وجدد سمو ولي عهد أبوظبي دعم الإمارات للشعب المصري وخياراته في تحديد تطلعاته ومتطلباته الوطنية، مؤكداً ان وقوف الإمارات بجانب أشقائها نابع من انتمائها العربي ومن سياساتها الوطنية والقومية والإنسانية القائمة على السلام والأمن والتسامح والمحبة، والدعوة إلى التعاون، ونبذ الفرقة والعنف، وصولاً إلى توطيد الاستقرار وتحقيق النماء والازدهار لجميع الشعوب.
وأكد سموه أن توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، واضحة في هذا الصدد وتتمثل في توفير الدعم لمصر وشعبها، ومساندتها في الحفاظ على استقرارها وأمنها وسلامتها، وتسخير كل الإمكانات للنهوض باقتصادها ايمانا منه بأن مصر القوية والمستقرة هي قوة ودعامة لنهضة العالم العربي والأمة الإسلامية.
وقال سموه: ستظل الإمارات دوماً قيادة وشعباً سنداً قوياً لمصر وشعبها الشقيق، سيراً على نهج الإمارات الثابت الذي أرساه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي أسس للعلاقة التاريخية والراسخة مع مصر وشعبها الشقيق، والتي تستند إلى المحبة والمودة ومبادئ الأخوة والاحترام المتبادل، هذا النهج الذي يتواصل في عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، الذي يحرص دائماً على تعميق التضامن والتكافل والتعاون العربي لخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية.
وقال سمو ولي عهد أبوظبي، إن مصر قدمت الكثير للقضايا العربية والإسلامية وهي لم تتوان يوما في تقديم كل أشكال الدعم والمساعدة من اجل الدفاع عن قضايانا العربية، ولذلك فليس من المستغرب ما نراه من تحرك عربي فاعل لدعم مصر والوقوف بجانبها في أزمتها ومحنتها.
وتمنى سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لمصر كل خير وعزة ورفعة، وأن تنعم على الدوام بالأمن والاستقرار وأن يحقق الشعب المصري الكريم تطلعاته وآماله في التقدم والعيش الكريم.
من جانبه، حمّل الرئيس المؤقت، المستشار عدلي منصور، تحياته إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشعب الإماراتي الشقيق، مشيداً بوقوف الإمارات إلى جانب مصر ودعمها لخيارات شعبها، مثمناً المبادرات والمساهمات المتعددة والمستمرة التي قدمتها دولة الإمارات للوقوف مع مصر والتي هي محل تقدير مصر قيادة وشعبا، منوها بأنها تجسد متانة العلاقة الأخوية المتميزة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين.
كما التقى الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس الوزراء المصري الدكتور حازم الببلاوي، ضمن زيارة سموه الأخوية إلى القاهرة. وتناول اللقاء الذي حضره سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، العلاقات الثنائية القائمة بين الإمارات ومصر وسبل تعزيزها وتطويرها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.
وجرى خلال اللقاء بحث آفاق التعاون بين البلدين، خصوصاً في ما يتعلق بالجوانب الاقتصادية والاستثمارية والتنموية، وتطلع قيادتي البلدين إلى تدعيم وتنمية التعاون الاقتصادي المشترك بينهما بما يحقق المصالح المتبادلة.
وتعرف سمو ولي عهد أبوظبي من رئيس مجلس الوزراء المصري على المسار السياسي الذي تتحرك في إطاره الحكومة المصرية لتنفيذ عناصر خارطة المستقبل، بمشاركة كل القوى الفاعلة في المجتمع المصري، وبما يؤدي إلى بناء مستقبل مشرق لمصر تعود به إلى دورها ومكانتها على الصعيد الإقليمي والدولي.
وقال سموه إن الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، تولي عناية خاصة في توطيد علاقاتها الأخوية مع مصر والارتقاء بها إلى الأفضل، بما يحقق مصالح البلدين الصديقين.
وأكد سموه ان الإمارات وبتوجيهات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ماضية في تقديم كل أشكال الدعم لمصر التي من شأنها خدمة خطط وأهداف التنمية والدفع بعملية التحول والنمو الاقتصادي والمعيشي إلى الأمام، وبما يمكن الأشقاء في مصر من تجاوز هذه المرحلة ومواجهة التحديات المقبلة لمواصلة مسيرتها في البناء والتنمية، مؤكداً أن «وقوفنا مع الأشقاء في مصر هو واجب أخوي ويستهدف مصلحة وخير الشعب المصري». وأعرب سموه عن ثقته بقدرة أبناء الشعب المصري على تجاوز الظروف الاستثنائية التي تمر بها الشقيقة، مصر وتكاتف أبناء الشعب المصري والعمل سوياً في دفع العملية السياسية والمرحلة الانتقالية وإنجاحها حتى تتحقق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في ربوع مصر.
واستعرض الجانبان وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك وآخر التطورات والمستجدات في المنطقة والعالم.
من جانبه، ثمن رئيس مجلس الوزراء المصري المبادرات الخيرة التي تقدمها الإمارات لمصر التي عرفت بأنها عنوان للخير والتلاحم والدعم الصادق في أوقات الأزمات والمحن، مشيراً إلى ان الشعب المصري يكن كل التقدير والاحترام لدولة الإمارات وشعبها، ويحفظ في وجدانه المواقف النبيلة والداعمة لتطلعاته وآماله. وقال ان موقف دولة الإمارات الجاري يأتي امتداداً للمواقف التاريخية المشهودة لدولة الإمارات في عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات.
وأضاف رئيس مجلس الوزراء المصري أن زيارة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ستعطي دفعة قوية لتنفيذ المبادرات والمشروعات المشتركة بين البلدين.
كما التقى سموه الفريق أول عبدالفتاح السيسي في مقر وزارة الدفاع بالقاهرة. وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الأخوية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين، وسبل تعزيزها وتطويرها بما يخدم التعاون الأخوي القائم بينهما ويحقق المصلحة المشتركة.
واطلع سموه من السيسي على المستجدات والأوضاع الحالية في مصر وجهود الحكومة المصرية بالتعاون مع بقية مؤسسات الدولة في بسط الأمن والاستقرار في كل أرجاء الجمهورية. وأشاد سموه بالدور الوطني الكبير للجيش المصري في مرحلة صعبة ومعقدة استطاع من خلالها أن يعبر بالبلاد إلى بر الأمان، وأن يحفظ مؤسسات وأركان الدولة المصرية ويصون مكتسباتها من المخربين وعبث العابثين والأعداء المتربصين، مؤكداً ان الشعب المصري مدرك لحجم التحديات التي تحيط به، لذلك كانت وقفته أكبر رد لمن يحاول العبث بالأمن والاستقرار والتنمية والتعايش في مصر.
وأعرب سموه عن ثقته بتحمل أبناء ارض الكنانة مصر الشقيقة مسؤولياتهم الوطنية والتاريخية في المرحلة المقبلة من أجل ان تستعيد مصر عافيتها وتواصل مسيرة البناء والنماء، وبما يعزز قوة مصر ومنعتها في مواجهة التحديات وتجاوز العقبات بروح وطنية جديدة، داعياً سموه الله عز وجل ان يحفظ مصر وشعبها الشقيق من كل سوء ومكروه، وأن يديم عليهم نعمة الاستقرار والأمن والأمان، ويمكنها من استعادة دورها ومكانتها في المحيطين الإقليمي والدولي.
وأكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، السفير ايهاب بدوي، ان مصر شعباً وحكومة تثمن الدعم الكامل الذي تقدمه الإمارات إلى مصر ووقوفها إلى جانب مصر دولة وشعباً في هذه المرحلة حتى تحقق خارطة مستقبلها.
وقال بدوي في مؤتمر صحافي عقده في مقر الرئاسة بعد استقبال المستشار عدلي منصور للفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والوفد المرافق له، ان منصور اعرب خلال اللقاء عن امتنان مصر وتقديرها لدعم ووقوف الإمارات إلى جانب الشعب المصري وتطلعاته وطموحاته، مؤكداً ان مصر شعبا وحكومة تثمن هذا الدعم النابع من إيمان الإمارات بمواقفها وشعورها العربي، مشيراً بهذا الخصوص إلى مقولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «إن النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي».
كما أكد استمرار مصر في التزامها بأمن الخليج باعتباره أحد الروافد الأساسية لمنطقة الامن الاستراتيجي والقومي المصري، وشدد على اهتمام مصر بتطوير العلاقات بين البلدين مستقبلاً في شتى المجالات. وأكد المتحدث باسم الخارجية المصرية السفير بدر عبدالعاطي، أن التواصل بين دولة الإمارات ومصر مستمر، والزيارة الأخيرة لسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية منذ أسابيع عدة لمصر ولقائه وزير الخارجية المصري نبيل فهمي كان مهماً وتم التطرق فيه إلى التركيز على العلاقات الثنائية وتعميقها في كل المجالات، خصوصاً التجارية.
وثمنت مستشارة الرئيس المصري لشؤون المرأة، سكينة فؤاد، الموقف الخليجي المساند لثورة 30 يونيو، وبشكل خاص الموقف الإماراتي السعودي، مؤكدة أنه كان للإمارات والسعودية دور بارز في دعم الثورة المصرية، ومنع أي مخطط لاستهداف مصر، كما أشادت فعاليات سياسية واقتصادية وشعبية بزيارة سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.