فلسطينيون يتظاهرون في غزة دعماً للقدس ورفضاً للمفاوضات. أ.ب

الاحتلال يفرض إغلاقاً شاملاً على «الضفة»

فرضت إسرائيل اعتباراً من أمس وحتى فجر غد اغلاقاً شاملاً على الضفة الغربية، بحجة حلول «يوم الغفران» لدى اليهود. وفيما اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية ان الوزير جون كيري سيتوجه غدا إلى اسرائيل للقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاستعراض ما آلت اليه المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية، أكد رئيس الوزراء الفلسطيني السابق أحمد قريع أن اتفاق اوسلو «لم يكن خطأ وإنما اتفاق جيد لمرحلة السنوات الخمس الانتقالية التي تم تحديدها».

وتفصيلاً اغلقت اسرائيل أمس الاراضي الفلسطينية لمدة 48 ساعة بمناسبة عيد الغفران اهم الاعياد اليهودية. وصرح متحدث عسكري ان كل نقاط العبور من الضفة الغربية إلى اسرائيل اغلقت على ان يعاد فتحها غداً. وتغلق اسرائيل نقاط العبور مع الضفة الغربية خلال الاعياد اليهودية الرئيسة خشية من وقوع هجمات. ويوم «كيبور» يخصص للصوم والصلاة. وخلال هذه الفترة تتوقف كليا حركة الملاحة الجوية والنقل المشترك والبرامج الاذاعية والتلفزيونية. كما تغلق الموانئ والحدود البرية مع الاردن ومصر. وبحسب التعليمات الصادرة عن وزير الحرب الاسرائيلي يعلون «سيسمح أثناء فرض الطوق بمرور الحالات الإنسانية فقط بعد الحصول على المصادقة من الإدارة المدنية الاسرائيلية». وقررت الشرطة الاسرائيلية في القدس فرض قيود على دخول المصلين باحة الحرم الشريف أمس لأداء صلاة الجمعة، وبموجب ذلك يسمح فقط للرجال فوق سن الـ45 من حاملي بطاقات الهوية الزرقاء دخول الحرم. وتقوم السلطات الإسرائيلية خلال الأعياد اليهودية بفرض طوق أمني على الضفة، تغلق خلاله المعابر وتضيق حركة الفلسطينيين.

من جهة أخرى، اعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن الوزير جون كيري سيتوجه إلى القدس غداً لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تتناول محادثات السلام في الشرق الأوسط. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جين ساكي «الغرض من الزيارة هو اجراء مناقشات متعمقة مع رئيس الوزراء بشأن مفاوضات الوضع النهائي بين الإسرائيليين والفلسطينيين». وأضافت «سيركزان كذلك على تطورات الأحداث في سورية». واجتمع كيري في لندن الإثنين الماضى مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

من جانبه، أكد رئيس الوزراء الفلسطيني السابق أحمد قريع أن اتفاق اوسلو «لم يكن خطأ وانما اتفاق جيد لمرحلة السنوات الخمس الانتقالية التي تم تحديدها». ورفض قريع الذي كان رئيساً للوفد الفلسطيني في المفاوضات مع اسرائيل، في تصريحات للاذاعة الإسرائيلية باللغة العبرية بمناسبة مرور 20 عاما على توقيع اتفاق اوسلو، القول ان هذا الاتفاق قد مات، مشيراً إلى ان العلاقات بين الجانبين لاتزال تعتمد عليه. وأضاف انه بإمكان الرئيس محمود عباس توقيع اتفاق سلام مع اسرائيل وتبني قرارات تاريخية «وإن لم تحظ هذه القرارات بالشعبية».

وفي غزة تظاهر عشرات من أنصار حركة الجهاد الإسلامي في المدينة تنديداً بدخول جماعات استيطانية للمسجد الأقصى في القدس ورفضاً لمفاوضات السلام مع إسرائيل. وانطلقت التظاهرة من المسجد العمري الكبير في غزة تحت عنوان «القدس نحميها معاً ونحررها معاً»، ورفع المشاركون فيها لافتات تندد بالسياسات الإسرائيلية ضد القدس وأخرى تطالب بوقف التفاوض. وشارك في التظاهرة مسلحون ملثمون من عناصر «سرايا القدس» الجناح العسكري للجهاد الإسلامي. في غضون ذلك، أطلق نشطاء فلسطينيون ومجموعات شبابية حملة إلكترونية لمعارضة المفاوضات مع إسرائيل بمشاركة عشرات الصفحات الفلسطينية على مواقع التواصل الاجتماعي.

في الاثناء قال نادي الأسير الفلسطيني إن الأسرى المرضى في «عيادة سجن الرملة» سيشرعون غدا في خطوات احتجاجية تتمثل في إرجاع وجبات. وأضاف النادي في بيان صحافي أن ممثل السجن الأسير رياض العمور أكد أن «هذه الخطوات ستكون مفتوحة حتى تحقيق مطالبهم العادلة». وأوضح أن مطالب الأسرى المرضى قدمت مرات عدة لإدارة السجن لتلبيتها، إلا أن رد الإدارة كان أنه في حال اتخاذهم خطوات احتجاجية ستقوم هي بالمقابل بسحب الأدوات الكهربائية والتصعيد. وذكر البيان أن مطالب الأسرى المرضى تتمثل في توفير العلاج، مشيراً إلى أن العمور أكد أن إدارة «عيادة سجن الرملة» تماطل في تقديم العلاج للأسرى المرضى، سواء من حيث إخراجهم لإجراء الفحوص الطبية اللازمة في المستشفيات الخارجية، أو من حيث توفير الأخصائيين، أو تقديم العلاج الطبيعي الذي يحتاجون إليه.

الأكثر مشاركة