إبراهيم يعتبر استهدافه بداية لموجة إرهاب تشابه الثمانينات والتسعينات
نجاة وزير الداخلية المصري من محـاولة اغتيال
نجا وزير الداخلية المصري، اللواء محمد إبراهيم، من محاولة لاغتياله في تفجير بالقاهرة، وصفها الوزير بأنها «محاولة خسيسة»، وبداية لموجة إرهاب مثل الثمانينات والتسعينات. وأعلن مساعد أول وزير الداخلية مدير أمن القاهرة، اللواء أسامة الصغير، أن حادث محاولة الاغتيال أسفر عن مقتل شرطي وإصابة 73 شخصاً بينهم 10 من الشرطة المكلفة بحراسة الوزير. وأكد مسؤول أمني أن الشرطة قتلت اثنين من المهاجمين، لكن جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي وكذلك الجماعة الإسلامية المتحالفة معها أدانتا الهجوم على الوزير.
وتفصيلاً، قال بيان نشر بالصفحة الرسمية لوزارة الداخلية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: «انفجرت عبوة ناسفة حال مرور ركاب السيد وزير الداخلية بشارع مصطفى النحاس بمدينة نصر». وأضاف البيان «أسفر ذلك عن وقوع عدد من الإصابات بطاقم الحراسة وبعض المواطنين الذين تصادف وجودهم بمكان الحادث».
وقال مصدر في النيابة العامة لوكالة «رويترز»: «ورد إلينا إخطار بأن 10 مواطنين و11 من أفراد الشرطة أصيبوا في الحادث». وأضاف «الفحص المبدئي يشير إلى أن الانفجار ناتج عن عبوة ناسفة وضعت على طريق مرور موكب الوزير».
وقال إبراهيم للتلفزيون المصري بعد الحادث، إن الانفجار نتج عن «عبوة ناسفة كبيرة الحجم متفجرة عن بعد»، وأضاف «استهدفوا وقت مرور السيارة عندي لأن الموجة الانفجارية كلها تأتي في السيارة، ودمروا أربع سيارات من بين سيارات الحراسة، طفل صغير بترت ساقه وضابط حالته خطرة، وأمين شرطة تم بتر قدمه، وهناك إصابات كثيرة بين الحرس».
وسئل إبراهيم عما إذا كان الانفجار بداية موجة من «الإرهاب»، فقال «اليوم ليست النهاية لكنها البداية، لن ينتصروا وسنحاربهم».
وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، إن الوزير قال لها إن محاولة اغتياله «لن تثنيه عن مواصلة حربه الشرسة ضد قوى الإرهاب التي تحاول العبث بأمن واستقرار مصر». وأضافت الوكالة أن الوزير قال لها في تصريحات أدلى بها بعد وصوله إلى مقر عمله إنه توقع «مثل تلك العمليات في أعقاب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة».
ونقلت أيضاً قوله «حرب وزارة الداخلية على الإرهاب لم ولن تتوقف حتى لو أنا استشهدت سيأتي وزير داخلية آخر ويكمل الحرب على إرهاب الشر حتى نؤمن البلد».
وكان إبراهيم قال في مقابلة تلفزيونية هذ الأسبوع إنه تلقى معلومات عن استهدافه من قبل من سماهم «عناصر خارجية». وأضاف أن القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبدالفتاح السيسي «زودني بسيارة (مدرعة) مثل سيارته».
وتباينت تقارير وسائل الإعلام المحلية بشأن الحادث. وقالت مصادر أمنية إن ثلاث عبوات ناسفة زرعت في دراجة نارية كانت تقف في جانب الطريق انفجرت حال مرور موكب الوزير. وقال التلفزيون المصري إن قنبلة ألقيت من سطح مبنى.
وكان مصدر أمني قد ذكر في وقت سابق، أمس، أن وزير الداخلية نجا من هجوم استهدف الموكب بعبوة ناسفة ألقيت من فوق إحدى البنايات بشارع مصطفى النحاس أثناء مروره، وان أجهزة البحث الجنائي تقوم بمسح المبنى بحثاً عن الجناة، في حين تحدث مصدر آخر عن سيارة مفخخة.
وقال اللواء أسامة الصغير مدير امن القاهرة لموقع «بوابة الأهرام» على الانترنت، إن قائد سيارة استخدمت في محاولة الاغتيال قتل خلال الهجوم. وقال إن سيارة الوزير المصفحة تعرضت لإطلاق نار كثيف خلال الهجوم. وأضاف «قائد السيارة المفخخة لقي مصرعه في الحال وعثر رجال البحث الجنائي على أشلاء لجثة جار فحصها من خلال الطب الشرعي وتحليلها في محاولة للتوصل إلى الجاني».
وبسرعة طوقت قوات الأمن مكان الهجوم الذي تناثرت فيه الدماء والأشلاء. وحطم الانفجار سيارات ونوافذ في مبان مجاورة. وقال رجل شرطة رفض الإدلاء باسمه لمراسلة من «رويترز» في مكان الهجوم «هناك أشخاص ماتوا».
من جانبه، قال مصدر طبي إن طفلاً عمره 11 عاماً بترت أربعة أصابع من قدمه اليسرى، ونقيب شرطة يدعى أحمد إحسان فقد سمعه وبه إصابات مختلفة بالوجه جراء الحادث.
وقال ساكن يدعى محمد رأفت «كنت أقف بجوار كشك وجاء رجال شرطة طلبوا مني الابتعاد لمرور موكب الوزير، تحركت مسافة قصيرة ثم سمعت دوي انفجار كبير». وأضاف «نظرت ورائي ورأيت أشلاء جثث وقيل لي إن سيارة متوقفة انفجرت قرب الموكب».
وتتهم الحكومة المؤقتة التي يدعمها الجيش جماعة الإخوان المسلمين بالتحريض على العنف وارتكابه. وتنفي الجماعة الاتهام وتشدد على أنها تحتج سلمياً للمطالبة بعودة مرسي لمنصبه.
إلى ذلك، كلَّف النائب العام المصري، المستشار هشام بركات، مساعده لشؤون المكتب الفني بتشكيل فريق رفيع من النيابة العامة للتحقيق في واقعة حدوث انفجار بالقرب من منزل وزير الداخلية. وقال بيان أصدرته النيابة العامة، أمس، إن النائب العام أمر كذلك بقيام فريق النيابة باستجواب جميع قاطني البنايات السكنية قرب منزل الوزير الذين شاهدوا الواقعة أثناء حدوثها.
كما كلَّف النائب العام، فريقاً من خبراء المعمل الجنائي بالانتقال إلى مكان وقوع الحادث لمعاينته وتحديد مرتكبي الواقعة، كما تم مخاطبة وزارة الداخلية لانتداب فريق من خبراء المفرقعات بالوزارة لتحديد نوعية القنبلة المستخدمة ومن قام بتصنيعها، وبسرعة الحصول على كاميرات المراقبة التابعة للوزارة والموضوعة في أجزاء متفرقة في عدد من الشوارع، والتي من المحتمل أن تكون رصدت تلك الجماعات الإرهابية التي قامت بالواقعة.
وحثَّت النيابة العامة كل من لديه معلومات أو مقاطع مصوَّرة عن الحادث على تقديمها فوراً إلى سلطات التحقيق القضائية. وقال النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والإنتاج الحربي القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول عبدالفتاح السيسي، في بيان إن «القوات المسلحة قادة وضباطاً وصفاً تُدين المحاولة الآثمة التي قامت بها بعض العناصر الإرهابية لاغتيال وزير الداخلية». وشدَّد السيسي على مساندة القوات المسلحة للشرطة في مواجهة الجريمة والقبض على الخارجين على القانون، وبسط الاستقرار الأمني في ربوع البلاد، مؤكداً أن «مثل هذه المحاولات الغادرة لن تؤثر على الروح المعنوية لرجالنا الأبطال، بل تزيدهم إصراراً على إصرارهم».
كما أدان رئيس مجلس الوزراء، حازم الببلاوي، محاولة اغتيال وزير الداخلية، مؤكداً أن «الإرهاب هو العدو الأول للحقوق والحريات العامة في مصر». وقال إن جهوداً تُبذل لضبط مرتكبي الحادث الإجرامي. في المقابل، أدان الحادث ما يسمى بـ«التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب»، القوى المطالبة بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي إلى الحكم، وشدد في بيان على أنه «ضد أي أعمال عنف حتى إن كانت ضد من ارتكب جرائم بحق الشعب، لأننا نستهدف أن نعلي من شأن دولة القانون». وحسب البيان «يتوقع التحالف الوطني أن مثل هذه الأحداث من الممكن أن تستخدم لمد حالة الطوارئ والتوسع في استخدام البطش والقمع والاعتقال التي تنتهجها سلطة الانقلاب ويرفضها التحالف الوطني».
وأدان الأمين العام لجامعة الدول العربية، الدكتور نبيل العربي، في بيان بشدة العمل «الإجرامي» الذي استهدف موكب وزير الداخلية المصري، وحذر من أن مثل هذه الأعمال الإجرامية «تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في مصر وتسعى إلى تعطيل تطبيق خارطة الطريق التي يتطلع إليها الشعب المصري لتحقيق آماله وطموحاته».
وقال مصدر أمني، إن رجل شرطة قتل، أمس، في شمال سيناء برصاص من يعتقد أنهم من المتشددين الإسلاميين. كما قالت مصادر أمنية إن ضابطاً قتل في هجوم الليلة قبل الماضية قرب مدينة الإسماعيلية إحدى مدن قناة السويس. وتبنَّت جماعة جهادية تُطلق على نفسها اسم «كتائب الفرقان» عملية استهداف سفينة تجارية خلال مرورها بالمجرى الملاحي لقناة السويس السبت الماضي. وبثَّت الجماعة، عبر موقع «يوتيوب»، أمس، تسجيلاً مصوراً يُظهر قيام مسلحين بإطلاق قذيفتين صاروخيتين من نوع «آر بي جي» تجاه سفينة الحاويات الصينية «كوسكا آسيا» خلال مرورها بالمجرى الملاحي لقناة السويس قبالة مدينة بورسعيد، ما أدى إلى نشوب حريق محدود تمت السيطرة عليه.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news