«التعاون الخليجي» يطالب بـ «تدخل فوري» في سورية
طالب مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أمس، المجتمع الدولي بـ«تدخل فوري» في سورية، بهدف «إنقاذ» الشعب السوري من «بطش» النظام، في حين دعا وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في ختام اجتماعهم، بحضور وزير الخارجية الأميركي جون كيري، إلى «رد واضح وقوي» على الهجمات الكيماوية في سورية، بعد تأكدهم من مسؤولية نظام الرئيس بشار الأسد عنها، فيما طالب الرئيس الأميركي باراك أوباما أعضاء الكونغرس بدعم توجيه ضربة للنظام السوري.
وقال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف الزياني إن «الأوضاع الإنسانية المأسوية التي يعيشها الشعب السوري الشقيق في الداخل والخارج، وما يتعرض له من إبادة جماعية وانتهاكات خطرة لحقوق الإنسان تحتم على المجتمع الدولي التدخل الفوري لإنقاذ الشعب السوري الشقيق من بطش النظام، ووضع نهاية لمعاناته ومأساته المؤلمة».
وأضاف أن «النظام السوري يتحمل كامل المسؤولية عما يجري في سورية، لرفضه كل المبادرات العربية وغير العربية لتسوية هذه الأزمة، واستمراره في ممارسة كل أساليب القتل والتدمير، بما فيها استخدام الأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً التي راح ضحيتها مئات من المدنيين الأبرياء». وأكد أن «دول مجلس التعاون تؤيد الإجراءات الدولية التي تتخذ لردع النظام السوري عن ارتكاب هذه الممارسات اللاإنسانية».
في سياق متصل، دعا وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي إلى «رد واضح وقوي» على الهجمات الكيماوية في سورية.
وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، في ختام اجتماع وزراء خارجية الاتحاد في فيلنيوس «نريد رداً واضحاً وقوياً» على الهجمات الكيماوية التي وقعت في 21 أغسطس في سورية. وأوضحت آشتون عند تلاوتها البيان الختامي أن الوزراء اتفقوا على وجود «قرائن قوية» تشير إلى النظام السوري مسؤول عن الهجمات بالأسلحة الكيماوية قرب دمشق التي اوقعت مئات القتلى.
وأضافت أن «(الحكومة) هي الجهة الوحيدة التي تمتلك مواد الاسلحة الكيماوية والوسائل اللازمة لتوصيلها بكميات كافية». وذكرت أن الوزراء اتفقوا على أن العالم لا يسعه أن يقف «مكتوف الايدي»، وتابعت أن الرد ينبغي ان يكون جليا وقويا، لمنع اي استخدام للأسلحة الكيماوية في سورية في المستقبل. وفي مستهل الاجتماع أعلن وزراء أوروبيون ان من المهم انتظار تقرير مفتشي الامم المتحدة حول الاسلحة الكيماوية قبل اتخاذ قرار. وأثار وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي مفاجأة عند إعلانه أن ألمانيا توقع بدورها على النداء الذي يدعو إلى «رد دولي قوي»، الذي أطلقته، أول من أمس،11 دولة، بينها الولايات المتحدة في ختام قمة مجموعة العشرين في سان بطرسبورغ. وكانت ألمانيا الدولة الوحيدة العضو في الاتحاد الاوروبي الحاضرة في قمة مجموعة العشرين، التي لم توافق على النداء، أول من أمس. وهو قرار فسرته بالحاجة إلى احترام العملية الاوروبية.
وأشاد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بقرار ألمانيا، قائلا إن «واقع أن أوروبا متحدة هو أمر جيد». وعبر عن ارتياحه لنتائج الاجتماع، فيما بدت فرنسا معزولة في الايام الماضية في أوروبا، باعتبارها الوحيدة المؤيدة لضربات ضد سورية. وفي واشنطن دعا الرئيس الاميركي أعضاء الكونغرس إلى «عدم التغاضي» عن استخدام أسلحة كيماوية في سورية، ودعم ضربة عسكرية ضد دمشق، معتبراً أن عدم التحرك ليس خياراً امام الولايات المتحدة.
وقال أوباما في كلمته الاذاعية الاسبوعية، أمس «لا يمكننا التغاضي عن الصور التي رأيناها عن سورية». وأضاف «لذلك ادعو اعضاء الكونغرس والحزبين إلى الاتحاد والتحرك من أجل النهوض بالعالم الذي نريد العيش فيه، العالم الذي نريد تركه لأولادنا وللأجيال المستقبلية». ويسعى أوباما للحصول على موافقة الكونغرس لشن ضربات ضد سورية.
ويبدأ الكونغرس غداً، مع انتهاء عطلته الصيفية، بحث الضربات ضد سورية، رداً على الهجوم الكيماوي الذي نسب أوباما مسؤوليته إلى نظام الأسد.
وحذر الرئيس الاميركي من أن «عدم الرد على مثل هذا الهجوم الفاضح سيزيد مخاطر رؤية أسلحة كيماوية تستخدم مجدداً أو أن تسقط في أيدي إرهابيين قد يستخدمونها ضدنا، وهذا سيوجه رسالة كارثية إلى الدول الأخرى، بأنه لن تكون هناك عواقب بعد استخدام مثل هذه الأسلحة». من جهته، يقوم وزير الخارجية الاميركي الذي وصل مساء أول من أمس إلى فيلنيوس بتحرك دبلوماسي كثيف من اجل اقناع حلفاء الولايات المتحدة المترددين بدعم التحرك العسكري. والتقى الرئيسة الليتوانية داليا غريبوسكايتي التي عبرت عن «دعمها لإعلان الدول الـ11» التي دعت خلال حضورها قمة العشرين إلى رد «قوي» على النظام السوري المتهم باستخدام اسلحة كيماوية.
ورد كيري قائلاً إن الولايات المتحدة «ممتنة جداً لها على هذا الدعم، وكذلك لدول اخرى في ما يتعلق بالجهود التي تبذل بشأن سورية».
وتشمل جولة كيري باريس التي اصبحت حليفة واشنطن الاولى في الملف السوري، ولندن، قبل ان يعود غداً إلى الولايات المتحدة. إلى ذلك، يتوجه وزير الخارجية السوري وليد المعلم، غداً، إلى موسكو، حليفة دمشق الكبرى.
كما تنتظر الاسرة الدولية أن تنشر الامم المتحدة في موعد لم يحدد بعد، تقرير خبرائها الذين حققوا في ضواحي دمشق التي شهدت الهجمات المفترضة بأسلحة كيماوية. وترى معظم دول الاتحاد الاوروبي ان هذا التقرير يشكل فعلياً مرحلة اساسية يمكن أن تؤكد بشكل مستقل الاتهامات باستخدام غاز سام.
وتأمل واشنطن وباريس أن يسهم في رفع تحفظات بعض الحكومات المترددة في المشاركة في الضربة على اساس معلومات أجهزة الاستخبارات الوطنية فقط.
وقام الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بمبادرة حيال القادة الاوروبيين الآخرين، خصوصا الالمان، بإعلانه انه يريد انتظار تقرير الامم المتحدة قبل ان يصدر أي أمر بضرب نظام دمشق. وعبر عن أمله أن يكون هذا التقرير «عامل تقييم يسمح بتوسيع التحالف الذي يفترض ان يتشكل». ورحب وزراء الخارجية الاوروبيون، أمس، بهذا القرار.