مصر: الشرطة والجيش يداهمان «كرداسة»
داهمت قوات الشرطة والجيش في ساعة مبكرة، أمس، بلدة كرداسة بجنوب القاهرة، التي تعد معقلاً للإسلاميين وقتل ضابط رفيع في الشرطة في تبادل لإطلاق النار فور بدء عملية المداهمة، فيما قررت الحكومة تخفيف عدد ساعات حظر التجوال ليبدأ من 12 صباحاً وحتى الخامسة صباحاً اعتباراً من الغد، في المحافظات المفروض فيها الحظر.
وتفصيلاً، قال مسؤول امني إن «تبادلاً كثيفاً لإطلاق النار وقع بين الشرطة والإرهابيين الذين كانوا يسيطرون على البلدة» الواقعة بالقرب من أهرامات الجيزة.
وأوضح أن «اللواء نبيل فراج مساعد مدير أمن الجيزة توفي من جراء إصابته بطلق ناري عند بدء المداهمات والاشتباكات مع عناصر مسلحة اعتلت اسطح العقارات» في كرداسة فور بدء عملية الاقتحام، مضيفاً أن فراج «لفظ أنفاسه الأخيرة فور وصوله إلى مستشفى الهرم». وأكد أن قرار مداهمة بلدة كرداسة «لتطهيرها من الإرهابيين» اتخذ خلال اجتماع طارئ عقده ليلاً مسؤولون في وزارة الداخلية.
وأضاف أن الهدف من العملية هو توقيف «140 شخصاً مطلوباً القبض عليهم» والعثور على منفذي «مذبحة» كرداسة حيث قتل نحو 10من رجال الشرطة في 14 أغسطس الماضي. وأفاد المسؤول الأمني بأن قوات من الجيش انتشرت لمساعدة الشرطة في عملية المداهمة، كما أن مروحيات عسكرية تحلق فوق البلدة.
وارتفع عدد الذين تم توقيفهم خلال هذه العملية بعد الظهر إلى 48 شخصاً كما أصيب تسعة من رجال الشرطة.
وفي بيان أصدرته في وقت سابق «ناشدت وزارة الداخلية قاطني منطقة كرداسة معاونتها في مهمتها وعدم الوجود بمسرح العمليات حرصاً على سلامتهم».
وشهدت كرداسة مواجهات بين قوات الأمن ومجموعات مسلحة بعد ساعات من هجوم الجيش على اعتصامين لأنصار الرئيس المعزول، محمد مرسي، في 14 أغسطس في القاهرة.
وقتل 11 ضابطاً في هذه المواجهات في كرداسة كما تم إحراق عدد من مراكز الشرطة.
ويشن الجيش والشرطة المصريان منذ عزل وتوقيف الرئيس الإسلامي محمد مرسي في الثالث يوليو حملة عنيفة ضد أنصاره ولاسيما من حركة الإخوان المسلمين الذين تتهمهم السلطات المصرية بـ«الإرهاب».
وتأتي مداهمة كرداسة بعد أربعة أيام من عملية مماثلة قامت بها قوات الجيش والشرطة في بلدة دلجا بمحافظة المنيا في صعيد مصر، التي كان يسيطر عليها إسلاميون مسلحون موالون لمرسي متهمون بحرق كنائس وبترويع الأقلية المسيحية المقيمة في دلجا.
وبعد قرابة خمس ساعات من بدء العملية، أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية اللواء هاني عبداللطيف، أن «قوات الأمن تواصل تقدمها بكرداسة» مضيفاً أن «القوات لن تتراجع إلا بعد تطهيرها من كل البؤر الإرهابية والإجرامية».
وأضاف المتحدث في تصريحات للصحافيين أن «اقتحام كرداسة اعتمد على شقين أساسيين، الأول يتعلق بحصار كرداسة من الخارج ومن ناحية مدخل البلدة على طريق القاهرة - الإسكندرية الصحراوي، وهو الشق الذي تنفذه القوات المسلحة».
وتابع أن «الشق الثاني يتعلق بالمواجهة المباشرة مع العناصر الإرهابية والإجرامية وهو الشق الذي تقوم به المجموعات القتالية التابعة للعمليات الخاصة» التابعة لوزارة الداخلية.
وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية أن «البؤر الإجرامية والإرهابية، ومن بينها دلجا وكرداسة، هي من ضمن أبرز سلبيات نظام الإخوان، التي تعمل وزارة الداخلية على تصفيتها حاليا لتحقيق الأمن والاستقرار في الشارع المصري».
وبالتزامن مع بدء عملية اقتحام كرداسة، أغلفت السلطات المصرية عدداً من خطوط مترو القاهرة لفترة وجيرة اثر الاشتباه في وجود قنبلة.
وقال مصدر امني انه تم إبطال مفعول العبوتين المزروعتين قرب محطة حلمية الزيتون، ونشر خبراء متفجرات لتفحص مجمل خطوط سكك المترو. إلا أن مسؤولاً امنياً عاد وأكد لـ«فرانس برس» أن الأجسام المشبوهة التي عثر عليها صباح الخميس على احد خطوط مترو القاهرة لم تكن عبوات ناسفة. وأفاد المسؤول بأنه «بعد قيام خبراء المفرقعات بفحص العبوات تبين أنها أكياس إسمنت مربوطة بسلك كهربائي للإيحاء بأنها عبوات ناسفة».
وأوضح المسؤول أن العبوتين عثر عليهما بالقرب من محطة مترو الزيتون (شمال شرق القاهرة) ما أدى إلى اتخاذ قرار بوقف حركة سير المترو، مضيفاً انه بعد وصول خبراء المتفجرات وقيامهم بالفحص والتأكد من أن العبوتين ليستا قنبلتين، تقررت إعادة تسيير خطوط المترو.
وأعلنت الحكومة أنها قررت تخفيض عدد ساعات حظر التجوال ساعتين ليبدأ في منتصف الليل وينتهي في الخامسة صباحاً باستثناء أيام الجُمع، حيث يظل كما هو من السابعة مساء إلى الخامسة صباح اليوم التالي.
وكان حظر التجول فرض في 14 أغسطس الماضي في القاهرة و13 محافظة من محافظات مصر الـ27 بعد ساعات من فض اعتصامي أنصار مرسي. ويأتي القرار الجديد بتقليص ساعات حظر التجول، الذي كان سارياً حتى الآن بين 11 مساء والسادسة صباحاً، مع بدء العام الدراسي في مصر غداً.