الحوار اليمني يواجه عقدة عدد الأقاليم وموقف حزب صالح
قال الامين العام للحوار الوطني اليمني أحمد عوض بن مبارك، إن إنجاز الحوار لايزال عالقاً عند نقطة عدد الأقاليم في النظام الاتحادي الذي يفترض أن يتم اعتماده في اليمن، لاسيما مع انسحاب ممثلي حزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح من اللجنة الخاصة بهذه القضية. وإزاء استمرار الخلاف في موضوع الاقاليم، حذر مبعوث الامم المتحدة لليمن جمال بن عمر مجدداً من «المماطلة» و«العرقلة»، في إشارة إلى صالح ونائب الرئيس السابق المقيم في المنفى علي سالم البيض، داعياً إلى تحقيق اختراق قبل توجهه إلى مجلس الامن لتقديم تقريره في 27 سبتمبر.
وتفصيلاً، قال بن مبارك، لوكالة «فرانس برس» إن «الإشكال الرئيس هو في شكل الدولة، اقليمان أم أقاليم عدة»، مشيراً إلى أن الامور متوقفة على هذا الصعيد مع انسحاب ممثلي حزب صالح من لجنة 8 8 الخاصة بالقضية الجنوبية، إلا ان بن مبارك توقع أن يتم إنجاز الحوار في غضون أسبوعين أو ثلاثة اسابيع، مشيراً إلى «دور رئيس ومحوري» للرعاة الدوليين في الضغط على الأطراف.
وكان المشاركون في الحوار توافقوا على أن يكون اليمن دولة اتحادية، فيما استمر الخلاف حول عدد أقاليم الدولة، إذ يتمسك الجنوبيون بصيغة من إقليمين تستعيد في الشكل دولتي اليمن الشمالي والجنوبي اللتين كانتا مستقلتين حتى 1990.
ويرفض قسم من الشماليين هذه الصيغة، لاسيما حزب المؤتمر الشعبي العام بزعامة صالح، فيما يقاطع الحوار الجناح المتشدد في الحراك الجنوبي، ويطالب بانفصال كامل عن الشمال.
وقال بن مبارك إن لجنة 8 8 المشكلة بالتساوي بين الشماليين والجنوبيين، والخاصة بالقضية الجنوبية «متوقفة عن العمل، لأن ممثلي المؤتمر الشعبي العام (حزب صالح) لديهما موقف معلن من مخرجات هذه اللجنة، وقد علقا مشاركتهما في اللجنة».
وعمل هذه اللجنة محوري لإنجاز الحوار، إذ إن القضية الجنوبية وشكل الدولة المقبلة هي العقدة شبه الوحيدة المتبقية أمام انجاز الحوار.
وقال بن مبارك إن «الخلاف في الشكل هو حول عدد الأقاليم، لكن الجوهر الحقيقي للمشكلة هو أن هناك صراعاً بين قوى من الماضي تريد أن تحفظ مصالحها، وقوى تريد ان تنشأ منظومة حكم جديدة».
وبحسب بن مبارك، فإن المطروح في الحوار هو «إيجاد آلية لإعادة توزيع السلطة»، إلا أن الامين العام للحوار ابدى تفاؤلا بإنجاز الحوار في غضون اسبوعين أو ثلاثة، بعد أن كان من المفترض ان يختتم أمس.
وبحسب بن مبارك، فإن فرق العمل في الحوار ستقدم تقاريرها الخميس، ويفترض أن يتم انجاز وثيقة الحوار النهائية «في غضون اسبوعين أو ثلاثة». وقال «كل المؤشرات تدل على أن الحوار سينجز، والتأخير طبيعي بسبب مبدأ التوافق، وهناك دور رئيس ومحوري للرعاة الدوليين في هذا الإطار».
وأكدت مصادر قريبة من الحوار في وقت سابق ان لجنة 8 8 كانت تتجه للتوقيع على مسودة اتفاق حول شكل الدولة، إلا أن تلك المحاولة فشلت.
من جهته، قال وزير الخارجية اليمني أبوبكر القربي لوكالة «فرانس برس» إن حزبه المؤتمر الشعبي العام أعد صيغة بديلة لمسودة شكل الدولة تنص على اعتماد اقاليم عدة، على ان تقدم الصيغة إلى لجنة 8 8 في اجتماعها المقبل. وقال القربي إن «المؤتمر الشعبي العام أعد صيغة وثيقة جديدة سيقدمها للاجتماع المقبل للجنة الـ8 8، هي صيغة من أقاليم عدة». وأضاف «بالنسبة للمؤتمر الشعبي العام، الوحدة قضية تاريخية لا يمكن التفريط فيها».
بدوره، حذر جمال بن عمر من «المماطلة» و«العرقلة»، داعياً إلى تحقيق اختراق قبل توجهه إلى مجلس الامن لتقديم تقريره في 27 سبتمبر. وقال إن «اية محاولات عرقلة أو مماطلة أو لعب على عامل الوقت سيكون مصيرها الفشل»، مذكراً بأن «مجلس الأمن حذر أكثر من مرة المعرقلين للتسوية السياسية، وذكر البعض بالاسم في بيان رئاسي أصدره في فبراير الماضي».